<div align="center">
تنبيه
هذه روابط الحلقات السابقة
الحلقة الأولى والثانية :
http://www.ala7ebah.com/upload/index...showtopic=5833
الحلقة الثالثة ( وفيها تذكير بطريقة التفسير هنا ) :
http://www.ala7ebah.com/upload/index...showtopic=6062
الحلقة الرابعة :
http://www.ala7ebah.com/upload/index.php?s...?showtopic=6125
الحلقة الخامسة / الآيات ( 23-29 )
﴿وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾
{23} يقول تعالى : ﴿وَقَالَ قَرِينُهُ﴾ أي : قرين هذا المكذِّب المعرض من الملائكة ، الذين وكَلَهم الله على حفظه وحفظ أعماله ، فيحضره يوم القيامة ، ويحضر أعماله ، ويقول : ﴿هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ﴾ أي : قد أحضرتُ ما جعلتُ عليه من حفظه وحفظ عمله[ومعنى عَتِيْد : أي مُعْتَد مُحْضَر ، بلا زيادة ولا نقصان ] .
{24} فيجازى بعمله ، ويقال لمن استحقَّ النار : ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ﴾ أي : كثير الكفر [ والتكذيب ] والعناد لآيات الله [ عنيد : معاند للحق ، معارض له بالباطل مع علمه بذلك ] ، المكثر من المعاصي ، المجترئ على المحارم والمآثم ، [ والظاهر أن الخطاب موجه للسائقِ - الذي أحضره إلى عرصة الحساب - ، والشهيدِ – الذي شهد عليه بأعماله - ، أي : أن الله تعالى حكم فيه بالعدل ، وأمر السائق الذي أحضره والشهيد الذي شهد عليه بما عمل ، بإلقائه في نار جهنم ، جزاء ما عمل ] .
{25} ﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ﴾ أي : يمنع الخير الذي قِبَلَه ، الذي أعظمُه : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله [ فهو لا يؤدي ما عليه من الحقوق ] ، منَّاع لنفع ماله [ فلا برّ فيه ، لا زكاة ولا صلة ولا صدقة ] ، وبدنه [ فلا يخدم الآخرين ولا يساعدهم ] ، ﴿مُعْتَدٍ﴾ على عباد الله وعلى حدوده ، أثيم ، أي : كثير الإثم [ تفسير أثيم هنا لا محل له ، فيبدو أنه خطأ مطبعي ] ﴿مُرِيبٍ﴾ أي : شاكٍ في وعد الله ووعيده ؛ فلا إيمان ولا إحسان ، ولكن وصفه الكفر والعدوان والشكُّ والريب والشحُّ واتِّخاذُ الآلهة من دون الرحمن .
{26} ولهذا قال: ﴿الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ أي : [ أشرك بالله ] عبد معه غيره ، مِمَّن لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا ، ﴿فَأَلْقِيَاهُ﴾ : أيُّها الْمَلَكان القرينان ﴿فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ﴾ الذي هو معظمُها وأشدُّها وأشنعُها .
{27} ﴿قَالَ قَرِينُهُ﴾ : الشيطان [ الذي قرن به من الجن ، فكان يغويه ، كما في قول الله عز وجل <span style='colorarkred'>﴿نُقَيِّض له شيطانا فهو له قرين﴾ ] </span>، متبرئًا منه حاملاً عليه إثمه : ﴿رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ﴾ : [ ما أوقعته في الطغيان ولا أضللته ، وإنَّما طغى باختياره ] ؛ لأنِّي لم يكن لي عليه سلطان ولا حجة ولا برهان ، ﴿ولكن كان في ضلال بعيد )، فهو الذي ضلَّ وبَعُدَ عن الحق باختياره ، كما قال في الآية الأخرى : ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ...﴾ الآية .
{28} قال الله تعالى مُجِيباً لاختصامهم [ أي : الإنسي وقرينه من الجن ، بعد أن يختصمان بين يدي الحق تعالى ، فيقول الأنسي : يارب هذا أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ، ويقول الشيطان : ربنا ما أطغيته فهو خطاب للناس وقرنائهم من الشياطين ] : ﴿لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ﴾ أي : لا فائدة في اختصامكم عندي ، ﴿و﴾ الحال أني ﴿قد قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ﴾ أي : جاءتكم رسلي بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين الساطعات ، فقامت عليكم حُجَّتي ، وانقطعت حجَّتكم ، وقدمتم إليَّ بما أسلفتم من الأعمال التي وَجَب جزاؤها .
{29} ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ أي : لا يمكن أن يخلف ما قاله الله وأخبر به ؛ لأنَّه لا أصدق من الله قيلاً ، ولا أصدق حديثًا [ أي : قد قضيت وحكمت بتعذيب الكفار ، فلا تبديل لذلك ؛ وقيل معناه : لا يَكذِب أحد لديّ ، لعلمي بجميع الأمور ، فالإشارة على هذا إلى قول القرين : <span style='colorarkred'>﴿ربنا ما أطغيته﴾ ] .</span>﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾
[ فلست أُعذب أحدا بذنب أحد ] ، بل أجزيهم بما عملوا من خير وشر [ بعد قيام الحجة عليهم ] ؛ فلا يُزاد في سيئاتهم ، ولا يُنقص من حسناتهم .
سؤال :
ما هي أقوال المفسرين في المراد بـ ( الخير ) ، في قول الله سبحانه : ﴿مناع للخير﴾ ؟</div>