**** قال تعالى: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ! إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ وهو العزيز الحكيم ! وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالِمُون)..........
الإعجاز في هذه الآية هو الإشارة إلى بيت العنكبوت وليس إلى الخيوط ، لأن خيط العنكبوت علميًا أقوى من مثله - طولاً وقطراً - من الحديد الصلب بأربع مرات ، فالوهن في البيت لا في الخيط فبيت العنكبوت بالرغم من صلابة خيوطه كما يبدو لكنه واهٍ من داخله فهو مقتل لأهله ، فالأنثى تقتل زوجها : )
إن لم يهرب منها بشكل خاطف ، كما تأكل أولادها عند الفقس إن لم يفروا ، والأولاد يأكل بعضهم بعضًا ، فبيت العنكبوت أبلغ مثل علمي يُضرب عما يتصوره الإنسان خير ملجأ ثم يكون أسوأ مصير.
فالآيات الكريمات تضرب مثلاً من الأمثلة لأولئك الذين اتخذوا آلهة غير الله ، يعتمدون عليها ويثقون بها ، ويعطونها عهودهم ومواثيقهم, وينسون أن الالتجاء إلى تلك القوى سواء أكانت في أيدي الأفراد أم الجماعات فهي كالتجاء العنكبوت إلى بيتها ، حشرة ضعيفة رخوة واهنة لا حماية لها من تكوينها الرخو ، ولا وقاية لها من بيتها الواهن.
وليس هناك إلا حماية الله وإلا حماه وإلا ركنه القوي الركين.
هذه الحقيقة الضخمة هي التي عُني القرآن بتقريرها في نفوس الفئة المؤمنة ، فكانت بها أقوى من جميع القوى التي وقفت في طريقها ، وداست بها كبرياء الجبابرة في الأرض ، ودكت بها المعاقل والحصون ، إنهم أعداء الدعوة يستعينون بأولياء يتخذونهم من دون الله ، و الله يعلم حقيقة هؤلاء الأولياء ، وهي الحقيقة التي صُوِرت في المثل السابق ، عنكبوت تحتمي ببيتها ، والعالم الفطن هو الذي يعقل هذا المثل ، ويعلم أن كل ما دون الله هو واهن واه كبيت العنكبوت.
وجاءت خاتمة الآية (لو كانوا يعلمون) إشارة إلى أنه سيعلم وإن لم يظهر إلا متأخرًا ، ومعلوم أن هذه الأسرار البيولوجية لم تظهر إلا متأخرة.
[BIMG]http://us.moheet.com/image/large369568.jpg[/BIMG]
منقول