هذه القصيده رثاء فى سماحه الشيخ العلامه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوى
خفقان قلب الشعر ، أم خفقاني
أم أنه لهب من الأحزان
ماذا يقول محدثي؟ أحقيقة
ما قال ، أم ضرب من الهذيان؟!
ما لي أرى ألفاظه كحجارة
ترمي بها الأفواه للآذان
"الشيخ مات" عبارة ما خلتها
إلا كصاعقة على الوجدان
أو أنها موج عنيف جاءني
يقتاد نحوي ثورة البركان
يا ليتني استوقفت رنة هاتفي
قبل استماع نداء من ناداني
أو أنني أغلقت كل خطوطه
متخلصا من صوته الرنان
"الشيخ مات" أما لديك عبارة
أخرى ، تعيد بها اتزان جناني
قل لي -بربك- أي شيء ، ربما
أنقذتني من هذه الأشجان
قل لي -بربك- أي شيء ، قال لي
عجبا لأمرك يا فتى الفتيان
أنسيتَ أن الموت حق واقع
ونهاية كتبت على الإنسان؟!
أنسيتَ أن الموت حق واقع
وجميع من خلق المهيمن فان
أنسيتَ ؛ لا والله لكني إلى
باب الرجاء هربت من أحزاني
"الشيخ مات" صدقتَ ، إني مؤمن
بالله ، مجبول على الإذعان
الشيخ ، لا بل قلعة العلم التي
ملئت برأي صائب وبيان
هو قلعة العلم التي بنيت على
ثقة بعون الخالق المنان
وأمامها هزمت دعاوى ملحد
وارتد موج البغي والبهتان
وتطايرت شبه العقول لأنها
وجدت بناء ثابت الأركان
أنست بها نجد ، ومهبط وحينا
واسترشد القاصي بها والدَّاني
هو قلعة ظلت تحاط بروضة
خضراء من ذكر ومن قرآن
صان الإله بها عقيدة أمة
في عصرنا المتذبذب الحيران
ماذا تقول قصائد الشعر التي
صارت بلا ثغر ولا أوزان؟!
ماذا تقول عن "ابن باز" إنها
ستظل عاجزة عن التبيان
ماذا تقول عن التواضع شامخا
وعن الشموخ يحاط بالإيمان؟
ماذا تقول عن السماحة والنهى
عن فقه هذا العالم الرباني؟
مات "ابن باز" للقصائد أن ترى
حزن القلوب ، وأدمع الأجفان
في عين "طيبة" أدمع فياضة
تلقى دموع الطائف الولهان
"والخرج " تسأل و "الرياض" و "مكة"
عن قصة مشهورة العنوان
عن قصة الرجل الذي منحت له
كل القلوب مشاعر اطمئنان
ما زلت أذكر صوته يسري إلى
أعماقنا بمودة وحنان
يُفتي وينصح مرشدا وموجها
ومعلما للناس دون توان
"نور على الدرب" ارتوى من فقهه
وسرت منابعه إلى الظمآن
يا رب قد أصغت إليك قلوبنا
وتعلقت بك يا عظيم الشان
"الشيخ مات" عليه أندى رحمة
وأجل مغفرة من الرحمن