[align=center]
خوف اليهود من الرايات السُّـود
ليس بعيدا سينزل الله تعالى غضبه على أمريكا ، فيضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، وتشتعـل عليهم ناراً داخليـَّة
لأنَّ طغاتها لـم يرعووا عن طغيانهـم رغـم الآيات الكبرى التي أرسلها الله إليهـم ، منذ هجمات الحادي عشر من أيلول التي نزلت كالصاعقـة من السمـاء ، ثم ما أذاقهـم الله من الخزي والعار على يد أسود العراق فحسـّوا منهم عشرات الآلاف _ بخلاف المعلـَن _ ثم إعصار كاترينا ، ثم الأزمة الإقتصادية التي قصمت ظهورهم ولازالت في بداياتهـا ، ثـم هذه الكارثة الهائلة التي تسبب بها التسرب النفطي ، وما سيأتيهـم أعظـم ، حتى يمـرغ الله أنف فرعونهـم في الرغـام.
وقـد خبأ الله تعالى لها ليكون حتفها الأخيـر ، أعظـم بأسه ، وأشـدَّ عذابه ، عندما أرسلها إلى عرين الأسود ، أصحاب الرايات السود ، حركة طالبان ذات البأس الشديد ، والعزيـمة التي هي أصلـب من الحديــد.
وهاهي حركة طالبان الربانيّة تطيح برؤوس الجنرالات الأمريكيين واحدا تلو الآخر ، وآخرهـم مكرستال الذي سخر من أوباما ، ونائبه ، وسائر سدنة البيت الأسود ، مولولاً على حالهم المزري وهم يغـرقون في مستنقع مقبرة الأمبراطوريات.
حتى إذا جاء خلفه بترايوس كتب مقالا في مجلة فورن بوليسي قال فيه إنه خلال السنوات التي تلت إحتلال أفغانسـتان ، ( تمركزت عناصر من طالبان ، وغيرها من العناصر المتطرفة _ هو المجرم المتطرف _ تدريجيا في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية ، وأعادت بناء البنى اللاّزمة من أجل التخطيط ، والاتصال ، وتنفيذ العمليات.
وشاركت تلك المنظمات في السنوات الأخيرة بصورة متزايدة في شن حملة من العنف ضد الشعب الأفغاني _ كذَّاب إنما تهاجم حركة طالبان الإحتلال وما يلحق بـه فحسـب وأغلـب الشعب الأفغاني داعم لحركة طالبان _ وحكومته ، وقوات إيساف ، وطورت علاقات تعاون فيما بينها مما شكـّل خطراً ليس على أفغانستان ، والمنطقة ، بل على بلدان في مختلف أنحاء العالم ) .
وأبـلغ رد عليه هو ما قاله الكاتب في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي باتريك كوكبيرن : ( إنّ بترايوس يدير حرباً قررت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع كسبها عسكريا، ولكنها لا تقوى على الانسحاب منها دون أن تتعرض لخسارة فادحة في ماء الوجه ) .. وقال : ( فالولايات المتحدة – يتابع كوكبيرن - لم تكن لديها مصالح حيوية معرضة للخطر في بغداد ، أو كابل ، ولكنها تعثرت في حربين بأفغانستان ، والعراق عقب الحادي عشر من أيلول ، لإستعادة مكانتها بوصفها قوة عظمى في العالـم ..
كما أنَّ واشنطن دخلت هاتين الحربين لأنها تعتقد أنَّ النصر سيكون سهلا في كلا البلدين ، ولكن النخبة السياسية - بسبب خوفها الشديد - وجدت نفسها في أميركا تخوض حروب استنزاف أظهرت ضعف الولايات المتحدة بدلا من قوتها.
وثبت أنَّ الآلة العسكرية الأميركية الهائلة كانت عاجزة عن التغلب على القوى المحليّة التي تصل أعدادها في كلّ حالة إلى ثلاثين ألفا ) .
،
وقد أصـاب كبد الحقيقة عندما قال إن أمريكا إنما حملها على غـزو العراق ، وأفغانسـتان البطـرُ ، والكبـرُ ، والغطرسـة ، وأنهـا كانت تريد أن تعيد مكانتها بوصفها قوة عظمى في العالم ، فوجدت نفسها تخوض حروب إستنزاف أظهرت ضعفها بدل قوتها ، كما هـي سنة الله بالمستكبرين ، يذلهم وهم في فـورة طغيانهـم ، فيجعلهـم عبرة للعالميــن .
،
ولقد إختارت أمريكا إحتلال العراق ببغدادها ، بغـداد الحضارة الإسلامية ، لتضرب الأمّة الإسلامية في رمزهـا الحضاري عبر التاريـخ ، كمـا إختارت أفغانستان لتضـربها في رمز قوّتها ، وعزّتـها وهي راية الجهـاد الإسلامي .
،
هذا وكلّ المؤشـرات تتجه إلى أن أفغانسـتان سوف تتحوّل إلى مستنقع (فيتنامي) لأمريكا ، قبل أن تجـرّ ذيول هزيمـة نكراء
يدل على ذلك عدة أمور :
،
أولا : أنَّ أفغانسـتان لم تزل كذلك في التاريخ ، مقبـرة يرمـى فيها كلُّ المستكبرين ، منذ أن غـرق فيها الإسكندر فالبريطانيون فالروس وهاهو التحالف الصهيوغربي يتخبط تائهـا في جبالها ، ولا يدري أين المخـرج.
،
ثانيا : أنّ أفغانسـتان يقـلّ ويضعـف فيهـا العنصر الخياني الأشـدّ فتكـا بأمّتـنا في التاريخ وهم الرافضـة _ إمتـداد خـطّ النفـاق _ كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( فلينظر كلُّ عاقل فيما يحدث في زمانه ، وما يقرب من زمانه من الفتن ، والشرور ، والفساد في الإسلام ، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة ، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً ،وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن ، والشرّ ، وإيقاع الفساد بين الأمة )
،
ولهذا لايختلف الذين تابعوا ما جرى في العراق عند دخول الإحتـلال الصليبي أنه لو كانت العراق بلا هؤلاء المنافقيـن ، لم يمكن للإحتـلال أن يدخلها أصـلا ، ولكان أهل العراق لوحدهـم _ رغم خيانة الجوار _ قادرين على دحر الإحتـلال ، وأن رافضتها هم أعظـم الأسباب الداخلية التي أدت إلى وقوع كارثة الإحتلال وما تبعها من مآسيه إلى يومنا هذا.
،
ثالثا : أنّ الإحتـلال فـي أفغانسـتان فشل فشلاً ذريعا في خدعتـه السياسية التي نجحت إلـى حـدّ مـا في العـراق _ فلاتـزال رايـات الجهـاد فـي العـراق لها يـدٌ طولـى والحمد لله _ وهـي الإلتفـاف علـى الجهـاد بحيلـة ما يسمّـى ( الصحـوات ) ، مستغـلاّ الرافضة أيضا في هذا الإلتفاف الخبيث
ولايخفى أنه المجتمع الأفغانـي لا يمكن أن تنجح فيه هذه الخطط الإبليسية ، أولا لأنّ حركة طالبان _ بخلاف الحالة العراقية _ كانت هي الدولة الحاكمة للشعب الأفغاني ، وكانت المحمودة في سيرتها ، وأحكامها ، ولايزال في ذاكرة الشعب الأفغاني إحسانها إليهم ، وعدلها فيهـم ، ونزاهتها ، وما نعموا به من الأمن ، وصلاح الحال في ظلّها ، وثانيا لأنَّ الحركة حافظت على إستمرار هذه السيرة المحمودة أثناء الجهاد أيضا ، وثالثا لإختلاف طبائع الشعب الأفغانـي .
رابعا : أنّ أذناب الإحتلال الصليبي لأفغانسـتان من الدمية كرزاي إلى أصغـر تلك الأذنـاب ، لايُنظـر إليهم في غالب الشعب الأفغاني سوى أنهم حفنة من اللصوص والخونـة ، قد ملؤوا أرض أفغانستـان بالفسـاد ، وبالمخدرات ، بعد أن قضت عليها طالبان تماما ، وامتلأت أرصدهم بملايين الدولارات التي يسرقونها من ثروة الشعب الأفغاني ، ويحوّلونهـا إلى بنوك خارجية ، وقاموا بتخريب الديار الأفغانية من جميع النواحي ، ولم يحققوا شيئا سوى الخراب ، والدمار .
وبهـذا تعلـّم الشعب الأفغاني درسا عمليا نموذجيا عن أهداف الإحتلال الصهيوغربي لأفغانسـتان ، وما هو مستقبل البلاد لو أنها سُلِّمت لهذا الإحتلال ، وأذنابه .
خامسا : رأى الشعب الأفغاني حشود المنصّريـن تتوالى إلى أفغانسـتان ، وتبيـَّن له جليـّا أنَّ هدف الإحتلال الأوّل هو غـزو العقيدة الإسلامية ، وإجتيال دين الإسلام ، وتحويل الشعب الأفغاني إلى مـرتـدّ عن دينه ، فقام منتفضـاً لدينه ، وعقيدته ، مناصراً لحركة طالبان المباركة حامية الدين ، إنتفض ضـد المحتـل ومشروعه الصليبي الخبـيث.
وزاد إشتعال إنتفاضـته إهانة الإحتلال للمقدسات الإسلامية ، مثـل حـرق المصاحـف ، وتلطيخهـا بالنجاسات في سجون ، ومعتقـلات الإحتلال.
سادسا : شهد الشعب الأفغاني كيف أنّ الاحتلال الصهيوغربي لأفغانستان لايعـدّ حياة الأبرياء شيئـا ، ولا يقيم وزنا لأرواح النساء ، والأطفال ، والشيوخ ، كما قال تعالى ( لايرقبون في مؤمـن إلاّ ولا ذمـة وأولئك هم المعـتدون )
وأنه في سبيل تحقيق أهدافه يقصف الأعراس ، والمساجد ، والتجمعات المدنية ، حتى الجنائز.
سابعا : رأي الشعب الأفغاني تحوّل بلاد الأفغان إلى مرتع للموساد الصهيوني ، والمخابرات الهندوسية إخوان الصهاينـة عبر التاريخ ،
وشهدوا كيف أنّ خيرات أفغانسـتان التي أودعها في أرضه من معادن وغيرها ، صارت في ظلّ الإحتـلال إلى نهب الناهبين ، ووقود يقـوّي أعداء الإسلام في مشروعهم الذي يستهدف كلِّ مقدسـات الأمة .
ولهذا كلـّه التفّ الشعب الأفغاني حول الجهاد الأفغاني ، فامتـدت ثورة عارمة في نسيج الشعـب كـلّه ، ثـم تحـوّلت إلى ثقافة شعـب ، يرى فيها كلَّ من يجاهد الإحتلال بطـلا ، ومن يموت في هذا المشروع شهيدا ، ومن يفقد ولده ، أو ماله ، مضحّيا في سبيل أسمى هـدف ، و أعدل قضية .
وبهذا وقف الجهاد الطالباني بثقـة على أرض ثابتة ، راسخـة ، وصار إعصـارا لايقف في وجهه شيء ، هذا وحده ما يفسّـر ثبات قدم الجهاد الأفغاني ، بقيادة حركة طالبان ، وأنه يترقّـى في تحقق أهدافه ، ويزداد حبُّ الشعب الإفغاني له ، ويسيطـر على مناطق هائلة في البلاد الأفغانية ، وتتسع مناطق نفوذه ، وسيطرته كلّ عام عمـّا قبله ، ويسيـر بخطى راشـدة نحـو تحقيق أهدافه .
إنها الصورة المشرقة الوضـّاءه.
للجهاد النبيل ، في وجه الإحتلال العنصري البغيض .
وللصمود المشرّف أمام زحـف الإستكبار المتغطرس.
وللبطولات الغـرّاء في ميـدان المواجهـة مع قراصنة ثروات الشعوب .
،
وللأهـداف السامية للعقيدة الهادية ، ضـدّ الأطمـاع الدنيئة للمستعمر ، وأذنابه الخونة .
وأخيـرا فإنّ اليهود المغتصبين لأرضنا المقدسة في فلسطين ، لايخيفهم شيء كخوفهم من تلك الرايات السود التي تخـفق فـوق أسود البشتون ، لعلمهم أنَّ تلك الأرض هي قلعـة الجهاد ، ومنبـع العـزّة ، فإذا سيطـرت عليها راية جهاد إسلامي ، وصارت محضنا آمنا من أيِّ إختـراق ، فسوف ترسل سهامها إلى وكـر العصابة الصهيونيـة ، وتصيـر خيـر ردء ، ونعـم السند للجهاد الفلسطيني على جميع المستويات ، بـل كل الجهاد الإسلامي في بقاع الأرض .
فنسأل الله تعالى أن ينصـر تلك الرايات الجهادية في أرض الإنتصارات ، وأن يرسل عليها ريـاح النصـر ، ويحقـق بها دحـر الهجمة الصهيوغربية على أمتنا الإسلامية ، لتفتح بعد ذلك آفـاق إنبعـاث النهضة الإسلامية العالمية
آمين
والله حسبنا عليه توكلّنا وعليه فلتوكـّل المتوكّـلون
وأذكر ماجداً شهماً شُجاعا** لأوصافِ القيادة مُستــــحِـقُّ
ويعطي أمة الإسلام عـــزا ** ودرب النصـــر في عزم يشقّ
أميُر الأسْدِ في آسـاد(كابلْ)** أقام الدين بالهيْجــا يُحــِـقُّ
وملاّ في مواكبِهِ ليــــوثٌ ** من (البشتـونِ) إيمانٌ وصـدقُ
الشيخ حامد بن عبدالله العلي
[/align]