<div align="center">ياطائـرَ الأيْـكِ ما أشـجاكَ أشجانـي ...
فارقـتَ إلـفا .. أنا فارقـتُ أوطانـي .
تـبكي حبـيـبا .. وأبكي أمـةً ذُهـلت ...
وأصبحت بـين مذعورٍ وحيـرانِ .
جـنّ الظـلامُ عليـها .. كنـتُ أحسـبُها ...
شـمسَ الـدنـا ... غُـمست في بحـر أحـزانِ .
قـد سلّـموها بَـنوها لطاغـيةٍ .. فـقأ عـيونَـها...
دونـما يحـنو لـها حـانِ .
مُـزِّق قلـبُها المـنـهوكُ .. أشـتاتًـا ...
وكـلٌ يمـقُـت الثـاني .
وحولَـها كـلُّ ذي شـرٍ .. ومنـتـفعٌ ...
وحـيةٌ ذاتُ أنـيابٍ وأسـنانِ .
قـد أوقـعوا بها ـ غـدرا ـ وما فـتِـئـت ...
تـقومُ حـتى أحاطـوها بأكـفانِ .
تـعال نجـمعُ فـيضَ الدّمـعِ .. عـلَّ بـهِ ...
نُـسقي غـصونَ المُـنى .. أو جـدبَ وديـانِ .
لو كان فـي الدمـع للأجـراحِ ملتـئم ...
أو يـحي المـيْـت .. استمـطرتُ أجـفانـي .
أو كان للـقول صـاخ كـي يـبلـغه ...
للـقوم .. بُـحـتُ بما يـحويـه وجـدانـي .
لكنـنا ـ أسـفا ـ نحـيا بمجـتـمعٍ ...
لا الدمـعُ يُـجـدي .. ولا سـمعٌ بـآذانِ .
ياطـائـر الأيـك هـل تـدري لـما فُـنـيت
سلالـةُ المـجد ؟ وهـل للمـجد مـن بـانِ ؟
وهـل سـيرسـو بـشطِّ الخـير مـركـبُـنا ؟
أم تـاه فـي أبـحرٍ مـن غـير شـطـآنِ ؟
لـكَم يـتوقُ فـؤادي أن يـرى وطـنا ...
مُهـذّبا مـن صـدى زورٍ وبهـتانِ .
وأن يـرى فـيه للشـجعانِ مُـتّـسعا ...
وللعـقول مـقايـيـسا بمـيزانِ .
هـناك أشـدو .. وتـشدو أنـت مـن طـربـي ...
ويـرقُـصُ الـزرعُ فـي حقـلي وبسـتانـي .
* * *
صـخـب الجـنون ...
ما دام يحكمـنا مجـنون .. سنـرى كـلاب الصـيد ..
تلتـهمُ الأجـنّةَ فـي البـطون .
سنـرى حقـولَ القـمح ألـغاما .. وضـوْءَ الصـبحِ ..
نـارا فـي العـيون .
سنـرى الصـغارَ عـلى المشانـقِ .. فـي صـلاةِ
الفـجرِ .. جـهرا يُـشنـقون .
ونـرى علـى رأس الزمـانِ .. شبـيهَ خـنـزيـرٍ
قبـيحَ الوجـه .. يقـتحمُ المـساجدَ والقُـرى والحـصون .
وحيـن يحكـمنا مجـنون .. لا زهـرةً بـيضاء
تـنمو .. فـوق أشـلاءِ الغـصون .
لا فـرحـةً فـي عـينِ طـفلٍ .. نـام
فـي صـدرٍ حـنون .
لا ديـنَ .. لا إيـمانَ .. لا حـقا ..
ولا عِـرْضا مـصون .
وتـهون أقـدارُ الوطـن ..
وكـل شـيء قـد يـهون ..
مـادام يحـكمُـنا داعـر مجـنون .
Email: ibnaljabal@************</div>