السلام عليكم
اقدم لكم من كتاب (إشراقات ) للشيخ الدكتور عائض القرني
بصراحة كتاب جدا مفيد وبأسلوب مشوق وعلى شكل مواضيع منفصلة بعيدا عن الاطالة ,
أتمنى من الجميع اقتناء هذا الكتاب لما فيه من الدرر والكلام الرائع الذي يدخل القلب قبل العقل
هذا بعض ما استطعت نقله لكم
(فلا تزكوا نفسكم هو اعلم بمن اتقى )
ما اجهل الإنسان إذا زكى نفسه وشهد لها بالفضائل وبرأها من الرذائل , وما اثقل كلامه وهو يستعرض على ربه
وعلى الناس مناقبه ويسوق محامده ويذكر حسناته , ويخفي عيوبه وسيئاته .
لماذا لايترك العبد تزكيته نفسه لربه , فهو الذي يزكي من يشاء وقوله الحق.
لماذا لايدع الإنسان أعماله تتحدث عنه لا أقواله , ويجعل إحسانه يتحدث لا لسانه ؟!
فيا من أخفيت عن الناس العيوب , وسترت عن العيون الذنوب , نسألك يالله صلاح القلوب فإنك علام الغيوب.
(يحبهم ويحبونه)
اخبر الله عن أوليائه الصادقين ,وعباده الصالحين , بأنه يحبهم ويحبونه !!
(يحبهم) : فهو خلقهم ورزقهم وأطعمهم وسقاهم وكفاهم وآواهم ثم أحبهم , وهو الذي ربـّاهم وهداهم
وألهمهم رشدهم ثم أحبهم , وهو الذي انزل عليهم الكتاب , وأرسل عليهم الرسل , وبين لهم المحجة ,
وأوضح لهم الحجة , ثم أحبهم ....... فيا له من فضل عظيم , ومن عطاء جسيم . (أسال الله إن نكون أنا وأنت وأنتي منهم ).
(يحبونه): كيف لايحبونه وقد أوجدهم من العدم , وأطعمهم من الجوع , آمنهم من خوف , وكساهم من عري ؟!!
كيف لايحبونه وهو الذي وهب لهم الأسماع والأبصار, وحماهم من الأخطار , وحفظهم في سائر الأقطار؟
كيف لايحبونه وهو الذي وهب لهم الأموال, ورزقهم بالأولاد , وأغدق عليهم بالأرزاق ؟!!
كيف لايحبونه وقد سخر لهم مافي البر والبحر, أرسل لهم من السماء الماء,وشق لهم الأرض بالنبات ؟!!
فليت من له مقام في دنيا المحبين أن يتذوق هذه المعاني في هذه الآية الكريمة ( يحبهم ويحبونه), وينقلها رسالة
قوية لعشاق الفن والمجون, ومحبي العيون السود , والخدود والقدود , ؛ ليعلموا إن حبهم منقوص هابط, وحياتهم
ذاوية ذابلة , وقلوبهم خاوية خربه , ونفوسهم ظالمة ظامئة؛ فالحب لا يكون إلا لأولياء الله ولا يكون لمن عصى الخالق
الجبار, وأعلن المعصية بالليل والنهار .....
(فهل سنستمر في حبنا لمن عصى الله, ولا نحب من أحب الله)؟؟!!
فيا من خلقتنا ثم رزقتنا أسالك اللهم إن تهدينا لأقرب من هذا رشدا وتجعلنا ممن أحببت في عبادك الصالحين
(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)
بذنوب العباد فسد الهواء, بخطايا الناس تكدر الماء, بسيئات بني ادم تعطلت الأرزاق, كان ادم في الجنة
فأكل من الشجرة, واهبط إلى الأرض لتبدأ رحلة الصراع بين الخير والشر والحق والباطل.
إن خطايا الخلق تظهر في عقوبات الإله , يجدها الإنسان في الكون من احتباس القطر, وهوج الريح, وقصف
الرعد ,وهيجان البحر , وغلاء الأسعار , وشح الموارد وجدب الديار ؛ لان الذنب مشئوم , والخطيئة عقيمة ,
والسيئة قاتله ...
كيف تصلح الأرض وقد اغضب من في السماء, كيف يسعد المخلوق وقد خالف الخالق , كيف تقوم للناس حياة
و واهب الحياة سبحانه يعصى ويتجاهل أمره !!!
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
من النفس يبدأ التغير , إن خيرا فخير , وان شرا فشر , من صلح حاله بقيت نعمته , ودامت عافيته ,
واستمر الهدى معه ( والذين امنوا فينا لنهدينهم سبلنا ), ومن فسد واعرض حلت به النقمة ,
وأدبرت عنه النعمة, ونزل به الشقاء : (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم).
هل يظن العبد أن الهداية سوف تطرق عليه بابه وتسال عنه في مضجعه !!
كلا , فالهداية يبحث عنها في كتاب الله المشرق المغدق المنير , في السنة المطهرة النقية,
في التبرأ من المعتقدات الخاطئة , والشبهات المهلكة ,والشهوات القاتلة.
منقول
الله يجزاها خير كاتبة الموضوع
دمتم في أمان الله