يقول ابن أبي جمرة :
وددت لو أنه كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلا،
فإنه ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع ذلك.
قال ابن القيم/ مفتاح دار السعادة
فالمحب الصادق يرى خيانة منه لمحبوبه ان يتحرك بحركة اختيارية في غير مرضاته ,وإذا فعل فعلا مما ابيح له بموجب طبيعته وشهوته تاب منه كما يتوب من الذنب ,ولا يزال هذا الأمر يقوى عنده حتى تنقلب مباحاته كلها طاعات, فيحتسب نومه وفطره وراحته كما يحتسب قومته وصومه واجتهاده ,وهو دائما بين سراء يشكر الله عليها وضراء يصبر عليها فهو سائر إلى الله دائما في نومه ويقظنه.
قال بعض العلماء الاكياس عاداتهم عبادات الحمقي والحمقى عباداتهم عادات
وقال بعض السلف حبذا نوم الأكياس وفطرهم يغبنون به سهر الحمقى وصومهم
فالمحب الصادقان إن نطق نطق لله وبالله ,وان سكت سكت لله وان تحرك فبأمر الله وان سكن فسكونه استعانة على مرضات الله فهو لله وبالله ومع الله
فهذه أفكار تحول عادات المسلم إلى عبادات , وتجعل كل مايراه وسيلة تذكره بالآخرة, اسأل الله أن ينفع بها , و أن لا يحرمنا أجرها
عند النوم
إذا أردت النوم , فلا يكن نومك نوم البهائم, لكن توضأ وضوء الصلاة , ونم على شقك الأيمن
و احتسب على الله أنك متبع للرسول
, فتفوز بأجر المتابعة
وليكن نومك وسيلة تتقوى بها على قيام الليل و صلاة الفجر
فتحول العادة إلى عبادة
و تذكر نعمة النوم واحمد الله عليها
فكم من محروم من هذه النعمة, لمرض أو حرب أو شدة حزن
عندما تضع ثيابك
تذكر تجريدك من ملابسك عند التغسيل
و تذكر بالغطاء الكفن
و تذكر بالفراش
فراشك في الرمس و هو التراب
و فرش أهل الجنة
وفراش أهل النار
عندما تطفأ الضوأ
تذكر ظلمة القبر ووحدتك فيه
وتذكر ما عملته ذلك اليوم من حسانت و سيئات
فاحمد الله على الحسنات واطلب الزيادة
و استغفر الله من السيئات و اطلب الإنابة
و إن ظلمت شخصا
فاعلم أن المظلوم قد لا ينام فيدعو عليك فتهلك
و تذكر أن الله يقبض الأرواح عند النوم
فقد لا تعاد الروح للجسد
و تذكر بالموتة الصغرى الموتة الكبرى
و هذا باب واسع , وسوق شاسع , كل يتاجر فيه حسب رأس ماله , وهو العلم والتقوى
كتبه اخوكم
ابو عبد البر طارق