قصيدة جواب شكوى
(2)
شاعر الإيمان والحب والحنان فيلسوف الاسلام الدكتور محمد اقبال يرحمه الله
لـقــد سـجــدت مـلائـكـة كــــرام *** لـهـذا الخـلـق مــن طـيـن ومـــاء
يـظـنُّ العـلـم فـــي كـيــفٍ وكـــمِّ *** وسـر العجـز عنـه فــي انـطـواء
ومــلء كـؤوسـه دمــع وشـكـوى *** وفــي أنغـامـه صــوت الـرجــاء
فـيــا هـــذا لـقــد أبـلـغـت شـيـئــاً *** وإن أكـثـرت فـيـه مــن الـمــراء
عطـايـانـا سـحـائـب مــرســلات *** ولـكــن مـــا وجـدنــا السائلـيـنـا
وكـل طريقنـا نَــورٌ ونُــورٌ (1) *** ولـكــن مـــا رأيـنــا السالـكـيـنـا
ولــم نـجــد الـجـواهـر قـابــلاتٍ *** ضياء الـوحـي والـنــور المبـيـنـا
وكــان تـــراب آدم غـيــرَ هـــذا *** وإن يــك أصـلـه مـــاء وطـيـنـا
ولو صدقوا وما في الأرض نهرٌ *** لأجريـنـا السـمـاء لـهــم عـيـونـا
وأخـضـعـنـا لمُـلـكـهـم الـثـريــا *** وشيـدنـا النـجـوم لـهـم حصـونـا
ولكـن ألـحـدوا فــي خـيـر ديــنٍ *** بنـى فـي الشمـس ملـك الأوليـنـا
تـــراث مـحـمـدٍ قــــد أهـمـلــوه *** فعاشـوا فــي الخـلائـق مهمليـنـا
تـولـى هـادمـو الأصـنـام قُـدمــاً *** فـعــاد لـهــا أولـئــك يصنـعـونـا
أبـاهــم كـــان إبـراهـيــم لــكــن *** أرى أمثـال آزر فـي البنينـا (2)
انتظر البقية . . .