وجعلنا منهم أئمة يهدون بامرنا**
يحكى ان بعض العلماء قال ـ ان القصص والحكايات جند من جنود الله ..
ولنا من قصصهم وسيرهم عبرة وقدوة .......
قلت يا ليل هل بجوفك سر ** عامر بالحديث والاســـــــرار
قال لم الق في حياتي حديثا ** كحديث الاحباب في الاسحار
تقي الدين ابن تيمية ابوالعباس احمد بن عبد الحليم بن عبدالسلام النميري نسبا , الحراني مولدا , ثم الدمشقي منشأ ومدفنا , الحنبلي مذهبا ثم المجتهد , المشتهر بابن تيمية المجدد
ولد بحران ـ بلدة بين الشام والعراق ـ سنة احدى وستين وستمائة . ثم هاجر مع والده واهل بيته من حران الى دمشق ..
** نشأ في تصون تام وعفاف برا بوالديه تقيا ورعا عابدا ناسكا صواما قواما
كان ابيض البشرة , اسود الراس واللحية قليل الشيب , ربعة من الرجال , جهوري الصوت فصيحا , تعتريه حدة ثم يقهرها بحلم وصفح ...
لم يرث العلم عن كلالة , وانما نشا في بيت علم منهم ابوه وجده المجد .
طلب العلم بنفسه قراءة وسماعا من خلق كثير, وقرأ بنفسه الكتب , ولازم السماع مدة سنين فبلغت شيوخه نحو ـ مئتي ـ شيخ . واشتغل بالعلوم , وكان من اذكى الناس , كثير الحفظ ......... صار اماما في التفسير وعلوم القران , عارفا بالفقه واختلاف العلماء , بارعا في النحو واللغة والمنطق وعلم الحساب والجبر والمقابلة , وعلم الحساب وعلم اهل الكتابين واهل البدع وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية , حتى انه ماتكلم معه فاضل في فن من الفنون الا ظن ان ذلك الفن فنه , وصار حفظه للحديث مميزا بين صحيحه وسقيمه عارفا برجاله وعلله متضلعا من ذلك مع التبحر في علم التاريخ .
ـ افتى , وبدأ في التأليف في سن السابعة عشرة من عمره .......... درس في الحادية والعشرين من عمره
ـ بدا درس التفسير بالجامع الاموي وهو ابن ثلاثين , واستمر سنين متطاولة ..
ـ حج مرة واحدة وعمره سنة 692 اي وعمره 31 سنة , وبعد عودته من الحج آلت اليه الامامة في العلم والدين ..
ـ نشر العلم في دمشق ومصر , والقاهرة , والاسكندرية , وفي سجونها , وفي الثغر .
من لي بمثل سيرك المدلل ** تمشي رويداً وتجي في الأول
ملامح شخصيته : ـ
ـ مارزقه الله من قوة البدن واعتداله , وقوة الاداء في صوته فقد كان جهوريا , يستولي على قلوب سامعيه .
ـ قوة الحفظ فقد بهر الفضلاء بذلك , قلما حفظ شيئا فنسيه , وقد كان يحفظ ( المحلى ) لابن حزم ويستظهره , سمع المسند مرات وماضبطت عليه لحنة متفق عليه.
ـ قوته في فرط ذكائه , وسيلان ذهنه , وسرعة ادراكه , ولهذا قيل عنه ـ كأن عينيه لسانان ناطقان ـ
قوة نبوغه المبكر .. ناظر وهو دون البلوغ , وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار ....... ولايعرف انه ناظر احدا فانقطع معه .
من قوة نبوغه قوته الطلب والتلقي والاخذ عن الشيوخ , والبحث والقراءة والمطالعة .
ـ قوته في ضبط النفس والسيطرة عليها من ملاذ الدنيا . .. رفضه للأ عطيات , ماتزوج
ولاتسرى قط ـ لارغبه عن هذه السنة ـ لكنه مثقل الظهر بهموم العلم والدعوة والجهاد .
ـ قوته في مواقفه الجهادية والمغازي الاسلامية , وكسر شوكة الملاحدة والباطنية
ـ قوته في حياته الجادة التي لاتعرف الهزل , فضلا عن سافل الاخلاق من الغيبة والنميمة , وماعرفت عثرة له في شيئ من ذلك , وكانت مجالسه عامرة بالخير لايجرؤ المغتابون على غشيانها.
ـ قوته مع الولاة , في النصح والامر والنهي .
ـ قوته في تعبده , وتألهه , مداومة الذكر والاوراد لايشغله عن هذا شاغل ولايصرف صارف .
ـ قوته في تفجير دلالات النصوص , شق الانهار منها واستخراج كنوزها , وهذه وحدها تعطي طالب العلم دفعة الى ادامة النظر في كتبه وقراءتها مرة بعد اخرى .
ـ قوته في التأليف , فكان من افراد الدهر في كثرة تآليفه , وقدرت مؤلفاته بخمسمائة مجلد , وبأربعة آلاف كراس او اكثر ... كانت مؤلفاته في غاية الإبداع وقوة الحجة وحسن التصنيف .خالصة من الشَبه والشٌبه .
وللحديث بقية ...
مستخلص .. من مستخلص ... من الجامع لسيرة شيخ الاسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون
جمعه ـ محمد شمس ـ على العمران ـ اشراف : بكر ابو زيد ....
تذكر نجداً والحديث شجون *** فجن اشتياقا والجنون فنون
فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين