الحقائق التاريخيه تقول ان هناك رأيان احدهُما أن رأس الحُسين الشريف في مقبره بالبقيع , والرأي الثاني هو بقاء الرأس في مسجد الفراديس بدمشق وهو ما يُعرف الان بمسجد الرأس . لكن الغريب في هذا قد ظهرت قصه بعد اربعمائة عاما تزعم بأن رأس الحسين مدفون في مدينه عسقلان في قبر مجهول لا يعرف مكانه احد , والسبب كما يدّعي الفاطميين أنهم خافُوا علي رأس الحُسين أن يقع في ايدي الصليبيين فتم نقلُه من عسقلان الي مصر – ومن كلامهم أنه تم هذا في يوم الاحد 8 جمادي الاخرة عام 548 هجرية وحتي ننقُض هذا الكلام فأليك الاتي عزيزي القارئ :-
اولا --- في اي وقت تم نقل الرأس من دمشق الي عسقلان ؟ وما هي الاسباب ؟ بالرغم ما من أحد من المُحققين لم يقل ذلك .
ثانيا--- سقطت القدس ضُحي يوم الجمعه لسبع بقين من شعبان سنة 492 هجرية . اذا لماذا ترك الفاطميين الرأس الشريف سنه 56 في عسقلان واعادُوه سنه 548 هجرية . اذا ظلت الاُمه الاسلامية 500 عام ليس لها فيها مسجد الرأس في عسقلان ولم يزُره أحد من المُؤرخين ولا الرحاله المعروفين في تلك الايام ! فكيف يظهر مسجد سنة خمسمائه ويظهر بأثر رجعي انتقال الرأس اليه ؟ اما عن نقض تلك الروايه فأليك الاتي :-
قال المقريزي :- دخل الافضل بن بدر الجمالي سنه 491هجريه عسقلان وكان بها رأس الحسين بن علي فأخرجه وعطره وحمله في سقط الي اجل دار بها وعمّر المشهد , فلما تكامل حمل الافضل الرأس الشريف علي صدره وسعي بها ماشيا الي أن أحله في مقره , وقيل أن المشهد بعسقلان بناه امير الجيوش ( بدر الجمالي ) وقام بتكملته أبنه الافضل وفي كتاب ( اولياء الله الصالحون ) للدكتوره سعاد ماهر ان هذا اللغز وُجد نصه التالي علي منبر المشهد الخليلي بالقدس (الحمد لله وحده لا شريك له , محمد رسول الله , علي ولي الله صلي الله عليهما وعلي ذريتهما الطاهره , سبحان من امام لموالينا الائمة مشهدا مجدا رفع راية , واظهر مُعجزا بين كل وقت وايه , وكان من مُعجزاته تعالي اظهار رأس مولانا الامام الشهيد الحُسين بن علي بن ابي طالب – صلي الله عليه وعلي جده وأبيه وأهل بيتهم بموضع بعسقلان كان الظالمُون سترُوه فيه وأظهاره الان شرف لاوليائة الميامين وانشراح صدور شيعته المؤُمنين ورزق الله فتي مولانا وسيدنا معد أبي تميم الامام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلي الله عليه وسلم وعلي ابائه وأبنائه المطهرين . وواضح من ان الكاتب الجهول لهذا النص من الفاطميين اخذها البعض شهاده اعتماد لأي رأس مستخرج من مقبره متهدمه وقدمه علي انه رأس الحسين ولا يعرف اي تأصيل علمي لهذا .
ثالثا--- أبن الجمال كان مهزوما لايقدر علي بناء المشهد ويقول ابن الاثير في رمضان من سنه 492 هجريه بلغ المصريون ما تم علي اهل البيت المقدس , فجمع الافضل امير الجيوش العساكر وارسل الي الفرنج ينكر عليهم ما فعلوا ويتهددهم فأعادوا الرسول بالجواب ورحلوا علي أثره وطلعوا علي المصريون عقيب وصول الرسول ولم يكن المصريون خبر وصولهم , ولا حركتهم ولم يكونوا علي اهبه القتال , فنادوا الي ركوب خيولهم , ولبسوا اسلحتهم وأعجلهم الفرنج فهزموهم وقتلوا منهم من قتل وغنموا مافي العسكر من مال وسلاح , وانهزم الافضل فدخل عسقلان ومضي جماعه من المنهزمين فأستتروا بشجر الجميز وكان هناك كثيرا فأحرق الفرنج بعض الشجر حتي هلك من فيه , وقتلوا من خرج منه , وعاد الافضل في خواص الي مصر ونازل الفرنج عسقلان وضايقوها فبذل لهم اهلها قطيعه عشرين الف دينار فعادوا الي بيت المقدس ( الكامل لابن الاثير ) .
يوشك المريب أن يقول خذوني :ان الفاطميون الذين ينشغلون بتشييد مشهد الحسين يفرون امام الفرنجه الي مصر تاركين وراءهم رأس الحسين لمده خمسين عاما ! أما كان الاجدر أن يحمله طلائع ( بن زريك ) , وهو ينسحب من المعركه ؟! اليس في تركه الرأس هدما كاملا لفكره نقل الراس الي القاهره خوفا من وقوعه في يد الصليبيين ؟! فأين المنطق والعقل ؟!
رابعا--- قدوم راس الي القاهرة
والمشهد يصفه لنا المقريزي ( مؤرخ ) فيقول : وصل بالراس من عسقلان الامير سيف المملكه تميم , واليها كان , والقاضي المؤتمن بن مسكين ( الخطط والاثار للمقريزي ) وبقي الراس عاما مدفونا في قصر الزمرد حتي انشأت له خصيصا قبله هي المشهد الحالي . نحن لاننكر وقوع هذا المشهد الحالي واختلافنا معه ان هذا الراس لاحد الموتي في مقبره عسقلان , ولا علاقه له برأس الحسين رضوان الله عليه .,ومن هذا البحث يتأكد صواب قاعده تاريخية أساسيه هي :- من الثابت تاريخياانه لم يدخل احد من الجيل الاول من نسل علي بن ابي طالب مصر , وهي قاعده متفق عليها بين العلماء المحققين , منهم الحافظ احمد بن محمد السلفي المتوفي سنة 576 هجريه , القائل : لم يمت لعلي بن ابي طالب ولد لصلبه بمصر , والحافظ
المؤرخ حسن ابراهيم بن زولاق الليثي المصري المتوفي 387هجريه في قوله – اول من دخل مصر من ولد علي : سكينه بنت علي بن الحسين . والمقريزي في الخطط وابن دقماق في الانتصار – ان اول علوي قدم مصر محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي دخلها في اماره يذيد بن حاتم المهلبي بمصر سنه 145 هجريه . والحافظ المؤرخ ابو عبد الله محمد ناصر الدين الانصاري – المتوفي سنه 814 هجريه لم اجد احدا من ارباب التاريخ من صحح مشهدا بغير القرافه من اولاد الا المشهد النفيسي , لانها اقامت به في ايام حياتها وحفرت قبرها بيدها والحافظ السخاوي ان المنقول عن السلف انه لم يمت احد من اولاد علي بن ابي طالب لصلبه في مصر . ومن اللطيف أن اشير الي مجموعه من الاحاديث المكذوبه الموضوعه التي تروي من فضائل مقبره عسقلان , ومنها أن رسول الله صلي علي مقبره فأكثر الصلاه عليها فسئل عنها , فقال : -أهل مقبره عسقلان يزفون الي الجنه كما تزف العروس الي زوجها . وهذه الاحاديث ذكرها السيوطي في اللالئ المصنوعه ( الشوكاني في الفوائد ) وابن الجوزي في الموضوعات الكبري وابو الحسن الكناني في تنزيه الشريعه , وابن حبان البستي في كتابه المجروحين ---
وهذا دأب الشيعه --- الكذب
من ثمرات الكتب وقطوفها