القابضون على الجمر (إهداء لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)بقلم : الشيخ / محمد خطاب والسيدة /ماجدة عمرو
لا نجيز أمام الله نقل المقال قبل الإشارة لكاتبه ومكان النقل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوما تزال الحرب الخفية أحياناً والمعلنة أحياناً على أشدها بين الفريقين من المسلمين وأعدائهم والحرب تأخذ وجوهاً عديدة والعدو ما يزال يقاتل بوجهه أو من وراء وجوه الخديعة ممن هم من جلدتنا وينطقون بألسنتنا والثغور لم تعد فقط على أطراف حدودنا بل أصبح كثيراً منها داخل بلادنا بل وملاصق لكثير من دورنا.نعم فالثغور لم تعد مقصورة على حدود البلدان بل أصبحت على حدود الدين ولقد علم عدونا أوجه تدمير الأمة فاجتهد لضربها عن طريق طريق ضرب القائمين عليها .أقول ما لا يخفى عليكم أيها المرابطون على ثغور الداخل من أبناء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإن عدوكم علم أن مناط الخيرية بهذه الأمة موصول العرى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"آل عمران 110و لقد علم أيضاً أن تدميرها في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن : "أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى أخاه فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع؛ فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض. ثم قال: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَوَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ، كَانُواْلاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" المائدةوقال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح:"إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ".فكل الغرض أيها المرابطون ان يكثر الخبث الذي تحمون الأمة منه فتهلك الأمة بكسرته وفي الحديث "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استيقظ في بعض الليالي فزعا وهو يقول: لا إله إلا الله "ويل للعرب من شر قد اقترب". فقالت زينب -رضي الله عنها-: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".ولعل الناظر يعرف كم هو عظيم شأن إمركم وأنكم من أهم حراس العقيدة بالبلاد التي أوحى الله فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأن تدميركم تدمير لباب عظيم مغلق من وراءه سيل من الأفات والشرور تهلك الأخضر واليابس من بلاد الإسلام وأبناؤه قال صلى الله عليه وسلم: "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"راوه الترمذيوكذلك فالخسران يلحق بابن آدم ما لم يقم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : " والعصر* إن الإنسان لفي خسر*إلا اللذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"ووالله إن الأمر لخطير وإن إنعدام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فرقة للأمة وبث للكراهية بين أبنائها ومخالفة لما أمر ربهاقال ابن تيمية رحمه الله: (فالأمر الذي بعث الله به رسوله هو الأمر بالمعروف والنهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر، وهذا نعت النبي والمؤمنين، كما قال تعالى:"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ"فيا أبناء الهيئة يا أصحاب الدرجة الأولىفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي سعيد: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل". إثبتوا فإنكم على الحق والأمة من وراءكم ونحن أمانة في أعناقكم