أكد أن الغزاويين أكثر تفاؤلاً
وتمسكاً بالمقاومة
رغم جراحهم
الطبطبائي يصف رحلته إلى غزة:
عبرت نفقا ضيقا طوله 200 متر
ولم أتعرض لأي مضايقات خلال رحلتي
يتأمل بحسرة الدمارالذى ألحقه الصهاينة بغزة
تحدث النائب الدكتور وليد الطبطبائي الى الصحافة اليوم
على هامش الجلسة البرلمانية واصفا الرحلة التي قام بها إلى قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، وقال انه سيتوجه مع وفد شعبي كويتي الى دمشق غدا للالتقاء بالقيادات السياسية لفصائل المقاومة هناك، وكشف ان وفدا برلمانيا كويتيا قد يتوجه الى غزة الاسبوع المقبل.
وقال الطبطبائي
انه توجه إلى القاهرة لمرافقة وفد اغاثة كويتي كان ينقل اطنانا من المواد الغذائية الى غزة، إلا انه لم يتيسر دخول هذه الشحنات عبر معبر رفح فعاد وفد الاغاثة ادراجه، غير ان الطبطبائي اجرى اتصالات بداخل غزة وتم توجيهه الى احد الانفاق لاستخدامها في العبور.
وقال الطبطبائي
ان النفق الذي استخدمه للعبور يصل طوله الى 200 متر والعبور منه فيه معاناة حقيقية اذ انه يضيق ويتسع حسب المعوقات والصخور في طريقه واحيانا يمشي فيه الانسان واحيانا يزحف ويحبو، والتنفس فيه صعب ورائحة الغاز منتشرة فيه، وقال «كان مهما ان امرّ بتجربة عبور النفق لكي اعرف حجم معاناة أهالي غزة
اذ ان هذه الانفاق الخطرة هي الشريان الذي
يمد مليونا ونصف المليون بكل شيء من الطعام والمواد الاساسية،
ولولاها لاختنق القطاع بالحصار الاسرائيلي حتى الموت جوعا،
واشار الى ان هذه الانفاق
«بدأ الغزاويون بحفرها قبل 3 سنوات عندما بدأ الحصار على غزة،
وعددها هو بالمئات وقد استهدفها القصف الاسرائيلي
بشكل رئيسي ودمر بعضها ولكن الكثير منها موجود لانه لا بديل لها».
وتابع:
«الغزاويون يحفرون النفق الواحد في عشرين يوما تقريبا
والمواد الغذائية هي اهم ما ينقل وقد يشمل ذلك حتى الماشية
بأنواعها اضافة الى مواد البناء والاجهزة الضرورية والناس طبعا».
واضاف:
«دخلت القطاع وتجولت في انحائه، غزة ومخيم جباليا وغيرها،
ورأيت حجم الدمار الذي لا يصدق
والذي لا تستطيع كل كاميرات الفضائيات نقله
ما لم يطلع عليه الانسان مباشرة،
احياء كاملة ازيلت
بالقذائف والقنابل وبجرافات مدرعة هائلة الحجم
جعلت من الصعب تمييز أين كانت المنازل واين كانت الحقول الزراعية واين كانت الشوارع، في بيت لاهيا رأيت بقايا من القنابل الفسفورية لا تزال مشتعلة بعد القائها باسابيع».
ويتابع:
«اما معاناة الناس المعيشية فبالغة السوء فلا كهرباء ولا ماء
والطعام شحيح والبنزين شبه مفقود يكفي ان اقول ان سعر اسطوانة الغاز بلغ 130 دولارا والناس تطهو على ما تعثر عليه من اخشاب».
ويمضي قائلا:
«على الرغم من ذلك فمعنويات الناس عالية
وكل الشهداء والجرحى الذين سقطوا
لم يزيدوا اهل غزة الا تمسكا بالمقاومة واقتناعا بجدواها،
ومن كان يرى الحلول السلمية قبل ذلك صار مقتنعا الآن ان اسرائيل لا تسعى لأي سلام وان هدفها هو رضوخ الفلسطينيين لها مقابل الفتات وان ذلك لا يواجه الا بالمقاومة بأنواعها»، واضاف: «هدف الحملة الاجرامية على غزة هو تصفية القضية الفلسطينية برمتها وفرص حلول استسلامية لا يبقى للفلسطينيين بعدها وطن ولا كرامة لذلك كان الصمود في غزة مسألة حياة أو موت للشعب الفلسطيني ولكرامة الامة من بعد ذلك».
واشار الطبطبائي
الذي كان اول برلماني عربي يدخل غزة
الى انه التقى ببرلمانيين فلسطينيين في القطاع
وحضر جلسة للجنة المالية للمجلس التشريعي الفلسطيني
وحضر الى مقر نواب «حماس» فيه،
وقال
ان اسرائيل لم تكن تستهدف حماس وقيادييها
كما قالت بل ضربت كل شيء يتحرك في قطاع غزة
وكانت المساجد والمدارس على رأس قائمة الاهداف،
والهدف المعلن لاسرائيل كان وقف الصواريخ
وقطع المعابر وتصفية المقاومة
وهي اهداف فشلت فيها جميعا
ولكن الهدف الحقيقي
هو العقوبة الجماعية الاجرامية
ضد اهل غزة لالتزامهم الدفاع
عن حقوقهم وقضيتهم.
وتابع الطبطبائي:
اسرائيل لم تكسر ارادة الصمود هذه
ووجدت الابتسامة على وجوه الناس
رغم كل ما حدث
ورغم المعاناة المستمرة
وحاليا تم تهجير آلاف الاسر من بيوتها
وكثير من الناس ينام في العراء وفي البرد،
ولاحظت انه على رغم كثرة الحديث عن ارسال الاغاثة
فان القليل منها وصل ولا يغطي حاجة تذكر،
اما المليارات التي يتحدثون عنها
فانها لا تزال على الورق.
واشار الى ان اهل غزة رغم افتقادهم للكهرباء
كانوا على اطلاع جيد على ردود الفعل العالمية
على ما يحدث لهم،
ووجدت ان الموقفين الشعبي والرسمي الكويتيين
هما موضع تقدير من الاخوة في غزة
ومن البرلمانيين الفلسطينيين
والناس تابعوا هناك
موقف 22 نائبا في مجلس الامة
ضد زيارة محمود عباس الى الكويت
واشادوا بهذا الموقف ضد من يتاجر بقضية فلسطين.
ونفى الطبطبائي
ان يكون تعرض لاي مضايقة
خلال رحلته الى غزة سواء في مصر او فلسطين
وقال انه يتوقع ان يقوم وفد من مجلس الامة قريبا
بزيارة لقطاع غزة
كما انه سيتوجه غدا مع وفد شعبي كويتي
الى دمشق للالتقاء بقادة الفصائل الفلسطينية المقاومة للاحتلال
لتقديم الدعم المعنوي لصمود الشعب الفلسطيني
امام مخططات تصفية القضية
واخضاع الامة للغطرسة الاسرائيلية
وقال
ان ما يحدث في غزة لا يهم اهلها او الشعب الفلسطيني
فقط بل يهم العرب والمسلمين جميعا.