رضي الله عن صحب محمد
أشهد مالذ على خاطري وملأ سمعي ولم ينبؤ عنه بصري ,
من وصف لهم ولعمق أخوتهم، كماوصفهم رب العالمين في كتابه العظيم في غير ماآية،
قال تعالى : ْْوالذين تبؤو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
فتالله ماكانوا ملائكة ولارسلا ولامن عمار السماء ، بل بشر ممن خلق سبحانه.
إنك لتصحب الرجل ساعة من الزمن، فتظن وتشعر أنك وإياه من رحم واحده ، وسرعان ما تتلاشا كل الحواجز بينك وبينه , وترفعان ثوب الكلفة بينكما بيد من الصدق والإخاء ،
وقد ربط الله أخوتكما من فوق سبعة أرقع ، وجعلها من دعائم الدين وحث عليها في غيرما موطن من الوحيين المنزلين .
إن للأخوة حق
من يهتم لهمك ويأرق لأرقك ، ويحزن لحزنك ويبكي لبكائك , ويسر لسرورك ، فإن نزلت بساحتك الهموم، نسي همه وأشتغل لذب مانزل بك ، وإن اضافتك ضائقة وجدها من منن الدهر كي يسعى بمالديه اليك مواسيا لك في محنتك , فلربما ضر نفسه لينفعك ، يأتيك مسرعا مرددا:
أخاك أخاك من يسعى معك *** ومن يضر نفسه لينفعك
فماهو إلا كالشمعة تحرق نفسها لتظئ لك الطريق , لاترقب منك حمدا ولاذما,و لاجزاءا ولاشكورا .
ودونك التاريخ , قلب صفحاته، وانظر في أعطافه ، ترى أن هذه الأمة قدأنجبت( بدورازاهرة) من الرجال، كل فرد منهم أمّة يقف التاريخ عنده ، لقد ضربوا أروع الأمثلة ،حتى لربما آثر أحدهم الموت عن صاحبه .
هذان صحابيان جليلان الحارث بن هشام المخزومي وعكرمة إبن أبي جهل ، قتلا في وقعة اليرموك وهما يتدافعان الماء كل واحد منهما يؤثربه صاحبه ، فلما أثخنت الحارث الجراح ، إستسقى الماء فأتي به اليه ، ولماتناوله نظرإلى عكرمة صريعا في مثل حاله ، فرد الإناءعلى الساقي وقال :امض إلى عكرمة ، فمضى إليه فأبى أن يشرب قبله ، فرجع إلى الحارث فوجده ميتا ، فرجع إلى عكرمة فوجده قد مات، فلم يشرب واحد منهم وأرضاهم .
م / ن