الملك تـُـبـَّـعُ ...... أولُ منْ كسا الكعبة َ... متى ؟ ولماذا ؟
يُعدُّ تـُـبـَّــع ُ الأولُ أحد الملــوك الذين حكموا العالمَ القديم ، وكان من خبره ِ أنه كان إذا دخل بلدة ً
يختار من أهلها عشرة حكماء يصحبهم معه في أسفاره وفتوحاته ، وكان عددهم بعشرات الآلاف ،
فلما وصل في مسيره إلى مكة لم يـُعظـِّمه ُ أهلها ، ولم يخضعوا له ُ ، فغضب لذلك ، وقال لوزيره :
كيف شاهدتَ أهلَ هذه البلدة – مكة – فإنهم لم يهابوني ، ولم يخشوا عسكري ! فقال الوزير :
إنهم عربٌ لا يعرفون شيئا ً ، ولهم بيتٌ يقالُ له الكعبة ُ ، وهم معجبون به ، ويسجدون فيه للأصنام .
فنزل الملك تبع بعسكره في بطحاء مكة ، وعزم على هدم البيت وقتل ِ الرجال ، وسبي النساء ،
فأخذه الله – تعالى – بالصداع ، وتفجر من عينيه وأذنيه ومنخريه وفمه ماءٌ مـُنتن ٌ الريح ، فا ستيقظ
لذلك ، وقال لوزيره : اجمع العلماء والحكماء والأطباء ، وتكلـَّـمْ معهم في أمري ، فجمعهم الوزير ،
وعرض عليهم الأمر ، ولكنهم لم يفلحوا في علاج الملك ، وقالوا : نحن نقدر على مداواة ما يعرضُ
من أمور الأرض ، وهذا شيءٌ من السماء لا نستطيع له ردَّا ً . ثم اشتد أمره ، ونفرت الناس عنه لنتن الرائحة ، فلما أقبل الليلُ جاء أحد العلماء إلى وزيره فقال له : إن كان الملك ُ يصدقني في حديثه عالجته ،
فاستبشر الوزير بذلك وقال له : قل ما شئتَ ، فقال : أريد الخلوة مع الملك ، فلما خلا مجلس الملك قال
له العالمُ : أيها الملك ، أنت نويتَ لهذا البيتِ سوءا ً ؟ قال: نعم ، نويتُ خرابه ، وقتلَ رجاله ، وسبي
نسائه ِ . فقال له العالمُ : أيها الملك ، هذه النية هي التي احدثت لك هذا الداء ، وربُّ هذا البيت قادرٌ يعلمُ
الأسرار ، فبادر وأخرجْ من قلبك ما هممتَ به من أمر هذا البيت وأهله ، ولك خير الدنيا والأخرة .
قال الملك : قد اخرجتُ ذلك من قلبي ، ونويتُ لهذا البيت المبارك ولأهله كل خير ، فلم يخرج العالـِــــــمُ
من عنده حتى برأ من علته ، وعافاه الله – تعالى – بقدرته ، فآمن بالله من ساعته ، وخلع على الكعبة سبعة أثواب ، وهو أولُ منْ كسا الكعبة َ