ليس العجب من أمر الله حين أوحى لإبراهيم في المنام أن اذبح ابنك إسماعيل، بل العجب في استجابته السريعة على الرغم من أن الفطرة و الغريزة تأبى أن يؤذي الوالد و لده.
و إن تعجب فعجبك أكبر حين تعلم أن إبراهيم استسلم لأمر الله بعد أن عرض الأمر على ابنه إسماعيل و كان يكفيه أن يباغته بالسكين و يذبحه ليكون أهون على نفسه و قلبه.
"قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى"الصافات 102
فكأن إبراهيم يطوع الفطرة والغريزة لأمر الله بشكل ظاهر للعيان
إذا كان إبراهيم قد أطاع الله بكل ثقة وحياء من مخالفة أمره و لو في موقف عصيب على النفس و العقل.
فما بال الناس اليوم تأتيهم من الله أوامر تتناسب مع فطرهم و غرائزهم لكنهم يعرضون عنها و لا يستحيون من مخالفتها. يقول عز و جل" قوا أنفسكم و أهليكم نارا" التحريم 6
فالناس أمروا بأمر يسير على النفس و الفطرة و الجوارح، أمروا بوقاية أهليهم و أولادهم من النار لكنهم و بدون حياء يلقونهم في الطرق المؤدية إليها : ترك الصلوات، إساءة الأخلاق، و تنمية الشهوات...
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك، ومن طاعتك ما تُبلِّغنا به جنَّتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا