حلم المنصور :
استيقظ ( المنصور ) ليلة من الليالي وهو مذعور لرؤية رآها ، فصاح بالربيع ، وقال له : صر الساعة الى الباب الثاني الذي باب الشام فانك ستصادف هناك رجلا مجوسياً مستندا الى الباب الحديد ، فجئني به ، فمضى ( الربيع ) مبادرا ، وعاد والمجوسي معه 0
فلما رآه ( المنصور ) قال : نعم ، هو هذا ماظلامتك ؟
قال : إن عاملك بالأنبار ، جاورني في ضيعة لي ، فسامني أن أبيعه إياها ، فامتنعت ، لأنها معيشتي ، ومنها أقوت عيالي ، فغصبني إياها 0
فقال له المنصور : فبأي شيء دعوت قبل أن يصير إليك رسولي ؟
قال : قلت : اللهم إنك حليم ذو أناة ، ولا صبر لي على أناتك 0
فقال المنصور للربيع : أشخص هذا العامل ، وأحسن أدبه ، وانتزع ضعية هذا المجوسي من يده ، وسلمها إليه ، وابتع من العامل ضيعته ، وسلمها إليه أيضاً 0
ففعل ذلك الربيع كله في بعض نهار يوم ، وانصرف المجوسي ، وقد فرج الله عنه ، وزاده وأحسن إليه 0
العفو عند المقدرة :
عُلق أحد الرجال وهو مكبل بالقيد والأصفاد في يديه ، في شمس حارة ، ووقت صعب كالجحيم 0
وعندما حانت ساعة ضرب عنقه تعطفت عليه زوجة الجلاد بكسرة من الخبز 0 وما إن أقبل الجلاد ممسكاً بسيفه ، حتى رأى المسكين وكسرة الخبز في يده 0
فقال له : من أعطاك أيها الحقير هذا الخبز قال : أعطتني إياه زوجتك 0
فما إن سمع الرجل جوابه ، حتى قال : أصبح قتلك محرما علينا ، لأن كل من قضم خبزنا ، لا يمكن رفع اليد بالسيف نحوه ، ولا يمكن أن تكره أرواحنا من أكل خبزنا ، فكيف يحل لي سفك دمك بسيفنا 0
( الهى لقد سرت في طريقك ، وأكلت من خبزك على خوانك فلتصفح عني وكن ناصري )
القدرة تذهب الحفيظة :
حضر ( الشعبي ) عند ( مصعب بن الزبير ) وهو أمير الكوفة وقد أتي بقوم ، فأمر بضرب أعناقهم ، فأخذ ليقتلوا 0
فقال له ( الشعبي ) : أيها الأمير ، إن من اتخذ السجن كان حكيماً ، وأنت على العقوبة أقدر منك على نزعها0
فأمر ( مصعب ) بحبس القوم ، ثم نظر في أمرهم بعد ، فوجدهم براء ، فأطلقهم 0
الإسلام يحكم :
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إذا نهى الناس عن شيء دخل على أهله أو جمع أهله فقال :
( إني قد نهيت عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير الى اللحم ، فان وقعتم وقعوا ، وإن هبتم هابوا ، وإني والله أوتي برجل منكم وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العذاب لمكانته مني ، فمن شاء فليتقدم ) 0
حديث جبريل :قال ( عبد الله بن عمر ) : لحقت ( الحسين ) وهو في طريقه الى العراق 0
فقلت : أين تريد ؟ فقال: أريد العراق 0 وأخرج كتب القوم ، ثم قال : هذه بيعتهم وكتبهم 0
فناشدته الله أن يرجع ، فأبى 0
فقلت : أحدثك بحديث ما حديث به أحداً قبلك : إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم يخيره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ،وإنكم بضعة منه ، فوالله لايلبها أحد من أهل بيته أبداً ، وما صرفها الله عنكم الا لما هو خير لكم ، فارجع ، فأنت تعرف غدر أهل العراق ، وما كان يلقى أبوك فيهم 0
فأبى ، فاعتنقته وقلت : استودعتك الله من قتيل 0
رواية القتلة :وقف ( زحر بن قيس الجعفي ) بين يدي ( يزيد ) فقال : ما وراءك يا زحر ؟ فقال : أبشرك يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، قدم علينا ( الحسين ) في سبعة عشر رجلا من أهل بيته وستين رجلا من شيعته ، فبرزنا اليهم وسألناهم ان يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير او القتال ، فأبوا الا القتال ، فغدونا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كل ناحية ، حتى أخذت السيوف مأخذها من هاماتهم الرجال ، فلم يكن الا نحر جزور أو موت قائم حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسامهم مجزرة ، وهامتهم مرملة ، وخدودهم معفرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفي عليهم الريح بقاع سبسب ، زوارهم العقبان والرخم 0
دمعت عينا ( يزيد ) وقال : لقد كنت أقنع من طاعتكم دون قتل ( الحسين ) لعن الله ( ابن سمية ) أما والله لو كنت صاحبه لتركتهُ ، رحم الله أبا عبد الله وغفر له 0
رجال الله :قال ( الحسن البصري ) : قتل مع الحسين ستة عشر من أهل بيته 0 والله ما كان على الأرض يومئذ أهل بيت يشبهون بهم 0
وحمل أهل الشام بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا على أحقاب الإبل 0 فلما أدخلن على يزيد ، قالت ( فاطمة بنت الحسين )
يا يزيد ، أبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا! قال : بل حرائر كرام ، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت 0
قالت ( فاطمة ) فدخلت اليهن فما وجدت فيهن سفيانية الا تضرب صدرها نائحة 0 وقالت بنت عقيل 0
ابن أبي طالب ترثي الحسين ومن أصيب معه :
عيني أبك بعبرة وعويل *** واندبي إن ندبت آل الرسول
ستة كلهم لصلب علي *** قد أصيبوا وخمسة لعقيل
ما قاله ( الجالوت ):
قال ( عبد الرحمن بن نوفل ) : لقيتُ رأس ( الجالوت ) الجالية من اليهود ، ورأس اليهود رئيسهم0
وكان من ولد داود عليه السلام
فقال لي رأس اليهود : إن بيني وبين داود سبعين أبا،وإن اليهود إذا رأوني عظموني وعرفوا حقي وأوجبوا حفظي ، وانه ليس بينكم وبين نبيكم ألا أب واحد قتلتم ابنه 0
ما روته ( أم سلمة ) :
قالت ( أم سلمة ) زوج النبي صلى الله عليه وسلم : كان عندي النبي صلى الله عليه وسلم ومعي الحسين فدنا من النبي فأخذته فبكى ، فتركته فدنا منه ، فأخذته فبكى ، فتركته 0
فقال له جبريل : أتحبه يا محمد ؟ قال : نعم 0
قال : أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها 0
فبسط جناحيه ، فأراه منها 0 فبكى النبي صلى الله عليه وسلم بحرقة القلب ولوعة النفس 0
الحق ولأمانة :
كتب عثمان بن عفان رضي الله عنه الى الخرج يقول : ( أما بعد فان الله خلق الخلق بالحق فلا يقبل الا الحق ، خذوا الحق وأعطوا الحق به والأمانة... الأمانة ، قوموا عليها ... ولا تكونوا أول من يسلبها فتكونوا شركاء من بعدكم الى ما كسبتم ، والوفاء ... والوفاء ، لا تظلموا اليتيم ولا المعاهد فان الله خصم لمن ظلمهم ) 0
والسلام عليكم ورحمة الله ،،،