خبر وتعليق: أكبر تلسكوب في العالم
تم تدشين أكبر تلسكوب في العالم مؤخراً
ويأمل العلماء في أن يساهم في الوصول إلى أجوبة
على أصل نشأة الكون.....
خبر علمي
التلسكوب الجديد المقام على جزر الكناري، يمكن أن يصور "طبق طعام" على سطح القمر، من خلال المساحة العملاقة للسطح العاكس للضوء!!
ومن المتوقع أن يساعد العلماء في إيجاد أجوبة عن أصل الكون. ويعد "تلسكوب جزر الكناري الكبير" أو كما يشار إليه اختصارا (جي.تي.سي) الأكبر بين نحو 12 تلسكوباً مشابهاً في العالم. عن ذلك يقول فرانسيسكو سانشيث، مدير معهد الكنارى لعلوم فيزياء الفضاء في جبل روك دولوس موفاكوس بجزيرة لابالما: "هذا التلسكوب عجيب. إنه يشكل تحدياً كان الكثيرون يرونه مستحيلاً".
صورة لإحدى المجرات البعيدة عن كوكب الأرض والتي يقدر العلماء بعدها بسبعين
مليون سنة ضوئية، أي أن ضوء هذه المجرة استغرق 70 مليون سنة حتى وصل إلينا
وصوره العلماء!!! تأملوا ضخامة هذا الكون، كم تساوي أيها الإنسان أمام هذه المسافات؟!
هذا التلسكوب يضاهي ارتفاعه ارتفاع مبنى من 14 طابقاً ويبلغ قطر قبته 35 متراً. وتتيح إمكانية تحرك الضوء بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية مساعدة التلسكوبات على تسجيل صور لأحداث وقعت قبل آلاف الملايين من السنين. فكلما كبر حجم التلسكوب كلما زادت مسافة الضوء التي يستطيع رصدها، ما يجعله بالتالي أكثر قدرة على الغوص في الماضي.
ويضم التلسكوب الذي يعمل تجريبيا منذ عام 2007 مرآة أولية قطرها 10.4 متراً.
وعلى عكس جيل التلسكوبات الأقدم التي تكون المرآة الأولية فيها عبارة عن قطعة واحدة، فإن المرآة المقعرة لتلسكوب الكناري تتكون من 36 قطعة سداسية الشكل. أما مساحة السطح العاكس للضوء في التلسكوب الجديد فتبلغ 82 متراً، ما يجعله شديد الدقة لدرجة يمكن معها رؤية طبق طعام على سطح القمر.
وقد استغرق بناء التلسكوب تسعة أعوام!
ومن بين الصعوبات التي أدت إلى طول مدة إقامته رفع أجزاء التلسكوب الذي تزن 400 طن إلى واحدة من أفضل مواقع رصد الفيزياء الفضائية في العالم على ارتفاع 2400 متر. يُذكر أن تكلفة إقامة التلسكوب بلغت 130 مليون يورو.
ويستطيع التلسكوب الجديد بمرآته القوية رصد مجرات بعيدة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد العلماء على العمل لحل لغز أصول نشأة الكون. كما قد يوفر معلومات حول المكونات الكيميائية التي خلفها الانفجار الكبير، الذي تمخضت عنه نشأة الكون قبل 14 مليار عام.
كما يأمل العلماء في أن يوفر التلسكوب الجديد معلومات جديدة حول الثقوب السوداء والكويكبات، التي لم تستطع التلسكوبات الأقل تطوراً رصدها. وقد ينجح التلسكوب الجديد في اكتشاف مجموعات جديدة من الكواكب السيارة وربما يوفر دلائل للإجابة على السؤال حول ما إذا كانت هناك حياة على كواكب أخرى.
مجرة درب التبانة أو درب اللبانة حيث تسبح مجموعتنا الشمسية في فضاء أحد
أطرافها، هذه هي مجرتنا كما تبدو من على سطح الأرض... انظروا كم تحوي من نجوم،
يقدر العلماء حديثاً بأن هذه المجرة يمكن أن يصل عدد النجوم فيها إلى 400 مليار
نجم!!! تصوروا أن الشمس هي مجرد نجم لا يكاد يرى من بين نجوم هذه المجرة، فكم
هذا الكون واسع وكبير.. لابد أن الخالق تعالى أكبر وأعظم، ربما عزيزي القارئ
أصبحت الآن تتذوق حلاوة هذه العبارة التي تكررها وتسمعها مراراً "الله أكبر"!!!
تعليق وأمنية
أحبتي في الله! انظروا كيف يتسابق الغرب على إنشاء المشاريع العلمية والتي تخدم البشرية وتقدم المعرفة. فهذه هي الأندلس التي كانت منارة للعلم تشع نور المعرفة على العالم عندما كانت أوربا تتخبط في ظلام الجهل، وكان المسلمون يملكون ناصية العلم والمعرفة قبل عدة مئات من السنين، ولكن كيف حالنا اليوم؟!
وينبغي ألا ننسى بأن مثل هذا التلسكوب العملاق ومن قبله الكمبيوتر العملاق وغيره من المخترعات العلمية هي وسائل سخرها الخالق عز وجل، لنكتشف بها أسرار الكون ونستيقن بعظمة الخالق تبارك وتعالى، وندرك خلق السموات والأرض وندرك صدق كلام الحق جل وعلا عندما قال: (لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57].
إن الدعوة للبحث عن أسرار الخلق وبداياته بدأها القرآن قبل أربعة عشر قرناً عندما وجَّه نداء للبشر بقوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20].
ولذلك فإننا كمسلمين أولى بالاستجابة لهذا النداء الإلهي، لأن الغرب يبحث عن أسرار الخلق من دون هدف ولمجرد حب المعرفة أو السيطرة على العالم...
ولكن الله تعالى حدّد لنا الهدف في قوله تعالى: (ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ) أي لنتخذ من هذه الكشوفات والحقائق العلمية وسيلة لإدراك أن الله قادر على إعادة الخلق، ولكن الغرب اليوم وللأسف يستخدم هذه الحقائق العلمية لمزيد من الإلحاد!
ونقول إن أقل شيء يمكن أن نقدمه لخدمة القرآن أن نفهم القرآن! وبما أن القرآن يأمرنا بالبحث والدراسة لأسرار الخلق وأن ننظر إلى الكون من حولنا فينبغي أن نتأمل هذا الكون استجابة لنداء الحق جل جلاله: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101].
ولذلك فإن أقل شيء يمكن لأحدنا أن يفعله أن يتدبر آيات القرآن الكونية وأن يقول: سبحان الله!
ـــــــــــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
مصدر المعلومة:
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,4512138,00.html