واصطنعتك لنفسي
عجيبة هذه الآية؛ إنها ترسم لك لطفاً ربانياً يكتنفه رعاية وحب واختيار، هنيئاً لك يا موسى،
وما شعورك وأنت تسمع لهذا الخطاب من الرحمن (( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ))[طه:41].
إن الله اختار موسى ورعاه وهو مولود صغير
لما سار في أمواج النهر لما ألقته أمه خوفاً من جنود فرعون.
وأنت عندما تسبح في بحار المعاني ستقف على عجائب ولطائف " دعوية " .
فتأمل بعد قوله تعالى: (( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ))[طه:41]
يقول الله لموسى (( اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ))[طه:42]
(( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ))[طه:43].
إن الاصطفاء الرباني لموسى عليه السلام لم يكن إلا لأجل حمل عبء الرسالة
ولإيصال الدعوة والبيان للطغاة ومن سار على نهجهم.
إن الله اصطنع موسى وتولى رعايته لا ليعيش موسى لنفسه ولذاته
لا هم له ولا هدف لديه، إن الاصطفاء كان لأجل الله ولتبليغ دينه.
وهكذا تكون نهاية الصناعة الربانية لموسى عليه السلام لكي يعيش عالمي الدعوة ناقلاً الخير للغير،
يحمل على كتفه أعباء الرسالة للأمم الكافرة والسادرة في غيّها.
فيا فوز من صنعه الله لدينه، ويا خسارة من لم يفز بالصناعة الربانية.
يا له من دين