إذاعة أمريكية كبرى تؤكد تعمد إطلاق الاحتلال النار على الأطفال خلال العدوان على غزة
الاثنين30 من محرم1430هـ 26-1-2009م
مفكرة الإسلام: أكدت محطة إذاعية أمريكية بارزة أن الجنود "الإسرائيليين" أطلقوا النار "بدم بارد" على مدنيين وأطفال فلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي بدأ في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي واستمر 23 يومًا.
وقالت محطة ببلك راديو إنترناشونال الأمريكية: إن جنودا تابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا نيرانهم مستهدفين أطفالا فلسطينيين "بدم بارد" في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين خلال العدوان "الإسرائيلي" الذي استمر ثلاثة أسابيع على قطاع غزة، مخلفًا حوالي 1330 شهيدًا، أكثر من ثلثهم من النساء والأطفال، وأكثر من 5300 جريح.
وأشارت الإذاعة الأمريكية إلى قصة المواطن الفلسطيني خالد عبد ربه الذي تعرض للحصار في منزله لعدة أيام خلال الاجتياح البري الإسرائيلي، وتعرضت المنطقة التي يعيش بها شرق مخيم جباليا للاجئين إلى قصف بالمدفعية الإسرائيلية، كما توقفت ثلاث دبابات إسرائيلية خارج منزله، فيما طالبت مكبرات الصوت إسرائيلية المواطنين الفلسطينيين بالخروج من المنطقة.
ونقلت وكالة أمريكا إن أرابيك عن الإذاعة قولها: إن زوجة خالد خرجت من المنزل مع بناتها الثلاث وهي تلوح براية بيضاء، ووقفت أمام المنزل في انتظار تعليمات الجنود الإسرائيليين الذين كانوا على بعد 10 ياردات منها، لكن أحد الجنود ظهر على برج إحدى الدبابات وصوب سلاحه نحو الفتيات الثلاث وأطلق النيران فأسقطهن جميعًا.
وأكملت أم خالد، التي تعرضت لإطلاق النار في بطنها وذراعها الأيسر لكنها بدأت تتماثل للشفاء، القصة فقالت: "لقد أطلق الجندي النار علينا ببطء مصوبا باتجاه كل واحدة".
وقد فرت النساء إلى داخل المنزل وهن يسحبن الفتيات الصغيرات اللاتي كن ينزفن بشدة؛ حيث توفيت الكبرى سعود [7 سنوات]، على الفور بسبب الطلقات التي اخترقت صدرها.
أما الصغرى أمل [عامان] فقد ظلت تنزف للحظات قبل أن تلحق بأختها.
وقالت الجدة: إن أمل "كانت تطلب من أمها الحلوى والرقائق، ثم سألتها أمها: أتحبينني، فقالت: نعم، ثم ماتت".
أما الطفلة الثالثة سمر [4 سنوات] فقد ظلت تنزف بعد إصابتها بطلقات في ظهرها، وقد انتظرت أسرتها داخل المنزل طوال ساعتين على أمل وصول سيارة الإسعاف لكنها لم تصل، فاضطر أبوها إلى حملها هي وأمه الجريحة مسافة ميل كي يصل إلى المستشفى.
وقال خالد: إنه رغم استغاثة بالجنود الإسرائيليين لمساعدته فإنهم تجاهلوه وهم يأكلون قطع الشوكولاتة ورقائق البطاطس.
وعندما وصل إلى المستشفى تم نقل طفلته إلى الحدود المصرية وهي تخضع للعلاج الآن في بلجيكا، حيث قال عمها الذي يرافقها هناك: إنها ربما لا تستطيع المشي على الإطلاق بسبب إصابتها.
الاحتلال يغدر بالنساء والأطفال:
وكان مواطنون فلسطينيون قد كشفوا أن كثيرًا من أبناء غزة الذين استشهدوا أو أصيبوا في القطاع كانوا يحملون ويلوحون براية بيضاء عندما أطلق جنود الاحتلال الصهاينة النار عليهم.
وأوضحت منظمة هيومان رايتس ووتش أن أربعة من الشهداء الفلسطينيين الذين تم الغدر بهم بعد رفعهم الرايات البيضاء كانوا من أبناء عائلة النجار من قرية خزاعة شرق خانيونس.
ففي الليلة بين 12 و13 يناير اجتاحت قوة من جيش الاحتلال الصهيوني قرية خزاعة شرقي خانيونس، وعلى مدى بضع ساعات أطلقت قذائف أحدثت حرائق، وحاول السكان إطفائها.
ثم في الساعة الخامسة فجرًا تقريبًا، بدأت الدبابات تدخل الحي الشرقي في القرية حيث يسكن أبناء عائلة النجار، ومنعت سحابة كثيفة من الدخان السكان من رؤية ما يجري حولهم، ولكنهم سمعوا نار الدبابات وأصوات التدمير الذي لحق بالمنازل.
وقال منير النجار وهو شاهد عيان على ما حدث أن الكبار والصغار صعدوا إلى أسطح البيوت وعلى مدى نحو ساعة وقفوا يرفعون الأعلام البيضاء، ولكن مروحيات الاحتلال أطلقت النار 'لإخافتهم' وليس 'لإصابتهم'، ثم في الثامنة صباحًا تقريبًا أمرهم جنود الاحتلال في مكبرات الصوت التوجه الى مركز القرية.
وأوضح شاهد العيان أن عشرات من السكان تجمعوا في ساحة بيت أسامة النجار فيما أمر الجنود الناس للخروج من منطقة البيت 'اثنين اثنين'، وأول من خرج كانت روحية وياسمين النجار.