بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد،،،
فإن مواسم الطاعات عند المسلمين تتوالى على مدار العام رحمة من الله بعباده وتحبباً إليهم، ومواسم أهل المعصية وأهل الفسق والظلام تتوالى عليهم وهي من الله عز وجل إمهال وإيغال بهم في وحل المعصية والذنب.
وكل حريص على استغلال موسمه خير استغلال.
فترى الصالح إذا أقبل موسم الطاعة شمر له الساعدين وطهر له البدن وتوجه بقلبه إلى ربه سائلاً إياه القبول.
والعاصي حاله على النقيض من ذلك في جوانب وعلى ذات المنوال في جوانب أخرى، فهو أيضاً يشمر ساعديه ولكنه يلهث كالسبع منقضاً على فريسته، لا يرقب فيها إلا ولا ذمة، يدنس بدنه وروحه بدمها، بالمال الحرام، بالمسمع الحرام، والمأكل الحرام، والقلب عندئذ صادٌ معرض بعيد عن المولى، مقبل بكليته على معبوده من درهم ودينار وكأس وغانية.
ويعود علينا موسم شهر رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ويعود معه هذا الموقع المبارك بحلته الجديدة ليقدم لكم كل ما تحتاجونه في هذا الشهر الكريم ونتركك أخي الزائر لتتجول في جنبات هذا الموقع والذي نأمل تجدون به ضالتكم ونسأل الله أن يبارك لنا في هذا الشهر ويجعلنا فيه من المقبلولين إنه على ذلك قدير .
اخواني اخترت لكم اسئله واجوبه رمضانيه لكم واني احتسب الاجر لا تنسونا بالدعاء ولاتنسون الاستفادة منه.
1-هل يجوز للمأموم في صلاة التراويح أن يمسك بالمصحف خلف الإمام ؟.
<B>الجواب:
الحمد لله
الأفضل له ألا يفعل ، ويستمع لقراءة إمامه وينصت لها .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما حكم حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح ؟
فأجاب :
" لا أعلم لهذا أصلا ، والأظهر أن يخشع ويطمئن ولا يأخذ مصحفا ، بل يضع يمينه على شماله كما هي السنة ، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد ويضعهما على صدره ، هذا هو الأرجح والأفضل ، وأخذ المصحف يشغله عن هذه السنن ، ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات والآيات وعن سماع الإمام ، فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنة ، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف ، فإن كان عنده علم فَتَح على إمامه ، وإلا فتح غيره من الناس ، ثم لو قدر أن الإمام غلط ولم يُفتح عليه ما ضر ذلك في غير الفاتحة إنما يضر في الفاتحة خاصة ؛ لأن الفاتحة ركن لا بد منها أما لو ترك بعض الآيات من غير الفاتحة ما ضره ذلك إذا لم يكن وراءه من ينبهه ، ولو كان واحد يحمل المصحف على الإمام عند الحاجة فلعل هذا لا بأس به ، أما أن كل واحد يأخذ مصحفا فهذا خلاف السنة " انتهى .
وسئل رحمه الله :
بعض المأمومين يتابعون الإمام في المصحف أثناء قراءته فهل في ذلك حرج ؟
فأجاب :
" الذي يظهر لي أنه لا ينبغي هذا ، والأولى الإقبال على الصلاة والخشوع ، ووضع اليدين على الصدر متدبرين لما يقرأه الإمام ، لقول الله عز وجل : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) وقوله سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا ) " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 11 / 340 – 342 )
2-هل يجوز لمن تعاني من الوسواس في الصلاة أن تصلي بأخواتها صلاة التراويح وتأمُّهن في البيت ؟.لا بأس أن تصلي هذه المرأة بأخواتها صلاة التراويح جماعة ، وتؤمهن ما دامت قائمة بشروط الصلاة وأركانها وواجباتها ، ولعل هذه الإمامة تعينها على ضبط نفسها ، وعدم الاستجابة للوسوسة .
والمتوقع أن الشكوك ستنحسر ، وضبطها للصلاة سيزيد مع وجود الجماعة اللاتي يصلين خلفها .
والله أعلم .
3-يحين موعد عملي قبل أن ينتهي الإمام من صلاة التراويح وأنا محتاج للذهاب للعمل ، فماذا أفعل ؟.
(لمن يعاني من الضغط في عمله)
صلّ معه ما استطعت من صلاة التراويح جماعة ، ولا بأس أن تنصرف إلى عملك بعد ركعتين أو أربع أو ست ونحو ذلك ثم تكمل الصلاة في بيتك وتوتر في آخرها .
وإذا وجدت مسجداً يصلي مبكراً واستطعت إكمال الصلاة معه ثم الذهاب للعمال فهذا أحسن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي (806) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
والله أعلم .