بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد شفيع من يشهد له بالرسالة صلى الله عليه وسلم وعلى آله الذين رفع الله ذكرهم في القرآن وعلى صحابة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم الذي نقر بحبهم ونصرتهم ومتابعتهم وسير على نهجهم إلى يوم المشهود ، ونسأل الله لنا ولكم ولكنّ العافية والرحمة وحسن الاتباع .
أخواني أخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعيدنا وعيدكم وعيدكنّ في خير وعافية
الموضوع الذي سوف تقر عيني من أخواني وأخواتي قرأته هو موضوع ليس بالسهل على الإنسان المرور عليه مرور فقط بل عليه التمعن فيه تمعن ذلك الإنسان الذي سوف ينتقل من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة ، الموضوع ليس فقط حروف على ورق بل هو عبارة عن إنذار لي ولك ولكنّ أن نقف مكاننا ونسأل أنفسنا على حقا هذا الموضوع أمام أنفسنا لكي ندرسه وندرس كيف سوف يكون حالنا عندما نكون نحن من نشاهد هذه الحالة .
ان الله خلقنا وأعلمنا أن هذه الدنيا ليس بدار لنا بل أن الكافر ليست له هذه الدار بل له دار كبير مفزع مرعب ملتهب بالنيران يلبسون العذاب ويشربون العذاب وهكذا والله اعلم . لقد قرأت أخي جزاك الله خير عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبرنا وهو حبيبنا صلى الله عليه وسلم ما معناه ان الدنيا هي في الحقيقة جنة الكافر وسجن المؤمن . جنة لهم وسجن لنا ، وهذه حقيقة لمن عاين أحوال أهل الضلال انهم يعيشون في جنة ولهذا اخبرنا مولانا انهم يكرهون الموت لانهم يحسبون أنفسهم في جنان ولكن هم في جنان دنياهم ، والحق حق ان الإنسان الذي يعيش في رضا من الله هو حقا من يعيش لكي يدخل غدا جنان ربه عز وجل .
أخواني أخواتي في الله
تعالوا جميعا ندرس حال موتانا نسأل الله لهم المغفرة كما اخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ان نستغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات في كل يوم عدد ما شاء الله من الاستغفار نحصل على المغفرة لنا ولهم ان شاء الله ، هم حقا ماتوا ولكن نحن أحياء ، هم حقا رأوا أحوال عجيبة ونحن لم نر شيء بعد ، هم غسلوا غسلة الموت ونحن لم نذق بعد برودة أو حرة تلك الغسلة ، هم عاينوا ملائكة الله ونحن بعد لم نسمع كيفية كلامهم وهيئتهم ، هم دخلوا قبورهم ونحن لم نزل في دنيانا أمور كثيرة يجب علينا فهمها فهم صحيح ودراستها دراسة حقا لكي نحصل على الشهادة الحق وهي شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله .
ان الإنسان يعيش في هذه الدنيا وهو لا يعرف شيء عن مدة أقامته في هذه الحياة ، بل هو لا يعرف أين سيكون غدا بل في الساعة نفسها هو لا يعرف شيء عن الأمور الغيبية ، لقد أكرمنا الله ان جعل الأمور مخفية علينا مع إقرارنا بالموت ، لقد خلقنا الله لعبادته ، هذا هو سبب وجودنا ، ومن هذا سوف تعرف انك لم تخلق لكي تخلد في هذه الدنيا ، هذا شيء يجب عليك إقراره مع نفسك ، فإذا أقريت بهذا علمت انك خلقت لكي تطيع خالقك لكي تحصل على المكافأة وهي الجنان في الفردوس الأعلى ان شاء الله .
إذا تعال آخى نتكلم عن تلك الحالة التي سوف تمر علي وعليك وعلى جميع ما خلق الله من مخلوقات ألا وهو ( الموت ) ان معنى الموت هو مفارقة الروح الجسد ، مفارقة روحك جمال جسدك فأنت جميل بروحك ، مفارقة روحك قوة جسدك فأنت قوي بروحك ، مفارقة روحك منصبك فأنت ذا منصب بوجود روحك فيك والكثير الكثير ، ولكن هل علمت ما هو غذاء الروح التي في جسدك ، انك تأكل لكي تكبر جسدك ، تأكل لكي تكبر ، تأكل لكي تسمن ، تأكل لكي تنجح ، تأكل لكي تفرح ، تأكل لكي تسافر والكثير الكثير ولكن قف مكانك وأسال نفسك حقا . هل أكلت بنية ان يقويك الله في طاعته ، هل أكلت بنية ان يمتعك الله بالحياة الصالحة ، هل أكلت بنية ان تكون في الصفوف الأولى في المساجد والكثير الكثير ، ولكن أكلنا ( ممكن يكون عن عدم معرفة والله اعلم ) ولكن بعضنا حقا عرفوا ما هو غذاء الروح ولذلك سؤال موجهة لنا جميعا وهو كيفية تغذي الروح التي في اجسادنا ؟
أخواني أخواتي في الله
ان هذا الموضوع قد يكون متشعب ولكن تشعبه إنما في الأصل لكي نتدرج إلى الوصول إلى نقطة النهاية وهو الموت ، ان الإنسان قد يصيبه شيء من التعب في حياته وبعد مرور زمن بسيط قد يستعيد قواه فيواصل ما قد تركه من عمل ولكن ننظر إلى ذلك الإنسان الذي قدر الله عليه ان يموت في زمن محدد ووقت معين ولحظة حاسمة هي وقت دخول عليه سكرات الموت ، ان سكرات الموت شيء ليس بالبسيط الحديث عنه ، انه موضوع كبير ومخيف بل هو لب حياتنا ومعاشنا ، منهم من شدد في سكراته لكي يرفع إلى الأعلى ومنهم من شدد عليه لكي يكون في الأسفل والله اعلم ، سكرات عجيبة ومخيفة بل هي لحظات مرعبة لحظات تقشعر منها الأجساد ، لحظات استعاذ منها الأنبياء وهم أنبياء الله ونحن من ؟ إنها سكرات الموت التي كان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه الشرفتين ويقول ان للموت لسكرات او كما قال صلى الله عليه وسلم ، سؤال موجهة لنا هل منا من يعرف مدة مكوث المحتضر في احتضاره ، ومعاينته لتلك السكرات والشدائد ، إنها لحظات لا تقاس بالزمن بل قل ان معاين لها لعله يعيش فيه مدة تزيد عن المئات من السنين بل قل ربما تكون ثانية او ربما كانت دقيقة او ساعة او يوم او شهر او سنة او المائة سنة والله اعلم .
أخواني أخواتي في الله
لقد سأل الخليل خليله عليه وعلى نبينا افضل وأتم التسليم عن سكرات الموت فقال نبي الله إبراهيم وهو جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال والله اعلم : ان السكرات الموت كالإنسان الذي يقطع بالسكاكين والمناشير او كما قال عليه الصلاة والسلام ، ولنا عبرة أخرى من كليم الله إذا سأله ربنا عز وجل عن شدائد معاينة سكرات الموت فقال والله اعلم :ان سكرات الموت كالطائر الذي يلقى به في الزيت المغلي لا هو مات لكي يستريح ولا هو قادر لكي يطير او كما قال عليه الصلاة والسلام والله اعلم .
أخيرا لقد أخبرت عن شخص عزيز علي في كيفية وفاته فقالوا والله اعلم : ان ذلك الشخص قام إلى عمله في نشاط كالعادة ورجع إلى بيته في حدود الساعة التاسعة مساء والله اعلم وجلس مع اهله وهو في حال طيب ، ومن ثم استراح قليل وبعد حين من الزمن يقارب النصف الساعة اذ به يقول لزوجته ان بطنه تؤلمه ، فذهب إلى الحمام ولكن رجع بعد قليل وهو يتألم من بطنه ، فزعت الزوجة وذهبت إلى ابنه الكبير وأيقظته من النوم وذهبا فلما وصلا إلى عنده إذ به يتألم من بطنه والله اعلم فقال لابنه ضع رأسي على فخذك ، وبعد حين قالت الام لابنه يجب علينا ان نذهب به الى المستشفى وما هي الا لحظات اذ به يرون تغير في بشرته وذا به في حال اخر وكان ذلك المحتضر يقول والله اعلم لا اله الا الله ومن ثم قذف ببعض الاشياء من فمه وهو في حال وهم في حال آخر وما هي الا فترة من الزمن اذ بالجسد يخف وانتقلت الروح الى بارئها ومات ذلك الشخص مع معاينة الام والابن احتضاره ، غفر الله له وصبر اهله واسكنه ونحن جميعا الجنان يا رب العالمين ، ونسأل الله لنا ولكم التثبيت وان يكون آخر كلامنا من هذه الدنيا لا اله الا الله
هذا ما كتبته وانتم خير مني في هذا الموضوع ولكم الفضل الكثير ان تبينوا بعض المسائل للاخوة في المنتديات ولي انا ايضا بردكم عن هذا الموضوع لكي نستفيد جميعا ويكون شعارنا واحد وهو ( لا اله الا الله محمد رسول الله )
هذا بالله التوفيق
أخوكم / حسن علي