في مقابلة مع المؤرخ الأديب الشاعر الظريف / عبدالله فرج الزامل الخزرجي ، المولود ببداية القرن العشرين في المدينة المنورة - وأثناء وصفه لبيوتات المدينة وشوارعها وأزقتها ( الطرق الضيقة الصغيرة ) يقول الخزرجي ما نصه :
( وكانت شوارع المدينة، أو قل أزقتها حميمية ، بضيقها ، حتى أن زقاقا في حي الأغوات كان يسمى زقاق ''عانقني'' ؛ ذلك أنه إذا تواجه اثنان في الشارع ، بشرط أن لا يكون أحدهما من الوزن الثقيل ، لا بد أن يقابلا بعضهما وجها لوجه حتى يتعانقان كي يمرا .
طبعا إذا كان المتواجهان رجلا وإمرأة فالأولوية للنساء، وعلى الرجل أن يعود أدراجه حتى تمر المرأة. ولم يكن الزقاق الذي يمر بين أحوشة حارتنا ضيقا إلى هذا الحد، فقد كان عرضه يتراوح بين سبعه وثمانيه أمتار عرضا ) .
انتهى كلام الخزرجي ..
هل رأيتم كيف كانت المرأة تحترم وتقدم قبل أدعياء التحرير .. فعلى الرجل أن يرجع إلى الوراء ويعود أدراجه عندما يلوح له شبح امرأة في أول الزقاق ( الطريق الصغير الضيق ) ..
أقسم بالله .. هذه الرواية تاريخية .. لم يعلم أبطالها وأهلها أنه سيعقد في مدينتهم مؤتمر و حوار وطني حول حقوق المرأة ..
ذكر لي بعض أساتذتي أن المرأة كانت تقدم في وسائل المواصلات في الديار المصرية حتى في القاهرة .. ولكن بعد دعوى تحرير المرأة لم يعد كثير من عامة الناس يأبه بالمتبرجات فربما بقي في مقعده بالحافلة أو القطار والمتبرجة واقفة .. ولكن ما إن يرى المحجبة حتى يعتدل قائما ويبقى واقفا في وسط الحافلة مقسما أن تجلس المحجبة في مكانه ..