يا أحرار البحر... نعزيكم في الشهامة العربية
أيها الأحرار في غزة، يا أحرار العالم في أسطول الحرية، لا نملك إلا الحزن ونعزيكم في المروءة والشهامة العربية، لا تتوقعوا أن ينتصر للأحرار عبيد حكمونا بالإرهاب الصهيوني..ولما هربت الرجولة والمروءة عن بلاد العرب بعيدا بعيدا، تجدد النداء لرجل في تركيا، وصرخ المقهورون: "وا أردوغاناه"، فلكم أن تنادوا: وا أردوغاناه! إنه ليس المعتصم، ولا يستطيع أن يفعل كثيرا لثلاثمائة مليون عربي ومليار وثلث مسلم مغبون ومقهور ومأزوم، ولكن لأنه رفع شعارا للرجولة، وللحمية وللمروءة والإنسانية في وجه الإرهاب الصهيوني، فناداه المقهورون!
أيها الأحرار في غزة، يا أحرار العالم في أسطول الحرية، لا نملك إلا الحزن ونعزيكم في المروءة والشهامة العربية، لا تتوقعوا أن ينتصر للأحرار عبيد حكمونا بالإرهاب الصهيوني.
منذ زمن كنا نبكي على عهد خطابات الشجب، واليوم نبكي على صمت الخنوع، والانصياع لرغبات إسرائيل، ونبكي على المروءة، وعلى الشعور الإنساني، أما الروح الإسلامية، فقد أصبحت محرمة، والحديث عنها مكروه، لأنها تسمى أيديولوجية وتطرفا وإرهابا!! والحمية والوحدة العربية أصبحت (موضة) قديمة، ولم نعد نأمل في شهامة ولا حمية، ولا حق لأهل محاصر عربي أو مسلم في استعادته إن اعترضته واعتدت عليه قوارب الإرهاب المقدس، لأن الإصرار على المضي قدما في طريق التحرير وكسر الحصار، أصبح "مغامرات غير محسوبة".
إننا نأسف شديد الأسف من صمت مخجل وغريب، وغاية في التجاهل للمشاعر الإنسانية، يهاجم الأحرار العزل في البحر،
خدعوكم ـ والله ـ بشعار التعقل والحنكة، وقالوا إن التبعية للصهيونية حكمة وسياسة وبراعة ودهاء وتقدير للموقف، خدعوكم بكلمات من مثل: "الوعي والحصافة، والحكمة"، ألم تعلموا أن كل جبان حكيم!!.
كم نأسف لشفاه وصحف وقنوات تهرف ضد المروءة، وضد الإنسان، وضد العقل وضد الكرامة، وتمجد تلك الشفاه كل خطل ما دام وراءه غنيمة، ورضاء للعدو، وهناك شفاه ستمجد كل بيان بأي محتوى، وستغرق في تزكية كل قول قيل، وإن كان وراءه مصدر مجهول أو غير مسؤول، ما دام يضمن لها في كل عرس قرصا!!
أما آن لكم أن تعلموا أن هذه الانعزالية المفروضة عليكم فيها نهايتكم بلا باكٍ ولا معين؟
ولهذا فستتركون يوما مصدر حياتكم وتقولون نصفه شيعة ونصفه ...
قائمة التنازل لا حد لها ولا خلاق.
غزة المحتلة المقهورة محاصرة، وتموت ببطء، وقد نفذت فيها كل الأساليب التدميرية النازية، وقد استشاروكم وحدثوكم وصرخوا في كل أطرافكم، فماذا فعلتم أيها المسؤولون العقلاء؟ تركتموهم يموتون جوعا وقهرا وعلى المعابر وتحت الإرهاب النازي، وتفرحون بكل نقيصة تصيبهم، لأنهم اختاروا الإسلام، ولم يختاروا الاستسلام.
وأنت أيها الثور الأسود متى ستعلم أنك على الطريق، وأنك سوف تبتلع في صمت القبور؟
إنكم تنتظرون دوركم، بل تنتظرون خسارة عظمى، يومها لا تلوموا الشامتين، وكان أولى بكم ألا تصدقوا المنافقين، والذين يزينون كل هوان ودناءة، ويحرمون الشعوب حتى من كتابة بيان!!
ولسوف يرقصون على جثثكم وعلى أرضكم وعلى عزتكم، لأنكم سمحتم أو ـ ربما ـ سمح أجدادكم بوجود الإسلام أو العروبة أو الكرامة يوما ما، وتلك جريمة سيحاسبكم عليها المنافقون.
تمدون من الآن أعناقكم المستسلمة، وبلادكم الخائفة أو المحتلة، ولو وقف من أبنائكم من يدافع عنكم لأهنتموه، ولقلتم عنه أهوج، ومغامر، ومتطرف وإرهابي، لأن هذه الكلمات مصنوعة هناك، وتقذف في الأفواه الفارغة، وتكون ثقافة لعقول سخيفة، ولهمم ميتة، ولرجولة منقوصة.
تفاهة العبارات، والتحذلق بالعقلانية والاتزان هي شرعة الجبناء المفلسين عبر الأمم، ولكن بقية من حياء فقط كان الناس يتمنونها.
لم نكن نتوقع منكم إلا مجاملة للمحاصرين وكلمات عزاء في جرحى وموتى قافلة الحرية، واستنكارا للنازية الإسرائيلية، وتنديدا واستنكارا للإرهاب المقدس، وللصهيونية الغادرة، لأننا نعلم أن ليس لديهم غير الكلام.
خاب أملنا ولو في الكلام الرخيص، وحتى القول يسقط من لسانك.
أحرار العالم يتطلعون إلى الموقف العثماني، ففيه بقية شهامة ومروءة، فإن ارتد عنها العرب، فقد قيض لها الله قوما ليسوا عنها بمرتدين ولا تاركين..
ولما هربت الرجولة والمروءة عن بلاد العرب بعيدا بعيدا، تجدد النداء لرجل في تركيا، وصرخ المقهورون: "وأردوغاناه"، فلكم أن تنادوا: وا أردوغاناه! إنه ليس المعتصم، ولا يستطيع أن يفعل كثيرا لثلاثمائة مليون عربي ومليار وثلث مسلم مغبون ومقهور ومأزوم، ولكن لأنه رفع شعارا للرجولة، وللحمية وللمروءة والإنسانية في وجه الإرهاب الصهيوني، فناداه المقهورون!