الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبادة الذين اصطفى
جمعني الله به في خلوة شعورية ، وكنت أعرف عنه أنه من الذين وفقهم الله سبحانه للمشاركة في الجهاد الأفغاني الأول.
فقلت في نفسي لعلها فرصة مناسبة لاستخراج شيء مما في نفس الرجل من تلكم المرحلة ولذاتها التي ما وفق الله الكثير لتذوقها أو الشعور بها .
فصارحته برغبتي مشجعاً له على القبول لعل هذا الحديث يبعث الأمل في نفوس السامعين ويقوي هممهم .
فأجابني متنهداً : أنا أحق بهذا الحديث من السامعين !
أنا الذي ذاق العسل وشرب اللبن ثم نكص على عقبيه فاستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!
فقلت له مصبراً : كلنا ذلك الرجل والعبد بين إقبال وإدبار . فابدأ حديثك يرحمك الله عن تلكم اللذات ...
فبدأ صاحبنا حديثه ...
إني اليوم أحدثك عن لذة ما ذاقها الكثير .. لذة ركوب السنام ...
فلقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهاد بأنه ذروة سنام الإسلام . وحتى تستشعر معنى هذا الحديث فأنت بحاجة أن تجرب ركوب الجمل !
فلحظة ركوبك على سنامه وهو بارك في الأرض ستشعر بعدم الراحة من طريقة الجلوس ! وما أن يبدأ في النهوض ويميل جسمك للأمام ستشعر أن قلبك يكاد يخرج من صدرك !!! فإن ثبتك الله ولم تجزع و نهض الجمل قائما سوف تشعر بشعور جميل غريب ...
حيث سترى كل شيء أسفل منك وتجد نفسك عالياً !
عالياً بجسدك .. عالياً بروحك ...
إن وصف الجهاد في سبيل الله بذروة سنام الإسلام له دلالات عددية .. منها :
- أن السنام أعلى ما في الجمل والجهاد أعلى ما في الإسلام ..
- عندما تكون على السنام فإنك ترى ما لا يرى الراجل فترى الأمور على حقيقتها ومن جميع جوانبها .
- عندما تكون على السنام فإنك أقرب إلى السماء ! ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )
- عندما تكون على السنام فإن يدك تمسك بالزمام ! فأنت الأقدر على قيادة القوم !
- عندما تكون على السنام فأنت تستن بصبر الجمل عن الماء والطعام ، فترضى من الدنيا بالقليل ، فلا يعنيك إقبال الدنيا أو إدبارها ، لا كراعي البقر الذي اتخذ من أذنابها دليلا!!!
- عندما تكون على السنام فإنهم كي ينظرون إليك يرفعون رؤوسهم وفي ذلك كرم وإجلال.
- عندما تكون على السنام فإنك تكون جمعت الخير كله من قراءة للقرآن وذكر للرحمن وتعليم الناس البيان وقبل كل ذلك بذل النفس في نصرة الإسلام .
............. سـكـــــت ..............
فنظرت إليه فإذا الدموع تملئ عينيه .. قلت ما بالك ؟
قال : إن كنت تسير راكباً على ذروة السنام ثم تنزل عنها بمحض إرادتك . فماذا يكون ذلك ؟
قالت : لا أدري لعل في الأمر خير!
قال: فأما الزبد فيذهب جفاءءءءء
وقام وتركني
[line]
هذا الإبداع يُنسب الى الكاتب ( ابن محمد ) فجزاه الله كل خيروأسأل الله سبحانه أن يُذلل لنا ركوب السنام