تقرير يؤكد تورط القوات الأمريكية بأنشطة تنصيرية في أفغانستان
الاثنين10 من جمادى الأولى 1430هـ 4-5-2009م
مفكرة الإسلام: كشف تقرير إعلامي نُشر اليوم الاثنين عن تورط جنود الاحتلال الأمريكي بأفغانستان في أنشطة تنصيرية تضمنت توزيع نسخ من الأنجيل بلغات محلية على السكان المحليين.
جاء ذلك على لسان "بريان هيوز"، منتج الفيلم الوثائقي "المهمة الأخرى للوجود الأمريكي في أفغانستان"، والذي كان عسكريًا سابقًا في أفغانستان و"رأى كل شيء مما يجري خلف الأبواب الموصدة"، كما جاء بالتقرير.
وبثت قناة الجزيرة الإخبارية تقريرًا مصورًا أظهر نسخًا من الأنجيل بلغة الباشتو والداري في حوزة جنود أمريكيين في قاعدة باجرام الجوية القريبة من العاصمة كابول، التي تعد واحدة من أكبر قواعد الاحتلال العسكرية في أفغانستان.
وأضاف التقرير أن هذه النسخ من الأناجيل طبعت وشُحنت إلى قاعدة باجرام من "مكان ما" لم يكشف عنه، مشيرًا إلى أن هذه النسخ كُتبت بلغتين من أهم لغات الشعب الأفغاني هما الباشتو والداري؛ من أجل توزيعها على المواطنيين المحليين.
ونقل التقرير عن هيوز قوله: "ليس واحدٌ من هؤلاء الناس يتحدث لغة الأفغان وهم لا يزعمون أنهم يتعلمون لغة الباشتو أو لغة الداري بقراءة الأناجيل المكتوبة بها"، مؤكدًا أن "السبب الوحيد لوجود هذه الأناجيل هو توزيعها على الأفغان".
وتابع قائلاً: "أنا أعلم أن هذا خطأ، ولهذا؛ فإن تصوير وتوثيق هذه المسألة أمر على قدر من الأهمية".
خرقٌ للدستور الأمريكي وللنظم العسكرية:
وأوضح هيوز أن ما تقوم به هذه الجماعة من العسكريين الأمريكيين يشكل خرقًا واضحًا للدستور الأمريكي وللنظم العسكرية وللقوانين السارية في أفغانستان.
إلا أن التقرير يلفت إلى أن هذه العصبة الدينية الإنجيلية الناشطة في قاعدة باجرام تأخذها حماستها التنصيرية بعيدًا فما يعنيها أي قانون ينتهك.
وتُظهر المشاهد المصورة التي صاحبت التقرير المقدم غاري هينسلي رئيس أساقفة الجيش الأمريكي في أفغانستان، وهو يعظ الجنود في باجرام بحماسة قائلاً: "القوات العسكرية الخاصة تصطاد الرجال، ونحن كمسيحيين نفعل الشيءَ نفسَه نصطاد الرجال للمسيح .. أجل، نصطادهم فليجرِ وراءهم مبشرو السماء من أجل ضمهم إلى مملكة المسيح، هذا ما سنفعله وهذه قضيتنا".
ويتابع متحدثًا إلى الجنود الأمريكيين: "نادوا باسم المسيح فمهمتنا أن نكون شهودًا له. تقولون: هل هذا يعني أننا "مبشرون"؟ .. نعم، نحن كذلك".
وأشار التقرير كذلك إلى أن عسكريين أمريكيين يتوجهون إلى المؤسسات الأفغانية؛ بهدف ممارسة التنصير على السكان المحللين، مدللاً على ذلك بما فعله النقيب "إيميت فيرنر"، وهو أسقف في الجيش الأمريكي في أفغانستان، عندما توجه إلى إحدى المستشفيات الأفغانية، وأخذ يتحدث إلى امرأة أفغانية معبرًا لها عن تعاطفه في محاولة منه لتنصيرها.
منظمات الإغاثة وأنشطة التنصير:
يذكر أن لكثير من منظمات الإغاثة الإنسانية والمؤسسات الخيرية الأجنبية في أفغانستان صلاتٍ قويةً مباشرة أو غير مباشرة بمنظمات مسيحية.
وكانت حركة طالبان الأفغانية قد خطفت نحو 23 شخصًا من بعثات تنصيرية كورية جنوبية ومن بين التهم التي وجهت لهم محاولة تنصير مسلمين، وقُتل اثنان من المجموعة بينما أفرج عن الباقي وجمعيهم تقريبا من النساء بعد صفقة سرية معقدة.
وفي شهر يناير من العام الماضي، طلب المجلس الإسلامي بأفغانستان الذي يضم علماء دين من مختلف مناطق البلاد، ويتمتع بنفوذ واسع لكن ليست له سلطات ملزمة، من الرئيس حامد كرزاي منع جماعات الإغاثة الأجنبية من تنصير السكان المحليين.
وقال المجلس في بيان: "إن المجلس يشعربالقلق بشأن أنشطة بعض المنظمات التبشيرية والإلحادية وتعتبر هذه الأنشطة مخالفة للشريعة الإسلامية والدستور وتتعارض مع الاستقرار السياسي".
وأضاف البيان "إذا لم يمنع ذلك لا قدر الله فستحدث كارثة لن تؤدي لزعزعة الاستقرار في البلاد فحسب بل في المنطقة والعالم بأسره".
وأكد أحمد جبريالي وهو عضو بالمجلس وأيضًا برلماني نقلاً عن "مصادر موثوق بها" أن بعثات تنصيرية لم يذكر اسمها لها مكاتب في كابل والأقاليم بهدف تنصير الأفغان.
وحذر من أن بعض المنظمات غير الحكومية تشجع الأفغان على تغيير ديانتهم، وتعطيهم كتبا وتعدهم بالسفر للخارج.