تمثال الحريةشعر : زياد السلوادييا واقفا في حمى "نيويورك"مغروساتزهو بحملك فوقالرأس فانوسا
اقعد فلو كنت تدري أو تحس لما وقفت إلا على كفيك معكوسا
أو كنت تقفز جوف البحر منتحرا أو كنت تقضي حزين النفس مفروسا
فما وقوفك في "نيويورك" مدّعيا حرّية نورها قد بات مطموسـا
في ظلّ قوم لهم في الظلم سابقـة في كلّ أرض أقاموا الذلّ والبؤسا
نادوا بحرّية الإنسان من زمــن واستعبدوه بها مكرا وتدليسـا
في كلّ ركن من الأركان قد زرعوا لصّا وعينا وناظورا وجاسوسا
خوفا على الظلم من عدل يحيق به إن دقّ حرّ بباب الحقّ ناقوسا
يبدون للناس ثوب الطهر في ورع وتحت أثوابهم يخفون إبليسا
يا شامخ الرأس مزهوّا بشعلتــه على حساب أناس طأطئوا الروسا
يا أعور القلب كيف الحقّ تقلبـه أم كيف زوّرت للأفهام قاموسـا
باسم التحرّر تغزوا الناس من زمن أم صرت بالبطش والإرهاب مهووسا
هذي أساطيلك الهوجاء ما حملـت إلا تتارا وأوباشـا وهكسـوسـا
النسل تهلكــه والحرث تهتكـه والشرّ تتركه في الأرض محروسـا
كفى غرورا كفى ما عدت معتبرا عند العبيد ولا الأحرار ناموسـا
وابصق على النار ما عدت الجدير بها فالنار قد أسقطت عنك "الكواليسا"
حتى بدا وجهك المسودّ من صلف بوما وكان بعين الأمس طاووسـا
وكنت قبلة أمن يشرئبّ لهـــا عنق تنكّس بالإرهاب تنكيســا
فصرت موطن إرهاب تنظّمــه عقليّة أسست للشـرّ تأسيسـا
يا أيها الصنم المأفون كم خدعت بك الشعوب وقد ظنّتك قدّيسـا
هل أنت إلا عن القانون منحرف وخارج كان في الأحرار مدسوسا
فاخلع رداءك قد ذابت نضارته وانسج جلود شعوب الأرض ملبوسا
بذاك يظهر فيك الشرّ صورتـه فطالما كان فيك الشرّ محبوســا