قال ابن القيم رحمه الله ....السبب السابع: قوة العلم بسوء عاقبة المعصية,وقبح أثرها,والضرر الناشئ منها :من سواد الوجه, وظلمةالقلب , وضيقه وغمه,وحزنه وألمه ,وانحصاره ,وشدة قلقه واضطرابه ,وتمزق شمله ,وضعفه عن مقاومة عدوه ,وتعريه من زينته بالثوب الذي جمله الله وزينه به ,والعصرة التي تناله ,والقسوة والحيرة في أمره ,وتخلي وليه وناصره عنه ,وتولي عدوه المبين له,وتواري العلم الذي كان مستعدا له عنه ,ونسيان ما كان حاصلا له أو ضعفه ولا بد , ومرضه اذا استحكم به فهو الموت ولابد ,فان الذنوب تميت القلوب.
ومنها:ذلة بعد عزة .
ومنها:أنه يصير أسيرا في يد أعدائه بعد أن كان ملكا متصرفا يخافه أعداؤه .
ومنها:أنه يضعف تأثيره ,فلا يبقى له نفوذ في رعيته ولا في الخارج ,فلا رعيته تطيعه اذا أمرها ,ولاينفذ في غيرهم.
ومنها :زوال أمنه وتبدله به مخافة ,فأخوف الناس أشدهم اساءة.
ومنها:زوال الانس والاستبدال به وحشة ,وكلما ازداد اساءة ازداد وحشة.
ومنها :زوال الرضا واستبداله بالسخط .
ومنها: زوال الطمأنينة بالله والسكون اليه والايواء عنده ,واستبدال الطرد والبعد منه.
ومنها: وقوعه في بئر الحسرات .فلايزال في حسرة دائمة ,كلما نال لذة نازعته نفسه الى نظيرها ان لم يقض منها وطرا ,أو الى غيرها ان قضى وطره منها ,وما يعجز عنه من ذلك أضعاف أضعاف ما يقدرعليه ,وكلما اشتد نزوعه وعرف عجزه اشتدت حسرته وحزنه .فيا لها نارا قد عذب بها القلب في هذه الدار قبل نار الله الموقدة التي تطلع عل الافئدة.
يتبع ان شاء الله (من كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين. ص591-592)اسأل الله أن ينفعنا جميعا بما قرأنا وكتبنا .والله المستعان