يا من فرطت على نفسك في ما مضى من شهر النفحات ..يا من كنت بعيدا حتى في شهر القربات ،،
يا من أغواك شياطين الإنس والغفلة وقد صفدت الشياطين !!!
يا من لم تترك الغفلة ، ولم تزدد في ما مضى إيماناً وطاعة..يا من فاتتك أيام الرحمة ولم تكن من المرحومين !!
يا من هجرت القرآن حتى في شهر القرآن!
يا من أضعت أيام النفحات ومواسم الخيرات بين ما لذ وطاب من المأكولات وما ألهى من القنوات والمسلسلات !!
أبشر..نعم أبشـــــــــــــــــــــــــــر فلا زال أمامك متسع ولا زال حبل الخير ممدود فسارع ، وبادر
إيـــــــاك أن تيأس أو تجزع وتقل ما فات فات !!!
إيـــــــاك أن تقول لن ألحق بالقوم ،، إياك أن تقول ما كان قد كان ولا مفر!!
لا تستسلم للمعاصي إياك أن تستمري الغفلة !
وانهض مسارعاً إلى ربك ولذ بابه وسارع بالدخول قبل أن تنقضي أيامك وليكن لك في ما مضى عبرة وعظة.
فبالأمس القريب استقبلناه وهاهو قد ترحل عنا
وتوعدنــــــا لتعود من قابل ولكن هل سنعود نحن معها كما تعود ؟
فربما تعود وقد لبسنا الأكفان وسكنا بيت الدود !
فيا الله..كم هي ثمينة هذه اللحظات !؟
وكم نحن محرومون إن تمادينا أكثر وسوّنا أكثر !؟
فيا غافلاً في رمضان..ويا مفرطاً في شهر الصيام ..ويا من صام وما صام ..وتلا وما تدبر ..وقام وما قام .
اهرب من العزيز الجبار الذي أغضبته ،أهــــــــــرب ، فإنك لا تطيق غضب مولاك ،اهرب إليــــــــه
فلا يفر منه إلا إليه، واستعن به على نفسك الأمارة بالسوء ، فمن استعان به أعين ، ومن توكل عليه كُفي ، ومن اهتدى به هُدي.
أبشر .. فإن لك ربا رحيماً يمد يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويمد يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ،فاقبل على مصلاك واسجد لله ركعتين معلناً التوبة من الغفلة وبـاكياً على ما فرطت في جنب الله وما جنيت بحق نفسك التي حرمتها من الخير في شهر الخير !!
أبشر .. فإن لك ربا لا يرد من سأله ويجير من استجار به ولا يغلق دون منتظر بالدخول بابه
فبابه : الزم ،وبمناجاته : ترنم.
قال تعالى: [وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ(76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ(77) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ(78) ]. {المؤمنون}.
فما لك لا تدعوه وتستكين له وتتضرع ؛ وأي عذاب أشد من الحرمان في شهر الخيرات والعتق من النيران
فيا من أسرفت على نفسك المولى يناديك ويقول يا عبدي لا تقنط [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {الزُّمر:53} .
ويقول عز من قائل: [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى] {طه:82}
فأبشر بإقبال الله عليك وإعانته لك إن أنت أقبلت وأخلصت النية لله ؛ وأبشر برب رحيم غفور يستر العيوب ويبدل السيئات حسنات.
فماذا تنتظر ؟؟
نعم الآن ، الآن هيــا :قم والحق بالركب ، ركب المستغفرين بالأسحار ، ركب العائدين إلى الله ، ركب التائبين ؛ قم الآن وسارع قبل أن يحال بينك وبين التوبة وحينها لا ينفع الندم !!!
كن صادقاً مع [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] {التوبة:119}.ذا إرادة وعزيمة قوية وإياك أن تعتمد على نفسك أو قوتك فتهلك ولكن أسأل الله الثبات.
بذكرك يا مولى الورى نتنعم .. وقد خاب قوم عن سبيلك قد عموا.
إلهـــي تحملنا ذنوبا عظيمة .. أسأنا وقصرنا وجودك أعظم.
ألست الذي قربت قوما فوفقوا .. ووفقتهم حتى أنابوا وأسلموا.
لك الحمد عاملنا بما أنت أهله .. سامح وسلم فأنت المسلم.