ذكرت اخر الدراسات التي تناولت الاوقات المستغلة فعليا في الاعمال.. ان العالم العربي يحتل المراتب الاخيرة- بامتياز- لا يدانيه فيه احد.. فقد ذكرت الدراسة ان انتاجية الافراد في الغرب تتراوح بين 7-8 ساعات يوميا.. بينما تزيد اليابان عن ذلك.. وتتبوأ المرتبة الاعلى في انتاجية الفرد على مستوى العالم. اما العالم العربي.. فلا تتعدى انتاجية الفرد فيه عن الساعتين!!.
وهي في الحقيقة وصمة مخجلة على جبين وطننا العربي الذي اراد شبابه ان يمتازوا بشيء اخر.. ويتبوأوا مراتب الشرف في محاكاة الغرب في كل ما هو سيء فقط فهم- مع كل أسف- بارعون في محاكاة الغرب في " موضاته" وتقاليده وانحرافاته بينما فشلوا في محاكاته علما وبحثا وتقدما ونظاما والتزاما في الوقت والعمل.
والوباء لا يصيب الشباب فقط في بيئات الأعمال بل حتى من تخطوا سن الشباب اذ نجد السواد الاعظم من الموظفين يمتهنون مضيعة الوقت ولا يعطي الانتاجية والعمل الاهتمام الذي يعطيه للكلام والثرثرة وتعطيل المراجعين.
في وقت يعيش العالم العربي والاسلامي فيه اخطر مرحلة للتآمر الغربي والصهيوني الذي يسعى لتفتيت اركانه واشعال حرائق التناحر والاختلاف والانقسام عقائديا ومذهبيا وطائفيا. فهل نعي ذلك..؟ ام لا نزال نشك فيه؟!.
ان التغيير نحو الافضل هو الاساس الذي لا بد أن ننطلق منه ليعود مجد امتنا وانتصاراتها وشموخها. كما لا بد لنا من معرفة قيمة الوقت واهمية الانتاج في تقدم الامم.. وتحضرها.. والوصول للمجد لا يكون الا بالجد والجهد.. الامر الذي لا بد ان نغرسه في نفوس الابناء.. مما يؤكد دور الاسرة في ذلك.. ونهجها في تربية الابناء.. الذي لا بد ان يقوم على التشجيع على الابداع والاجتهاد والانتاج والبحث وكسر نمط الاتكالية.
كما ان للمناهج التعليمية دورها الكبير في ذلك..
لكن بعد ان تخرج اولا من اساليبها العقيمة التي تبث فشلها والتي تحتاج فعلا الى تغيير يركز على البحث والفهم والابداع لا تغريب يسهل المهام على المخططات الغربية في تجريد المجتمعات العربية والاسلامية من اهم اسسها وثوابتها واصولها.
وكذلك الامر في بيئات الاعمال
التي لا بد ان تكون اكثر حزما ووعيا في تطبيق انظمة وقواعد وجزاءات رادعة تكفل توفير بيئة عمل وادارات بعيدة عن الرشوة والكسل والتسويف والمماطلة وضعف الانتاج بيئة تقدس العمل وتؤمن بان الاخلاص فيه امانة لا بد من تأديتها لا تميزا يستطيعه شخص دون اخر!!.
فما نصنعه اليوم نتركه غدا للابناء والاحفاد من الاجيال القادمة ونحن مؤتمنون على تقديم وترك ميراث طيب يستفيد منه الاخرون.
فها هي اليابان.. انهزمت عسكريا امام الغرب لكنها نهضت وضربته ضربة قوية في انتصار من نوع اخر هو الانتصار بالعمل والابداع والانتاج.
وامتنا تقف على مفترق طرق.. والعدو كشر عن انيابه وكشف عن نواياه الخبيثة .. ومواجهته بقوة وصلابة تقتضي
ان نتسلح بالدين والعلم والعمل.
دوحة الشعر:
امتي!.. هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم؟.
شاعر وكاتب اجتماعي
ajadaa@**********
جدة 21352 - ص ب 126007
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1617&pubid=1&CatID=260&sCatID=3 92&articleid=168826