<img src='http://www.assabeel.net/images/7413_1.jpg' border='0' alt='user posted image' />
وصف اول معتقل اردني افرجت عنه القوات الامريكية من معتقل غوانتانامو في كوبا ما حدث في المعتقلات الامريكية في افغانستان وكوبا بانه افظع بكثير مما حدث في «ابو غريب» في العراق، وقال ان ما حدث في ابو غريب هو نزهة بالنسبة لما حدث في افغانستان وغوانتانامو.
وروى «وسام عبد الرحمن» الملقب بـ«ابو عبيدة» تفاصيل رحلته في الاعتقال التي استمرت من 3/1/2002 وحتى شهر نيسان من عام 2004، وتاليا نص الحوار:
السبيل: كيف بدأت قصتك مع الاعتقال وما الذي بعث بك الى المعتقلات الامريكية؟
- كنت خارجاً انا وزوجتي واطفالي مع جماعة التبليغ الى باكستان لمدة اربعة شهور في عام 2001 في لاهور وفي طريق عودتنا عدنا عن طريق ايران وهذه طريق معتادة لجماعة التبليغ في الاردن، وذهبنا الى هناك بتأشيرة ايرانية رسمية انا واصدقاء لي واطفالهم ووصلنا الى منطقة زاهدان عند احد افراد جماعة التبليغ الذي استضافنا، وهناك حضرت قوات الأمن الايرانية واعتقلتنا وابقت اطفالنا عند صديقنا، وحقق معنا الايرانيون وابلغناهم اننا تبليغ ودعوة واننا دخلنا بجوازات رسمية الى ايران وبتأشيرات من السفارة الايرانية في باكستان، والحقيقة انهم لم يسيؤوا لنا، واخبرونا انهم سيفرجون عنا، الا اننا تفاجأنا بتسليمنا للامريكان.
السبيل: كيف تم ذلك؟
- جاءت طائرة امريكية الى مطار طهران عليها رجال أفغانيين تسلمونا من الايرانيين واودعونا في الطائرة.
السبيل: نريد ان نبدأ معك من تجربة الاعتقال لدى الامريكان متى وكيف بدأت؟
- الحقيقة انني من جماعة التبليغ منذ بداية حياتي واقوم بجولات الدعوة في الاردن والكثير من انحاء العالم وقصتنا بدأت عندما قامت الحكومة الايرانية بتسليمنا للامريكان، حيث جاءت طائرة امريكية يقودها افغان الى مطار طهران وهناك جرى تسليمي لهم وما ان وصلت الى كابول حتى قام الامريكان باستلامي من بوابة الطائرة واخذوني ووضعوني في سجن.
السبيل: هل اخبرك الايرانيون ما سبب تسليمك؟
- لا، انا لا اعرف سبب التسليم ولا يوجد هناك اية تهم وجهت لي لا في ايران ولا في كابول، ولكن الامريكان عندما استلموني حققوا معي وسألوني عن اسمي وجنسيتي وعمري ومعلومات عن عائلتي فقط، وسألوني عن علاقتي بالقاعدة فاخبرتهم انه لا علاقي لي بالقاعدة، ومن ثم وضعوني في سجن في ظروف استعيذ بالله كلما اتذكرها، كنت اعيش في ظروف لا يمكن تخيلها من بشر او ان يقوم بها بشر. مكثت في افغانستان متنقلا بين السجون الامريكية سنة وشهرين، المرحلة الاولى كانت في سجن تحت الارض، كنا عشرة اشخاص جاؤوا بنا من ايران في غرفة صغيرة جدا.
السبيل: ما هي جنسياتكم؟
- كنا ثلاثة يمنيين وواحداً تونسياً، وواحداً عراقياً وانا اردني وواحداً من طاجيكستان، وافغانيين وواحداً اوزبكياً، ووضعونا في غرفة حجمها 2.5م2، ومنذ اعتقالنا في هذه المرحلة لم نُسأل، سُئلنا فقط في المرة الاولى عن معلومات عامة ثم ألقينا في هذه الغرفة الصغيرة جدا، وتركنا في هذه الغرفة لمدة 77 يوما لم يشاهدنا احد او يقم بسؤالنا او يخبرنا عن التهم الموجهة لنا، وطوال هذه الفترة بلحظاتها وليلها ونهارها كنا ننتظر احدا يطل علينا ليسألنا او يوجه تهما لنا دون جدوى، عشرة اشخاص في غرفة حجمها 2.5م2 لمدة 77 يوما تخيل بنفسك هذا المشهد!!
السبيل: كيف كانت هذه الغرفة، صفها لنا بدقة؟
- الغرفة مظلمة جدا لا نميز فيها الليل من النهار، كانوا يعطوننا خبزة صغيرة جدا في الصباح واخرى في المساء.. اما الوجبة الرئيسية في الغداء فكانوا يعطوننا صحن ارز صغيراً جدا.
السبيل: هل كان السجن هذا في قاعدة باغرام؟
- لا، هذا السجن فندق بالنسبة لباغرام.
السبيل: كيف كنتم تنامون في هذا الوضع؟
- كنا ننام. ارجلنا فوق رؤوس بعضنا في غرفة مظلمة ولا يوجد فيها اي متنفس ولم نر الشمس ولا مرة واحدة خلال الـ 77 يوما.
السبيل: الاوضاع الصحية من حمام وغيره هل كانت متوفرة؟
- تصور انهم كانوا يقولون لنا انه يسمح لنا بالغسل بالماء البارد في حمام مجاور في وقت كان فيه الثلج سماكته اكثر من 2.5م في الخارج، والحمامات التي عندهم لا يوجد فيها ماء الا نادرا، وحمامات مغلقة تدخل عليها وكأنك تدخل على كهف مغلق، وتشم الروائح الكريهة عن بعد امتار طويلة والادهى من ذلك انك لا ترى شيئا..
السبيل: ألم تغتسلوا لمدة 77 يوما؟
- انا بالنسبة لي كنت اغتسل حتى بالماء البارد مجبرا لأنني لا اطيق ان ابقى دون اغتسال لفترة طويلة.
السبيل: وماذا حدث بعد ذلك؟
- نقلونا الى سجن اخر اسمه «رئاسة نمبر سي» بالفارسية، اي «الرئاسة رقم ثلاثة» بالعربية، وتم وضعنا حينها في زنازين انفرادية، وبقينا على نفس الوجبات، مع انتشار الامراض بيننا دون وجود ادنى عناية طبية، فانا كان عندي جرثومة في المعدة عالجوني منها بعد سنتين، واصبت بضغط الدم ولم اعرف الا بعد النقل لغوانتانامو والسبب هو عدم وجود طبيب يعتني بنا، نزل وزني في تلك الفترة الى 40 كيلوغراما، وبقينا على هذا الحال ننتظر شخصاً يقول لنا لماذ نحن موجودون هناك، وبعد سنة كاملة جاء الامريكان للتحقيق معنا لماذا نحن في افغانستان، وكانت المأساة ان المحققين الامريكيين جاؤوا ومعهم مترجمون امريكان والله انهم لا يعرفون العربية، وكان يصعب علينا افهام المترجم ماذا نريد، تصور درجة الاستهتار التي عندهم يحضرون لنا مترجمين لا يعرفون العربية للتحقيق في اكبر قضية في العالم، وشعرنا عندها ان مصيرنا هو السجن سواء كنا بريئين ام مذنبين لانه لا يوجد احد يفهم علينا.
السبيل: حول ماذا كان يدور التحقيق وكم استمرت هذه المرحلة؟
- كانوا يسألوننا عن سبب مجيئنا الى باكستان وسبب توجهنا الى ايران والى اين كانت نيتنا الذهاب بعدها، والمعلومات الشخصية التي حقق معنا حولها وماذا نعرف عن القاعدة واسامة بن لادن وابو مصعب الزرقاوي الذي لم اعرف اسمه من قبل الا عند الامريكان، رغم انني من الزرقاء الا انني لم اعرفه من قبل في حياتي.
ثم نقلنا الى زنازين جديدة ايضا كانت مظلمة، ووالله اننا لسنة وشهرين لم نر الشمس، والزنازين الجديدة كانت في قاعدة باغرام وهناك حدث بالضبط ما رأيناه على الفضائيات في ابو غريب، يعروننا من ملابسنا ويصوروننا باوضاع شائنة.
السبيل: صف لنا بدقة ماذا كانوا يفعلون ان امكن؟
- كانوا يمددوننا على الارض وكانت اعيننا مغطاة كما كانوا يغطون الاذنين ويضعون كمامات على اذني وفمي، وكان هناك سلسلتان في يدي وسلسلتان في رجلي، وانا الحقيقة لدي فهم باللغة الانجليزية وكنت اسمع الجنود وهم يسبون علينا وكانوا يدعسون على رؤوسنا ويركلوننا بشكل مهين جدا،
وكانوا يقولون كلاما بذيئا ضد امهاتنا وزوجاتنا، وكانوا يحضرون الكلاب، فكان الكلب ينبح علينا وانا مغمى العينين والاذنين ولا اعرف ماذا يحدث حولي، والكلب كان يشم صدري ورجلي وانا اتخيل ان الكلب سيلتهمني في اي لحظة،
وهكذا دواليك، واثناء ذلك كانوا يشغلون منشارا كهربائيا للخشب وكانوا ينشرون اشياء مترافقا مع صوت صراخ شديد، فكنت اتخيل انني سأنشر عاجلا ام اجلا، وبعد ذلك ادخلوني على غرفة ورفعوا عن عيني فوجدت اعلام امريكا في كل مكان ورجلاً اسود يقف امامي مباشرة ويصرخ في وجهي ليقول: «انت الان في سجن امريكي وسوف تمضي هنا بقية حياتك ولن ترى اهلك وزوجتك واولادك»،
فحاولت سؤاله لماذا، فاجابني ممنوع السؤال والنقاش في هذا السجن. هذه هي الديموقراطية التي جاءت بها امريكا لنا! وقال لي ان في هذا السجن خمس قواعد يجب عليك الالتزام بها وهي لا تسب ديني، ولا تسأل عن شيء، ولا تقول لا نهائيا، ولا تعترض على شيء.. ونسيت الخامسة، ثم قال لي ان معي ثانيتين لأتعرى من ملابسي في غرفة مليئة بالنساء والرجال، وكان هناك محققون يقفون كما كنا نراهم في الافلام في زاوية وينظرون الينا بطرف عين.. وكان عددهم اكثر من عشرين رجلاً وامرأة..
السبيل: هل تعريت طوعا؟
- لا، قلت له: كيف أتعرى من ملابسي وانا مسلم، ثم قاموا بتعريتي بالقوة، ثم قام عسكري بامساكي وتثبيتي وجاء رجل وصورني «عاريا».. وهناك كان الطبيب يفحصنا فحصا واحدا كلما يتم تعريتنا من ملابسنا، وهو فحص الشرج فقط، لا يوجد لدى الاطباء الامريكان سوى هذا الفحص ويتخلل ذلك ضحك بطريقة حقيرة من النساء الموجودات، والرجال يتكلمون كلاما بذيئا.
السبيل: وماذ بعد ذلك؟
- قاموا باعطائنا بدلات السجن الحمر، والمضحك المبكي انك اذا كنت تحتاج مقاسا كبيرا يعطونك بدلة صغيرة الحجم، واذا كنت صغير الحجم يعطونك بدلة كبيرة الحجم، وبعدها قالوا لي ان هذه فرصتي الاخيرة لأتكلم عن القاعدة، فطلبت منهم ان يذهبوا لأحد افراد القاعدة لسؤاله فليس لدي شيء عن القاعدة.
السبيل: كيف كانت الظروف الصحية في باغرام؟
- كان مكان الغسل هناك مكاناً مفتوحاً لا ستار فيه، وقبل ذلك كانوا قد حلقوا لي لحيتي وشعري وعروني من ملابسي مع صيحات الضحك والاستهزاء.
السبيل: وكيف كنت تشعر في تلك اللحظات؟
- شعوري ان كل ما يفعل بي سببه انني مسلم وكان شعوري ان كل ما يحدث لي له نهاية واحدة وهو قتلي في النهاية ولم يكن لدي امل بنسبة واحد في مليار انني سأخرج حيا وانهم لن يسمحوا لانسان بالخروج ليتحدث عن اوجه الديموقراطية الامريكية في السجون..
السبيل: كم استمرت فترة باغرام؟
- حوالي اربعين يوما تضاف الى السنة والشهر السابقة، وبعدها جاؤوا يوما ووضعوا الكمامات على اذني وفمي وانفي وقيدوني بالسلاسل من يدي ورجلي ووضعوني في مكان مع مجموعة كبيرة من المعتقلين وكانوا قد اعطوني رقما وكان علي ان اقف كلما ينادون رقمي وهذا يحدث كل ثلاث ساعات على مدار الاربع وعشرين ساعة، وكان ممنوعا الحديث مع اي أحد ممن حولك او النظر اليه، ولم اعرف نهائيا من معي في تلك المرحلة.
السبيل: كم كان العدد في تلك المرحلة؟
- حوالي سبعين الى ثمانين، واذا حدث ان شخصا تكلم مع اخر كانوا يضعونه في قفص يوجد فيه خطاف وحبل متدل منه وكانوا يقيدونه بعد ان يغموا عينيه ويعلقونه مدة اسبوع كامل وكانوا يفكونه فقط مدة ساعة واحدة. الطعام كان ثلاث وجبات في باغرام، الفطور الساعة السادسة صباحا والغداء الساعة الحادية عشرة ظهرا والعشاء قبل العصر. وبقية الاربع وعشرين ساعة كنا نموت من الجوع.
السبيل: هل كان يسمح لكم بالصلاة؟
- كان اخبارنا بوقت الصلاة مزاجيا، احيانا يخبروننا بوقت الصلاة واحيانا لا، وكان يطلبون منا الصلاة بسرعة، بعد ذلك قاموا بنقلنا الى غرف من الاسلاك الشائكة موضوعة فوق بعضها بعضا، ومنظرها كان مرعبا للغاية ووضعونا في غرف الاسلاك هذه كل ستة او سبعة في غرفة واحدة، ومن ثم نقلت الى غرفة منفردة، ومكثت اسبوعا كاملا وانا مقيد اليدين والقدمين بقيدين في كل مكان، وكنا حينها في فصل الشتاء ووضعوا فوق رأسي مكيفاً بارداً جداً مسلطاً علي.. والفراش كان بطانية واحدة صغيرة.. كانوا يشغلون مسجلا بأعلى صوت، وكان كل ساعة يأتي جندي يحمل عصا طويلة يضرب بها جدار الزنازين حتى لا ننام، وكان التحقيق يتم قبل موعد صلاة الفجر دائما.
السبيل: هل كان هناك اهانة للدين الاسلامي؟
- في احدى المرات دخل علي جنود يسمون بقوة التدخل السريع وجاءت معهم مجندة تحمل القرآن الكريم ففتحته واحضرت الكلب الذي بدأ يشمه ومن ثم جلس عليه، وبعدما خرجوا مسحت اثار الكلب عن كتاب الله. وايضا كانوا في باغرام يمسكون المصحف امامنا ويرمونه في الخلاء لاثارتنا واستفزازنا، والله لا يوجد على الارض انسان يقدر مقدار الظلم الذي وقع علينا.
السبيل: كيف كنت تشعر في ذلك الوقت؟
- الحقيقة ان الامريكان جعلونا نشعر بما يقاسيه وبما كنا نسمعه عن اخواننا المضطهدين ولا يعرف مقدار الاضطهاد الا من اعتقل في سجن من سجون الديموقراطية الامريكية.
السبيل: هل كان يسمح لكم بسماع الاخبار؟
- انا جلست سنتين ونصف السنة في السجون الامريكية لم اعرف نهائيا ماذا يدور في العالم، فقط اخبرنا الجنود بخبرين، الاول ان امريكا احتلت العراق، وقالوا لنا انهم اعتقلوا صدام فقط. اي انهم نقلوا لنا الاخبار التي تحطم معنوياتنا..،
اريد ان اذكر حادثة ترددت قبل ان ارويها ولكن اريد ان يعرف العالم ما هي امريكا، احد اصدقائنا توجه للتحقيق واثناء ذلك كان المحقق يضربه على ركبته وكان الشاب يصرخ باعلى صوته مستنجدا بالله، فسأل المحقق المترجم ماذا يقول فاخبره انه يستنجد بالله فاقسم لي الاخ ان المحقق اخرج عضوه التناسلي ووضعه على وجهه وهو يصرخ: «هذا هو الله!!» هناك كانوا يبحثون عن الكلمة التي تثيرك ويسبون الله بها، كانوا يجبروننا على الغسل الجماعي وباشراف مجندات امريكيات. كانوا اذا اردنا الذهاب للخلاء تأخذنا مجندات ويجلسن امامنا ويقلن لنا ان معنا 10 ثوان لقضاء حاجتنا..
السبيل: ماذ حدث بعد ذلك؟
- وضعوني على جهاز كشف الكذب، والجهاز اثبت انني بريء كما اكد لي احد المحققين الذي قال انه متأكد انني بريء الا اننا نريد ان نأخذك الى كوبا، فسألته ما الفائدة من براءتي فقال: هذه امريكا تفعل ما تشاء!!
السبيل: لننتقل الى غوانتانامو، كيف نقلتم الى هناك؟
- اخبرنا اننا سننقل الى كوبا وتركنا بعدها 24 ساعة دون نوم، وفي اليوم الثاني قيدونا بسلاسل جديدة، وكانت الطريقة ان يقيدوا أيدينا الى اسفل مع اقدامنا بشكل محكم، وكانوا يضعون بين ايدينا قطعة بلاستيك حتى لا نحركها، وطريقة التنقل عند الامريكان ان يحملك الجنود ويرمونك داخل الشاحنة ومن ثم داخل الطائرة وانت وحظك..
وفي غوانتانامو اذا كان هناك تنقل على الاقدام يطلب منك ان تجري سريعا حتى ينزل الدم جراء القيود من رجليك ومن ثم يأتيك الطبيب بعد اسبوع ويرى الدم يسيل منك فينظر من خلف الشبك ويقول: لا شيء بل يستهزئ ويقول: انت خايف تموت من رجلك، هذا الطبيب الذي لديه اكبر قدر من الانسانية..
السبيل: كيف كانت عملية نقلكم بالطائرة؟
- احضروا طائرة مخصصة لنقل البضائع فيها كراسي بلاستيكية على الجانبين وحتى لا تركي ظهرك كانوا يضعون قطعة من الحديد حتى تبقى محني الظهر والقيد الذي في رجليك ثبتوه في ارضية الطائرة ومنعوا الحركة مدة 26 ساعة من الطيران، والله في العصور الجحرية ما فعلوا هذا، ووالله لو رأى فرعون ما تفعله امريكا لخجل واستحى!!
السبيل: ماذا حدث في غوانتانامو؟
- كان ذلك في نهاية نيسان من عام 2003 وكنت انتظر نقلي الى الزنزانة لأريح ظهري الا انهم اخذوني الى التحقيق مباشرة، ومن ثم نقلوني الى صندوق من الحديد مساحته 2.5م2 تقريبا وهذا يبدو انه المقاس الامريكي للمعتقلين المسلمين، يضعون فيه مكيفا ويسلطونه علينا ليلا حيث يكون الجو باردا وباقصى درجة، ويطفئونه نهارا حيث يكون الجو حارا جدا، والمعتقل لا يلبس الا البدلة الحمراء ولا يوجد اي ملابس داخلية، والتحقيق هناك نفس الاسئلة في افغانستان.
وفي غوانتانامو هناك نوعان من السجون، العقوبات وهو عبارة عن زنازين انفرادية مصنوعة من الحديد لا يوجد له نافذة ولا يوجد فيه اي فراش سوى بطانية اذا غطيت فيها رأسك تظهر رجلاك، ومن شدة البرد كنت اختبئ تحت السرير ودون جدوى، وفي هذه الغرفة خلاء مكشوف طبعا، والطعام كعادة الكرم الامريكي قليل جدا ولا يكفي طفلاً صغيراً،
وكلما زادت المدة يزداد الطعام سوءا، اول ما ذهبت كان الطعام احسن قليلا ثم تغير تدريجيا الى ان اصبح طعام لا يؤكل. اما النظافة فهي افضل قليلا حيث كان يسمح لنا بالاستحمام ثلاث مرات اسبوعيا، وكان يسمح لنا بالخروج الى الشمس وطبعا مقيدين بالسلاسل وبمرافقة جنديين،
واهم اجراء قبل الخروج للاغتسال هو تفتيش العورة بطريقة استفزازية، والواضح ان القصد ليس التفتيش وانما الاهانة، وايضا بعد العودة من الغسل يتم تفتيش العورة قبل الادخال الى الزنزانة، واذا ما رفض احدنا الغسل بسبب الاهانة كانوا يحضرون قوات الشغب التي لا تدخل على معتقل الا وتكسر له ضلعا، وكان احد اخوتنا مريضاً جدا ولا يستطيع الغسل فدخلوا عليه واشبعوه ضربا وتصرفاتهم تكون كالحيوانات بصورة البشر.
السبيل: سمعنا انهم احضروا لكم مرشدين دينيين من الجنود المسلمين؟
- هذه اكذوبة امريكية، هذا الشخص هو مسؤول المكتبة ولا نراه نهائيا.
السبيل: وهل كان يوجد هناك مكتبة؟
- نعم كانوا يحضرون لنا كتبا دينية ثم صادروها بعد مدة قصيرة جدا من وجودها، وقالوا لنا ان هذه كتب ارهابية.
السبيل: ما هي هذه الكتب؟
- كتب لشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم.
السبيل: ولكن هناك وسائل اعلام قالت انكم تأخذون حريتكم وانكم تمارسون الرياضة مثلا؟
- هذا مضحك، وهذا حدث عندما ازداد الضغط على الامريكان، انشأوا مخيما اسمه المخيم الرابع ووضعوا فيه اشخاصاً لا علاقة لهم بالقضية من الافغان الذين افرجوا عنهم لاحقا، لان كل افغاني ليس معه نقود كان يلاقي شخصا لا يحبه يقوم باعتقاله وتسليمه للامريكان ويقول لهم هذا «كومندان من طالبان» اي ضابط عند الطالبان، فالامريكان يرسلونهم الى غوانتانامو ثم سرعان ما يكتشفون انه لا علاقة لهذا الشخص بشيء، فاحضروا هؤلاء ووضعوهم في هذا المخيم والذي لا يتسع بحده الاقصى الا الى 150 شخصا، وكانوا يسمحون لهؤلاء بممارسة لعبة كرة القدم ويصورونهم، مع ان الحقيقة غير ذلك تماما.
السبيل: ماذا حدث بعد ذلك؟
- نقلوني من الصناديق الى الاقفاص والتي حجمها نفس المقاس السابق ولها شبك مثل شبك الدجاج لكنه مع الزمن يسبب آلاماً في النظر لانهم يطلونه بألوان يجعلون النظر من خلالها يقصر.
السبيل: ما هي الجنسيات التي تعرفت عليها؟
- هناك 52 جنسية ولا يخطر ببالك جنسية الا موجودة ولا يوجد دولة عربية ليس لها معتقلون في غوانتانامو الا لبنان، وجاءت وفود من دول عربية حققت مع معتقليها، فجاء وفد من السعودية، حيث يوجد 150 سعودياً هناك، كما جاء وفد تحقيق من اليمن، كما جاء وفد من الاردن للتحقيق مع الاردنيين هناك.
السبيل: هل تم التحقيق معك هناك من قبل محققين اردنيين؟
- لا، انا جئت مباشرة بعد قدوم المحققين الاردنيين لكنه جرى التحقيق مع زملائي هناك، وفي غرف التحقيق في غوانتانامو يعرضون اشرطة تعذيب لأبي زبيدة الفلسطيني ولخالد الشيخ ويخبرونهم انهم سيرسلونهم للتحقيق معهم على ايدي نفس المحققين اذا لم يتعاونوا مع المحققين.
السبيل: مَنْ مِنَ الاردنيين عرفتهم في غوانتانامو؟
- تعرفت على خالد الاسمر «ابو عبد الرحمن» وهو من اربد، وهناك اسامة ابو كبير من الرصيفة، وهناك احمد حسن الملقب بابي حذيفة وهو من عمان، وكان يعيش في باكستان، وهناك شاب اسمه ايمن محمد يحمل جواز سفر سنتين واهله في السعودية، وهناك ابراهيم زيدان من اربد ايضا، وهؤلاء الشباب اما كانوا يعملون في منظمات اغاثة او انهم كانوا يدرسون في باكستان، وهناك شاب اردني اسمه عاصم الان ينفذ اضرابا عن الطعام، وهو في غوانتانامو منذ سنة وثلاثة شهور.
السبيل: هل حدث ان اجرت اي جهة اردنية اتصالات معكم خلال فترة اعتقالكم؟
- لا نهائيا لم نسمع ان احدا يطالب بنا ولم نبلغ ان الاردن يريد تسلمنا.
السبيل: كيف تم الافراج عنك؟
- ابلغت بقرار الافراج عني حيث احضرت من غوانتانامو في طائرة الى اسطنبول ومن ثم وضعوني في طائرة عسكرية امريكية نقلتني الى مطار في عمان لا اعرف الى الان اين هو، وبقيت لدى الاجهزة الأمنية فترة 56 يوما ثم افرج عني بعد ايقاع عقوبة الاقامة الجبرية علي حيث اوقع الان مرتين الاولى الساعة العاشرة صباحا والاخرى الرابعة مساء.
السبيل: ألم توصل اي رسائل لأهلك عن طريق الصليب الاحمر؟
- الحقيقة انا اريد ان اقول كلمة في هذا المجال وهو انني ارى ان الصليب الاحمر يعمل مع الامريكان، لانه لم يوصل اي رسالة مني لأهلي حيث جاء مندوب الصليب الاحمر الى منزلي هنا بعد خروجي وسلمني كل رسائلي واعتذر عن عدم ايصالها، كما كان رجال الصليب الاحمر في غوانتانامو يشاهدوننا نضرب ونهان ولا ينقلون شيئا من ذلك الى العالم، والكثير من اخواننا في غوانتانامو يرفضون الان اي تعامل مع الصليب الاحمر لأنهم ينظرون اليهم كجزء من مأساتهم.
منقووووووووووووووووول
اللهم عليك بالصليبيين و فك اسر اخواننا المعتقلين فى شتى معتقلات الاض يا رب العالمين و انصر كل من رفع للاسلام راية و كل من جاهد فى سبيلك يا رب العالمين و اغفر لشهداء المسلمين و لكل موتى المسلمين