أيضا من الردود الجميلة على الموضوع :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( يدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يدْرُس وشَي الثوبِ حَتَّى مَا يُدْرَى صِيَامٌ وَلاَ صَلاةٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَيسْرِي النسيان على الكِتَابِ في لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى في الأَرْض مِنْهُ آيةٌ وتبقَى طَوائِفُ مِنَ النَّاس الشيخُ الكبيرُ والعجوزُ يقولون أَدْرَكْنَا أبَانَا على هَذِهِ الكَلِمَةِ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وهم لا يَدْرُون مَا صَلاَةٌ وَلا صِيَام وَلا نُسُكٌ وَلا صَدَقَةٌ فَأَعرَضَ عنه حُذيفَة فَرَدَّدَها عليه ثلاثاً كلُّ ذلك يُعْرِض عنه حذيفةُ ثم أقْبَلَ علَيْه في الثالثة فقال فاصلةٌ تُنْجِيهم من النارِ ) .
===
وقد تقدم في الحديث الصحيح : أن عيسى عليه السلام يحج بعد نزوله إلى الأرض .
سيبقى حجاج ومعتمرون بعد ظهور يأجوج ومأجوج
وقال الإِمام أحمد : حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا عمران ، عن قتادة ، عن عبد الله بن أبي عقبة ، عن أبي سعد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ليُحَجَّنَّ هَذَا الْبَيْتُ وليُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُروج يأجوجَ ومأجوج ) . انفرد بإخراجه البخاري رواه عن أحمد بن حفص ، عن عبد الله ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن حجاج بن منهال ، عن قتادة .
يهجر الحج قبيل قيام الساعة
وقال عبد الرحمن عن شعبة عن قتادة : ( لا تقوم الساعة حتى لا يُحَجّ البيت ) .
قال أبو عبد الله : والأول أكثر ، انتهى ما ذكره البخاري ، وقد رواه البزار ، عن محمد بن المثنى ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبان ، عن يزيد العطار ، عن قتادة ، كما ذكره البخاري ، ورواية سليمان بن داود القطان عن عمران قد أوردها الإِمام أحمد كما رأيت وقال أبو بكر البزار : حدثنا أبو بكر بن المثنى ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( لا تقوم الساعة حتى لا يُحَجَّ البيت ) .
قال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعيد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، إلاَّ بهذا الإِسناد .
قلت : ولا منافاة في المعنى بين الروايتين لأن الكعبة يحجها الناس ، - يعتمرون بها بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم وطمأنينة الناس وكثرة أرزاقهم في زمان المسيح عليه السلام ، ثم يبعث إليه ريحاً طيبة فيقبض بها روح كل مؤمن ، ويتوفى نبي الله عيسى عليه السلام ، ويصلي عليه المسلمون ، ويدفن بالحجرة النبوية مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم يكون خراب الكعبة على يدي ذي السويقتين بعد هذا ، وإن كان ظهوره في زمن المسيح كما قال كعب الأحبار .
ذكر تخريبه إياها قبحه اللّه وشرفها
قال الإِمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك وهو الحراني ، حدثنا محمد بن سِلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي نجيح ، عن المجاهد ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( يُخَرِّبُ الكعبة ذُو السُّوَيْقَتَيْن من الحبشة ، ويَسْلبها حًلِيَّها ، ويُجَرِّدُهَا مِن كُسْوَتهَاة ولكأني أنظرُ إليه أصَيلِعاً أفَيْدِعاً بضرب عليها بمَسَاحِيه ومِعْوَلهِ ) . وهذا إسناد جيد قوي .
إذن ذو السويقتين لا يخرج إلا بعد يأجوج ومأجوج
===
يكفيني من هذا الموضوع أن عدتُ لقراءة كتاب الفتن والملاحم وأنصح الجميع بقراءته لا لأجل إسقاط الأحداث والأشراط بل لأن فيه الأحاديث الواجب على كل مسلم في هذا الزمان التنبه لها والعمل بها وإليكم أحدها ..
الاذن باعتزال الناس عند اشتداد الفتن وتحكم الأهواء
كما قال في حديث حذيفة فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة قال : ( فاعْتَزلْ تلكَ الفِرقَ كلَّها وَلَو أَنّ تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدْرِكَكَ الموتُ وأنتَ عَلَى ذلِك ) .
وتقدم الحديث الصحيح . بدأ الإِسلام غريباً وسيعود غريباً . وورد في الحديث : ( لا تقوم الساعة على أحدٍ يقولُ اللَّهُ اللَّه ) .
والمقصود أنه إذا ظهرت الفتن فإنه يسوغ اعتزال الناس حينئذ كما ثبت في الحديث : ( فإِذا رأَيت شُحّاً مُطَاعاً وَهَوَى مُتَّبَعاً وإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رأي برأيه فَعَلَيْكَ بخوَيصَةِ نفسِكَ وَدَعْ أَمْرَ العَوام ) .
وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( يُوشِكُ أن يَكُونَ خَيْر مال المسلم غنمٌ يُتَّبَعُ بِهَا شَعَف الجبالِ ومواضِعَ الْقطْر ناجياً بدينِه من الفِتَن ) .
لم يخرجه مسلم ، وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق ابن أبي صعصعة به