اه للاسف الشديد الى اين سوف يصل بنا المطاف
أهم ما استجد في شأن التعليم على وجه الإجمال أمران :
أ : ما طرأ على بعض الكتب المدرسية .
ب :ماجد من تشكيل مجلس من مسؤولي الوزارة ومن غيرهم أوكل إليه إدارة دفة التعليم .
أ : ما طرأ على بعض الكتب المدرسية .
1 – استبدال كتب بأخرى .
2 – تصرف في عبارات الكتاب بحذف أو إضافة .
3 – توحيد كتابي البنين والبنات في كتاب واحد .
تفصيل ما تقدم :
1) استبدال كتب بأخرى : وذلك بإلغاء كتاب التوحيد المقرر على الصف الأول الثانوي ، بسبب تضمنه حديثاً عن :
1 - الولاء والبراء .
2 - حكم الاحتفاء بأعياد الكفار ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحم .
3 - حكم الاستعانة بالكفار والعمل عندهم والإقامة بينهم .
4 - حكم تقليد الكفار وأقسامة وآثاره .
5 - الموقف السلبي من الإسلام والمسلمين وقضاياهم .
والاستبدال به كتاباً آخراً يخلو عن الحديث هذه المواضيع .
ومن المناسب ذكره هنا أن وزير التربية والتعليم كان يطلب من الإدارة المعنية في الوزارة حذف موضوع الولاء والبراء من الكتاب أو إعادة صياغته ،وكان يكرر طلبه هذا ويلح عليه ، وكان أحياناً يقول لهم : أنا ما درست الولاء والبراء ومع هذا أبغض الكفار خلقة . وكان المعنيون بهذا الأمر يتدافعونه بينهم وقد صرح أحدهم بالسبب فقال : كل يخاف أن ينسب إليه . لكن لما ألح عليهم تداولوا الرأي وتشاوروا في ثلاث خيارات :
1- حذف هذا الباب وإبقاء الكتاب .
2- إبقاء الكتاب وإبقاء الباب مع إعادة صياغة بعض العبارات التي يقال إنها محرجة .
3- إلغاء الكتاب ويقرر بدله كتاب آخر من تأليف الشيخ صالح الفوزان .
وكأنهم رجحوا الخيار الثاني ( إبقاء الكتاب وإعادة صياغة بعض عباراته )
لكنهم ما إن شرعوا في هذا حتى شكلت لجنة وزارية لمراجعة جميع مقررات العلوم الشرعية، انبثق عنها لجنة تحضيرية ثم لجنة تنفيذية قررت إلغاء الكتاب وقررت بدله كتاب آخر من تأليف الشيخ صالح الفوزان.
2 ) تصرف في عبارات الكتاب بحذف أو إضافة ومن أمثلة ذلك :
أ- مادة التوحيد الصف الرابع الابتدائي للبنين
1 - ص 46 حذف ما تحته خط من قول المؤلف ( فأما صفة الكفر بالطاغوت فهو أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم )
2 - ص48 حذف ما تحته خط من قول المؤلف : ( وأما معنى الإيمان بالله ... وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه وتحب أهل الإخلاص وتواليهم وتبغض أهل الشرك وتعاديهم ) ووضع بدلاً عنها وتحب في الله وتبغض في الله
3 - ص 49 حذفت هذه العبارة : ( أن تبغض المشركين والكافرين وتعاديهم )
ووضع بدلاً عنها هذه العبارة : ( أن تبغض المشركين والكافرين ولا تظلهم )
4 - ص 50 حذف الثالث من رؤوس الطواغيت ودليله ، وهو : ( الذي يحكم بغير ما أنزل الله والدليل قوله تعالى ومن
لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )
ب - مادة التوحيد الصف الخامس الابتدائي للبنين
1 - ص14 حذف ما تحته خط من قول المؤلف ( الله عز وجل قطع التوادد بين المسلمين والكفار ، والمسلم ولو
كان بعيد الدار فهو أخوك في الدين ، والمحاد لله ولو كان أخاك في النسب فهو عدوك في الدين )
ج - مادة التوحيد الصف السادس الابتدائي للبنين
1 - ص11 السؤال رقم (3) محذوف ( ما حكم من لم يكفر المشركين ولماذا ؟ )
2 - ص ( 12 ) في موضوع نواقض الإسلام حذف ما تحته خط من قول المؤلف : ( الرابع :من أعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه ).
4 - ص (14) أضيف على كلام المؤلف ما تحته خط ( من أمثلة الناقض الثامن : محبة الكفار ومناصرتهم ومعاونتهم على المسلمين ومن يفعل ذلك فإنه يكون مثلهم عدوا لله ودينه ما لم يكن فاعل ذلك جاهلاً أو متأولاً أو مكرهاً )
5 - ص 21 سؤال السادس حذف ما تحته خط ( لو سمعت أحداً يسب أحداً من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فما حكم فعله ؟ وبماذا تنصحه ؟ وما موقفك منه ؟ )
وقد ألغيت الكتب التي كانت مطبوعاً لعامي 24 / 1425 وعام 25 / 1426 هـ وأعيدت الطباعة لأجل هذا التعديل .
3 ) توحيد كتابي البنين والبنات في كتاب واحد :
1 – كانت وزارة المعارف قد قامت بعملية تعديل وتحسين للكتب المدرسية ضمن ما سمي بـ ( التطوير الجزئي للمناهج ) حيث تم تعديل كثير من الصياغات والصور والأشكال والأمثلة ، وحذف موضوعات رُؤيَ عدم مناسبتها ، وتم الانتهاء من هذا المشروع عام 1418 هـ .
2 – كان يجري في تعليم البنات عملية مشابهة لما تقدم أُنجز منها حتى بداية العام الحالي ما يزيد على 75 % من هذا المشروع ( التطوير الجزئي ).
3 – بعد انتهاء وزارة المعارف من مشروع التطوير الجزئي بدأت بمشروع ( التطوير الشامل للمناهج ) ، وقسم إلى ثلاث مراحل :
أ – دراسة الواقع . ب – بناء وثائق المنهج . ج – تأليف المقررات . وانتهت المرحلتان الأوليتان ، وأوشكت المرحلة الثالثة أن يبدأ بها .
4 – حدد عام 1425 / 1426 هـ لتدريس نتاج مشروع التطوير الشامل على أن يبدأ بالصفين الرابع الابتدائي والأول المتوسط ، ثم يترقى العام الذي يليه ثم الذي يليه لتغطي المؤلفات الجديدة المرحلتين المتوسطة ، والعليا من الابتدائي
5 – قامت وكالة التطوير بترشيح مؤلفين من منسوبي التعليم انتقتهم ، وقدمت لهم دورات لهذا الغرض .
6 – إبان ذلك طرح وزير المعارف فكرة إعادة طباعة جميع المقررات في كتاب موحد للبنين والبنات .
7 – كان الجواب البدهي حيال طرح الوزير أن المصلحة بخلاف ذلك ، للأسباب التالية :
أ – كون الكتب قد طُبعت ووصلت مستودعات إدارات التعليم ، وعددها يزيد على خمسين مليون كتاب .
ب – أن المرتب أن يبدأ إنتاج المشروع الشامل عام 1425 / 1426 ، فأي مبرر لهذه الخطوة المقحمة ؟!
ج – الاختلاف الحاصل بين كتاب البنين والبنات في المادة الواحدة في : المفردات وفي تسلسل الموضوعات ، فإذا وحدت المقررات دفعة واحدة غير متدرجة ترتب على ذلك أن يفوت على الطالب أو الطالبة دراسة بعض الموضوعات ويكرر بعضها .
د – ضيق الوقت المتاح للقيام بهذه العملية التي تتطلب وقتاً طويلاً لأجل المقارنة بين كتب البنين والبنات ( وعددها كثير جداً ) وترشيح أي الكتابين يعمم ، ليخرج عمل متقن ، حيث حدد لهم بضعة أيام لإنجاز هذه المهمة .
هـ – في أواخر شهر محرم وأوائل شهر صفر – أي قبيل الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد – بالغ الوزير في تحمسه لهذا المشروع ، واتخذ خطوات عملية برفع يد وكالة التطوير عن هذا الأمر لما لم يتفاعلوا معه فوزعه على إدارات التعليم ولوكالة التطوير مجرد الإشراف على ذلك .
و ـ لم يوحد من المقررات إلا كتب اللغة العربية ابتداء من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الأول المتوسط ، وكتاب اللغة الانجليزية للصف الأول المتوسط ، علما أن سعي الوزير كان في أن توحد جميع المقررات .
وبعد هذا [ العرض المجمل ] وتقويماً لهذا الوضع نؤكد أن مراجعة الإنسان عمله وطموحه دائماً إلى ما هو أفضل وأكمل أن هذا مقصد حسن ، سيما في هذا الزمن الذي استجدت فيه أشياء وأوضاع لها آثارها المتعددة على حياة المسلم مما يتطلب معه أن يُمد بالنظرة الصائبة والموقف الصحيح ، ويعلم الحكم الشرعي في ذلك .
لكن هذه المراجعة وذلك التطوير يتم في جو من الهدوء والاستقرار والأمن النفسي والفكري ، وعلى أن يوكل ذلك إلى من يرجى أنهم أقوم به من غيرهم .
أما ما حصل – مما سبق عرضه – فإنه ينطوي على جملة من المحاذير في الجوانب التالية :
1 – العلمي : بحجب علم أو معلومات تدعو الحاجة إليها كأحكام الولاء والبراء ، وحينئذ فالغالب أن يبقى المتعلم جاهلاً بها ، أو أن يستقيها من مفرّط أو مفرط .
2 – الجانب التربوي : إن من البدهيات في علم التربية وجود الفوارق النفسية والبدنية بين البنين والبنات ، وكانت المطالبات بتعزيز هذه الفروقات من خلال المقرر المدرسي لا أن يحصل العكس .
3 - من الناحية المنهجية : جرت العادة أن مثل هذه الإجراء غير المتزن يولد رد فعل مضاد وغير متزن . ولما كان الرائد لعملية مراجعة المناهج هو تنقيحها مما يؤدي إلى التطرف أو يؤلب على الولاة .. فقد تضافرت الأدلة واتفقت الآراء على أن هذه الخطوة – بهذا الإخراج – سبب في تغذية ذلك وتأجيجه .
4 – الجانب الاقتصادي : ومن أبرز صوره ذلك الهدر غير المبرر ، والمتمثل في إتلاف عشرات الملايين من الكتب .
5 – الجانب السياسي : بتشجيع الأعداء في الخارج وإغراء الطوائف المنحرفة في الداخل بممارسة مزيد من الضغوط طمعاً في المزيد من التنازلات لما جاءت عملية الحذف والتعديل والتبديل عقيب تلك الهجمة على مناهجنا ، كذلك خسارة الرأي العام الخارجي كنتيجة للإقرار الضمني للتهمة القائلة : إن مناهجنا تربي على الإرهاب .
كل ذلك إضافة إلى ما انطوى عليه من أخطاء إدارية وفنية و أخطار اجتماعية .
الاضطراب والفوضى في التغيير :
1- تعدد اللجان بمختلف المستويات مما أوجد تعارض في المهام وإهدار للجهود والأموال حتى وصل عدد هذه اللجان إلى ست .
2- جاء التغيير متأخراً جداً حتى أنه بدأ العام الدراسي وبعض المدارس لم تصلها الكتب الجديدة .
3- وجود أخطاء فنية مثل السؤال عن معلومات تم حذفها كما في منهج التوحيد للصف السادس الابتدائي ص13 السؤال الثاني . راجع المرفقات
4- وجود عبارات لا يليق أن توجد في كتب البنات مثل ( أنا أسأل وزميلي يجيب ) راجع المرفقات
5- وجود التكرار فكتاب الصف الأول ثانوي الجديد يتكلم عن أركان الإيمان وكتاب الصف الثاني ثانوي يتكلم عن أركان الإيمان
تساؤل والجواب عنه
يجري على ألسنة بعض الناس حين يُستنكر التعرض لكتب أهل العلم أن يقولوا : لسنا متعبدين بكلام أهل البشر .
وجواباً عن هذا يُقال : من سمات أهل السنة توقير أئمة الدين وكتبهم التي تلقاها الناس بالقبول ، فصارت أعلاماً على هذا المنهج ، كما صاروا هم كذلك .
والاستمساك بهذا المعنى يتأكد في مثل زمننا هذا الذي كثر فيه أهل الأهواء والبدع الشانئون للسنة وأهلها .
فلو استُغني عن كلام أئمة الدين المتفق على جلالة قدرهم ، وأوكل الأمر إلى أحد عامة أهل العلم لانفتح باب الطعن والتنقص والانتقاد .
وأيضاً يكون هذا مدعاة لأن يوكل التأليف إلى من قد يُنسب إلى العلم وهو ليس كذلك .
ب : ماجدّ من تشكيل مجلس من مسؤولي الوزارة ومن غيرهم أوكل إليه إدارة دفة التعليم .
تحظى وزارة التربية والتعليم برجال ذوي تعقل واتزان ولعل هذا أحد أهم الأسباب في عدم تغير مسيرة الوزارة تغيراً يذكر عند ذهاب الوزير السابق ، وتعيين الوزير الحالي ، فمن يستعرض تاريخ الوزارة منذ عام 1416 هـ يرى أن كثيراً من هذه الأمور التي كان الصالحون يتخوفونها مما ينادي به الوزير الحالي أو يُعلم تحمسه لها لم يتحقق منها إلا الشيء اليسير .
وكأن الوزير لما مُني بإخفاقات - بل إحباطات كما صرح بهذا – رأى أن من أهم أسباب ذلك بعض من حوله ممن لا يسيرون حسبما يريد . لذا ومع نشوة انتصاره في الجولة الأولى لمعركة المناهج حيث تحققت له طموحات ما كان يحلم بها – وعلى أيدي أهل علم كان منسوبو وزارته يهيبونه بهم ويخوفونه منهم .. فكأنه حينئذ تأكد له أنه لا يمكن أن يسير وهو مكبل بأولئك ، فمن هنا جاءت فكرة انتخاب مجموعة – من مسؤولي الوزارة ومن غيرهم – يديرون شؤون التعليم ، ومع أن هذه التشكيلة لم تخل من أشخاص فيهم خير وصلاح إلا أنهم يتفاوتون في هذا فبعضهم مؤمن ضعيف والخيّر الناصح منغمر ضمن ذلك العدد الكثير المختلف المشارب والآراء . وسميت هذه المجموعة ( مجلس التطوير التربوي ) . وصدر قرار من الوزير نفسه بتشكيل هذا المجلس بتاريخ 9 / 7 / 1424 ، وجعل مهمته على وجه الإجمال : ( التطوير التربوي وتفعيل عمليات التعلم والتعليم بكل الأبعاد ) .
ومن مهامه على وجه الخصوص :
1 – صياغة الخطة الدراسية لجميع المراحل .
2 –تطوير عناصر المنهج .
3 – تقويم مراحل تنفيذ المشروع الشامل لتطوير المناهج ومتابعتها .
4 – الإشراف على تأليف الكتب .
5 – وضع سياسة للتدريب وتعيين من يشارك فيها ، ثم متابعة التنفيذ .
6 – تكوين اللجان الفرعية لإنجاز المهام .
7 – القيام بكل ما يحيله الوزير إلى المجلس من قضايا تربوية تعليمية .
لأجل هذا فلعله ليس من قبيل المبالغة إن قيل إن تشكيل هذا المجلس من أهم الأحداث في تاريخ التعليم الحديث ، لما له من تأثير في مسيرة التعليم وتوجهاته .
و استطراداً فإن الحاجة إلى اللجنة الوزارية التي ضمت عدداً من أهل العلم وما انبثق عنها من لجان .. قد تلاشت أو قلت حيث استنفدت أغراضها ، وما يحتاج إليه من حذف أو تعديل أو تبديل فالمجلس يقوم به – وقد صرح بهذا أحد مسؤولي الوزارة – .
وللفائدة .. فلقد عقد الوزير اجتماعاً بمديري عموم التعليم يوم 10 / 4 / 1424هـ ، وكان مما تمخض عنه من قرارات ما يلي :
1 – تنقيح المناهج من كل ما يخالف الفكر الوسطي والتعايش مع الآخرين والانفتاح الذي يحقق الاستفادة من تجارب الآخرين ويحافظ على الثوابت .
2 – تبني مشروع لإيجاد ثقافة جديدة في الممارسات التربوية في الميدان .. لإحداث تغيير ينمي الاتجاهات الإيجابية .. ويشجع القيم المرغوبة ، ويعزز قدرات المجتمع المدرسي في التعامل مع " فقه التغيير " بشكل إيجابي ، وتبني سياسات إيجابية في التعامل مع المجتمع المدرسي تضمن تحقيق الأهداف وتحرص على عدم تضخيم المواقف ، مثل سياسة الاحتواء وليس الإقصاء ، والحزم وليس الشدة ، والتسامح وليس التنازل ، والتعددية في الحوار الفكري ، وفن التعامل مع الآخرين ، وحسن الظن بالناس .
3 – مراجعة وتقويم برامج النشاط الطلابي والقائمين عليها ، والاهتمام بتوسيع مجالاته وعدم اقتصارها على نشاطات دون غيرها ، وتوحيد جهة الإشراف على البرامج الطلابية بالوزارة ، ومتابعة التنفيذ بدقة .. ومراقبة المسابقات والرحلات والمخيمات والمراكز الطلابية ..