فضل الأيام العشر : فرصة لا تأتي إلا كل عام فانتهزها
أخي الحبيب .. قف وانتبه...أختي الكريمة ... قفي وتأملي
موسم عظيم من مواسم الخيرات ..... احذر أن يفوتك
إنها فرصة عظيمة لبدء صفحة جديدة مع الله , والتقرب منه سبحانه وتعالى ....
إنها فرصة لتكفير الذنوب والسعي في طلب الفردوس الأعلى من الجنة بإذن الله تعالى ...
إنها أيام العشر الأوائل من ذي الحجة .
روى الإمام البخاري في صحيحه أن رسول الله -- قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام (يعني العشر)، قالوا: "يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال --: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
تخيل أخي الحبيب ... التقرب إلى الله تعالى بالاعمال الصالحة في هذه الأيام أفضل من الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشيء منهما.. هل تتخيل عظم الأجر والثواب ؟؟
والله إنها لتجارة رابحة .
بعض الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم فعلها والإكثار منها في هذه الأيام :
1- تجديد التوبة إلى الله عز وجل من جميع الذنوب والمعاصي والعودة له سبحانه وكثرة الاستغفار ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) .
و قال صلى الله عليه وءاله وسلم : ( و الله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري . .
فهي فرصة ليحاسب كل إنسان نفسه ,, ويرى ذنوبه ليتوب منها ويستبدلها بحسنات وأعمال صالحة , فلعل الله عز وجل يغفر له ويبدل له سيئاته حسناتٍ يوم القيامة .
أخي يا من تتهاون في الصلاة ,,
أختي يا من لا تلتزمين بالحجاب الشرعي الواسع الذي امرك الله تعالى به
أخي وأختي ... يا من عود لسانه الغيبة والنميمة و الإفساد بين الناس والتحريش بينهم ,
يا من لا تهتم أخذت مالك من حلال أم من حرام ,
إن النار حرها شديد , ومقامعها حديد , وقعرها بعيد , عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
... إنها فرصة للهروب من النار بإذن الله تعالى والعودة لربنا جل وعلا وطلب الجنة .
2- المحافظة على الصلوات في أوقاتها للرجال والنساء فإن أحب الأعمال إلى الله تعالى الصلاة على وقتها , و في الحديث القدسي : ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه) .
وبالنسبة للرجال فيجب المحافظة على الجماعة في المسجد , وكثرة الخطا إلى المساجد كفارة للذنوب ورفع للدرجات , وأحب الأعمال إلى الله : الصلاة على وقتها .
3- الإكثار من الذكر: (التكبير والتهليل والتحميد)؛ ففي مسند الإمام أحمد أن النبي -- قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"
ومن الوسائل العظيمة في ذلك الجلوس في المسجد لذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس ثم الانتظار ثلث ساعة ثم صلاة ركعتي الضحى واسمع هذا الأجر العظيم لمن فعل ذلك :
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة . قال قال رسول الله تامة تامة تامة ) . رواه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله .
4- صيام الأيام التسعة الأوائل :
{كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر } رواه ابو داوود وصححه الشيخ الألباني .
والصيام أجره عظيم جدا , فقد قال صلى الله عليه وءاله وسلم : (من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ) متفق عليه . وهذا في الأيام العادية , فكيف بهذه الأيام التي هي أفضل الأيام ؟؟
5- صيام يوم عرفة : وهو اليوم التاسع ,, وهذا له أجر عظيم مخصوص :
قال صلى الله عليه وءاله وسلم : "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده" (صحيح مسلم).
6- صلة الرحم وبر الوالدين : وهي فرض في الأيام العادية , وهي سبب في سعة الرزق والبركة في العمر, وأجرها أعظم في هذه الأيام من الأيام الأخرى كسائر الأعمال الصالحة .
قال صلى الله عليه وءاله وسلم : (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) متفق عليه .
أخي الكريم .. أختي الكريمة .. يا من لم يكتب الله تعالى لهم الحج هذا العام ,, إن في هذه الأيام نفحة من نفحات ربكم , ورحمة من رحماته , لمن تاب وأناب إلى خالقه عز وجل , وأحب أن يبني لنفسه بيتا في الجنة قبل أن يأتي يوم يقول فيه : ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) , ويومئذ لا ينفع الندم .