السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التجمع العالمي لكسر القيد ـ فلسطين
في معركة الأمعاء الخاوية وتحدي السجان الصهيوني تبرز نماذج بطولية لا يستطيع الواحد منا سوى رفع القبعة احتراما و إجلالا لتضحياتهم ...
فهذا الأسير أيمن حسن على هزالة جسمه وضعفه إلا أنه قرر خوض المعركة ، ومع أيام الإضراب تبدأ المعاناة، وتزداد الآلام والأوجاع في معدته، و يبدأ نزف الدم باستمرار.
ومع كل نزول له إلى عيادة السجن ترسم معاناة جديدة ؛ حيث المساومات على فك الإضراب من قبل السجان ادعاء منهم حرصهم على صحته، و ما دروا أنهم يقفون أمام جبل شامخ أنى له أن يلين.
فكان التصميم هو رد عينيه قبل لسانه ، ثم كان قرارهم بضرورة نقله إلى ما يسمى مستشفى الرملة -وهو في الحقيقة مجموعة من الزنازين يحرسها سجانون ولكن بلباس أبيض عوضا عن الأزرق- لخطورة وضعه الصحي، فكان جبلا شامخا أبى أن يترك إخوانه المضربين، فقرر أن يواصل إضرابه حتى النهاية و ليشارك إخوانه فرحة النصر.
في زنازين العزل التي لا تصلح للحياة البشرية كان يوضع الأسير وحده دون رفيق سوى الحشرات الطيارة وإذا ما تعرض لدوخة أو فقدان للوعي بفعل الإضراب -وهذه حالات كثيرا ما تصيب الأسير المضرب عن الطعام و تزداد كلما زادت أيام الإضراب- فلا يجد أحدا ينبه الآخرين أو يطلب له المساعدة الطبية ، بل يترك ملقى في زنزانته لساعات طويلة حتى ينتبه له أحد الأسرى الآخرين من زنزانة أخرى أو يطلع عليه السجان أثناء الفحص الأمني للزنازين...وهذا ما حدث مع الأسير المقدسي أشرف الزغير الذي مكث فاقدا الوعي لساعات و هو ينزف من فمه بعد أن سقط وارتطم رأسه بالأرض...
وهناك من الأسماء الكثير الكثير من الأشبال لكنهم بهمة الرجال الأسود الذين كان لسان حالهم يقول: إن قدوتنا حمزة و علي و أسامة بن زيد...هم كثر و بعضهم كان على وشك الإفراج عنه أو قادم إلى السجن منذ أيام قليلة و خبرته بالحياة الاعتقالية والإضرابات عن الطعام محدودة، لكنه علم أنه مدعو إلى نصرة إخوانه في العزل فدخل المعركة دون تردد، وكان لهم أيضا شرف صنع النصر أمام السجان.
كرامة يوم النصر العظيم...
هكذا أمضي الأسرى المضربون عن الطعام ثمانية و عشرين يوما إلى أن جاء يوم الاثنين 14-5-2012 و ما إن انتصف النهار، و الشمس في كبد السماء في منطقة صحراوية يندر فيها المطر شتاء فكيف بها في فصل الصيف الحار!! كان يوما سمح فيه للأسرى في هذا الوقت بالخروج لفترة قصيرة إلى ساحة النزهة المسماة بالفورة-وهي ساحة ضيقة لا تتسع لعدد الأسرى المتواجدين في القسم- و إذا بالغمام يملأ السماء و يتساقط الرذاذ بشكل لطيف على الأسرى المضربين الذين سرعان ما تفاءلوا به و استبشروا خيرا فالنصر دوما يتنزل مع الغيث وأخذوا يوصون بعضهم بالدعاء و اللجوء إلى الله فمن المأثور أن الدعاء مستجاب حين نزول الغيث و ما هي إلا ساعات قلائل حتى وصلتنا الأخبار بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين لجنة الحوار وإدارة مصلحة السجون الصهيونية و الذي سجل كنصر رباني لإرادة الأسرى المضربين تضمن خروج جميع الأسرى المعزولين من عزلهم الانفرادي إلى الأقسام العادية خلال 72 ساعة بالإضافة إلى تلبية باقي المطالب...