تم الحذف من قبل الادارة ... يمنع وضع صور النساء
فوزية الحارثي».. احفظوا هذا الاسم جيدًا، إنه لفتاة يفتخر الوطن أن تنتمي إليه، نموذج ارتقى على آلامه وظروفه،
سعيد محمد - جدة
فحقق ما لم يستطع الأصحاء الميسورون تحقيقه.. «35 عامًا» هو عمرها الحالي، نشأت في قرية صغيرة بجنوب الطائف في أسرة تتكون من 9 أفرادٍ ، شاءت أقدارها أن تُصاب بشلل الأطفال قبل أن تُكمل العامين وسط ظروف أسرية وصحية وتعليمية لم تكن في صالحها، إلا أنها قهرت ظروفها وإعاقتها، وحققت ما يمكن وصفه بالمعجزة.. ابقوا مع التفاصيل كما ترويها صاحبتها «فوزية»..
«بدأت إعاقتي وعمري سنتين، فقد أُصبتُ بشلل الأطفال، وعلى الرغم من المحاولات المستميتة لوالدي ووالدتي - غير متعلمين - في علاجي، إلا أن الأمور وقتها لم تكن في صالحي، فلم يكن الوعي الأسري والصحي آنذاك كافيًا، فاستسلم والدي لوضعه، ورضا بقضاء الله وقدره، بينما لم أكن أعي حقيقة حالتي حتى كبرت، وأدركت أن الآخرين يمرحون ويتحركون بمنتهى الحرية والبساطة، بينما أنا دومًا قعيدة»..
هدفي النجاح والعلم
تواصل «فوزية» تجربتها الإنسانية الفريدة: «نظرت إلى حالي، في الحقيقة لم أكن أبالي كثيرًا؛ ربما لأنني أُصبتُ بالشلل وأنا صغيرة فتأقلمت مع وضعي، كان كل هدفي في الحياة هو النجاح والعلم، وبفضل من الله، وبعد عنايته وكرمه، وقف أفراد أسرتي جميعهم بجانبي، ساندوني في كل خطوة في حياتي، خاصة والدتي التي وفَّرت لي كل الرعاية والاهتمام، ويعود إليها الفضل الأكبر فيما وصلت إليه اليوم، فلولا إيمانها القوي بالله ورعايتها لما استطعت تخطِّي الصعاب، ومواجهتها».
وتستطرد: «وبعد أن انتقلنا من القرية إلى مدينة جدة، وكنت وقتها في الثالثة من عمري، عشتُ طفولتي كبقية الأطفال، لم أكن أبالي بشيء أبدًا، ولا أعتبر نفسي أقل من الأخريات، رغم أنني كنت – أحيانًا - أشعر بالحزن والألم، إلا أنه كان بداخلي أمل لا حدود له، وحُلم أريد تحقيقه بعون الله، كان والدي يعمل حارسًا لمدرسة بنات في المرحلة المتوسطة، وكان يوجد فترة مسائية تسمى «محو الأمية»، فطلبتُ من والدي أن أسجل في صفوف محو الأمية، وبالفعل سجلت، وواجهتني صعوبات كثيرة؛ لأن المدرسة لم تكن مهيأة أبدًا للمعاقات، فكانت فصول الدراسة كافة في الطابق الثاني، ولم يكن في ذلك الوقت اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، فطلب والدي من مديرة المدرسة أن توفر لي مكانًا في الطابق الأول؛ لكي يسهل لي الوصول، لكن دون جدوى، ولأنني كنت راغبة في التعليم، صمَّمتُ على التسجيل مهما كانت العقبات، فكنت أذهب إلى الفصل قبل حضور الجميع بساعة أو نصف ساعة؛ كي لا يراني أحد ويُمطرني بنظرات الشفقة أو السخرية؛ لأنني كنت أزحف على يداي، ولا أنزل إلا بعد أن يذهب الجميع، وبحمد الله أتممتُ تعليمي للمرحلة الابتدائية».
عقبات
تضيف: «كنت وقتها سعيدة جدًا وحاولت أن أُكمل تعليمي بالمتوسطة، لكن لم أتمكن من ذلك بسبب التهيئة، وعندما كبرت صرت أتحسس من نظرات الناس، فانطويت وانعزلت، ما أدى إلى حرماني من إكمال تعليمي، خاصة أن والدي ووالدتي رأوا أن اكتفي بكوني أستطيع القراءة والكتابة مراعاة لظروفي، لكن حبي للعلم دفعني لأن أتابع طلبه مهما كانت الظروف، فكنت آخذ كتب إخواني، أقرأها، وأُطالع واجباتهم، وأُساعدهم فيها، وكنت أحاول - قدر استطاعتي - أن أتعلم وأثقف نفسي حتى في مرحلة الثانوية، كنت أختبر قدراتي على حل بعض المسائل بكتب إخواني، وحبي للمطالعة جعلني أُجيدها رغم أنه لم يكن يساعدني أحد على الاستذكار؛ ولأنني كنتُ أُتابع مع إخواني في المراحل جميعها، أصبحتُ أتقن الكتابة ولله الحمد».
نقطة تحوُّل
مرحلة جديدة في حياة «فوزية» توضحها بقولها: «جاءت نقطة التحوُّل الأولى في حياتي من مركز التأهيل المهني في الطائف، فلقد التحقت به لأتعلم مهنة، وبالفعل دخلت قسم الخياطة، وتعلَّمت فنونها، كانت مدة الدراسة سنتين تعلمت خلالها أشياءً كثيرة أثرت في حياتي، فقد تعلمت كيف أواجه المجتمع، وكيف أخطط لحياتي، وأهتم بمستقبلي، وأرسم أحلامًا وآمالاً لا حدود لها، كما تعلمت أن أتعامل كما الأسوياء، وألا أشعر أبدًا بالنقص أو العجز، فكنا نخرج للرحلات، ونتسوق بمنتهى التلقائية، حتى تغيرت للحياة، وأصبح لدي إصرار قوي على النجاح، وأن أجعل لي هدفًا في الحياة، وبعد التخرج في المعهد بدأت نقطة تحوُّل ونجاح جديدة في حياتي، وهي فكرة عمل مشروع، فلدي شهادة وهدف وإصرار، وعلى الرغم مما واجهته من صعوبات، وأهمها العجز والمادة، فإنني - بفضل الله - تجاوزت العقبات كافة، وهكذا افتتحت مشغلاً بسيطًا أصبح الآن بفضل الله وكرمه من كبرى المشاغل النسائية، أديره منذ 14 عامًا، ولله الحمد لم يكن هدفي المادة أو الشهرة، إنما التخفيف على أسرتي من تحمُّل مسؤولياتي، وأن أخرج للمجتمع ببصمة نجاح وتميز أهديها لكل المتقاعسين والكسالى عن تحقيق طموحاتهم».
تم الحذف من قبل الادارة ... يمنع وضع صور النساء
ومازال الأمل باقيًا
لم تكتفِ قاهرة اليأس والإعاقة عند هذه النجاحات، بل تجاوزتها إلى نجاحات أخرى توضحها قائلة: «لم يتوقف الطموح لدي، ومازال الأمل باقيًا، فكنت دائمة البحث عن الفرص، وبفضل الله أصبح لحياتي نقطة تحوُّل أخرى وهي الوظيفة، رغم أنني كنت لا أتوقع أن أجدها؛ لأنني لم أُكمل تعليمي، لكن قدرة الله فوق كل شيء، وسبحان الله في يوم من الأيام ذهبت مصادفة إلى جمعية الأطفال المعاقين بدعوة لحفل توظيف للمعاقين، لم يكن في الحسبان أنني سوف أكون من أحد موظفي الجمعية، والحمد لله بدأت في الجمعية كمتطوعه لمدة 5 شهور، بعدها تم التعاقد معي حتى تم تثبيتي كموظفه بمسمى «مسؤولة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة»، أيضًا توظفت بمسمى «مسؤولة توجيه وإرشاد أسري»، هذه المكانة كانت بالنسبة لي إنجاز عظيم كوني أُساعد من هم مثلي رغم صعوبة ظروفي، إلا أن إصراري وعزيمتي وطموحي تصدَّت لكل عائق في حياتي».
كم اسعدني ان اسمع بك اخيتي وكم ستكوني نبراس نور ينير دربي في ايام الابتلاء والمحن التي لابد منها ---فاتعض واتادب واشكر الله واحمده ان من على بالعافيه وان كل ابتلاءات الدنيا ومصائبها تهون حين يرضى الانسان بقضاء الله وقدره لك مني قبلة محبه على جبينك الذي ما عرف الخضوع الا للواحد القهار ---موضوع احببت ان تشاركوني به اخوتي في المنتدى