سلام نجم الدين الشرابي
زوجي الحبيب: هل ستتزوج بعدي إن مت؟.. قالتها والرومانسية تقطر من عيونها
الزوج (بدهاء): لا تقلقي عزيزتي .. افعليها ولن أفعل.
من يموت أولاً؟؟ هذا السؤال يدور رحاه بين كل زوجين. ويبدأ من أيامهما الأولى ويستمر حتى المشيب: آه زوجي ماذا ستفعل إن مت قبلك؟ وماذا عن الأولاد والبيت و و و و؟، فيرد الزوج عليها واثقاً: أنت موتي وأنا سأتدبر أمري لا تقلقي.
وإن جاء الرد الذي تخشاه المرأة من الزوج قالت بعضهن: لا سامحك الله إن تزوجت وأنا ميتة، وقالت أخرى يفتقد الرجال إلى الوفاء، واهتدت ثالثة إلى دعاء يريحها من هذا التفكير: الله يجعل يومي ويومه واحد.
إن الحديث عن هذا ليس بجديد، إذ تحفل كتب الأدب والحكم بقصص تتناول هذا الحوار بين الزوجين الذي لا يخلو من الطرافة والظرافة.
بل إن في التاريخ الإسلامي حوار عن موضوع زواج الرجل بعد وفاة زوجته والعكس، والاتفاق بينهما على هذا الأمر إذ أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي: حدثنا عبد الواحد بن زياد: حدثنا عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم: قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها، وهو من أهل الجنة، ثم لم تَزَوَّج، إلا جمع الله بينهما في الجنة. فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي، ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم. قال: إذا مت تزوجي. اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يحزنها ولا يؤذيها. فلما مات، (قلت: "من خير من أبي سلمة؟" فما لبثت، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها، أو ابنها. فقالت: أرد على رسول الله، أو أتقدم عليه بعيالي. ثم جاء الغد فخطب). روى مسلم المقطع الأخير من هذا الحديث بنحوه).
تخشى توديع زوجها الميت
قال عثمان بن عمر* نزل الموت بزوج امرأة، فقيل لها: لو دخلت على زوجك وودعتيه.
قالت: أخاف أن يعرفني ملك الموت.
غزل الزوجين!
جلس أحدهم مطرقاً، فسألته زوجته بماذا تفكر؟
فأجاب: أفكر ماذا أكتب على قبرك؟
فضحكت وقالت: أهذا ما يضايقك؟ أكتب زوجة المذكور أعلاه.
وحدي
توفي رجل فكتبت زوجته على قبره:
" إن حزني عليك لشديد، ولا أطيق احتماله". ولكن لم تمض إلا سنة حتى تزوجت، فأضافت إلى آخر الجملة كلمة وحدي! فصار القول:" إن حزني عليك لشديد، ولا أطيق احتماله وحدي"
حتى يجف القبر
يحكى أن امرأة طلبت من زوجها ألا يتزوج عليها بعد وفاتها إلا إذا جف قبرها، فوافق الزوج ظناً منه أن طلبها يسير، والميت إذا دفن يرش على قبره شيئاً من الماء، ثم يترك القبر حتى يجف، فالعادة أنه لا يدوم طويلاً.
ثم ذهبت الزوجة وطلبت من شقيقها أن يرش الماء على قبرها بعد وفاتها كل ثلاثة أيام، فوافق.
بعد فترة توفيت الزوجة، وبعد أسبوع ذهب الزوج إلى القبر فوجده رطباً!، وهكذا مرات ومرات والقبر لا يجف. حتى شك الزوج في الأمر، فأخذ يراقب القبر عن بعد، وبعد فترة وإذا بأخي زوجته المتوفاة يأتي ويسكب الماء على القبر، فهرع إليه يسأله عن سبب ما يفعله فأخبره بوصية أخته له، فعرف الزوج الحيلة وضحك من هذا الموقف العجيب، ثم وقف بجانب قبر زوجته وقال لها: لك علي: ألا أتزوج.
السيدات أولاً:
الزوجة: ما بالك أجننت حتى ترتدي فستاني؟ ماذا سيقول ركاب الباخرة إذا رأوك هكذا؟
الزوج : اسكتي.. فأنا أعرف أنه إذا شارفت الباخرة على الغرق فسوف يتم إنقاذ السيدات أولاً.
وفي النهاية نختم بهذا المثل العربي الجميل: آدم وحواء.. قصة الحب والبقاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
*ع هو عثمان بن عمر بن موسى التيمي، قاض من أهل المدينة وفد على عبد الملك بن مروان سنة 57هـ ، ولي قضاء المدينة زمن مروان بن محمد.
منقووول