الحمدُ لله وحدَهُ والصلاةُ والسلامُ على منْ لا نبِيَّ بعدَهُ
أمــا بعدُ :
إنَّ المُتأمِّــلَ في كـتـابِ اللهِ جــلَّ وعلا يجدُهُ انتهجَ سُبلا شتَّى في الدعوةِ إلى الحقِّ
منْ تعريفٍ باللهِ تباركَ وتعالى وزجْرٍ بالوعْـدِ و الوعيدِ ودعْوةٍ للتأمُّلِ في مَخلوقاتِ اللهِ ..
بالإضافةِ إلى الأسلوبِ القصصيِّ الذي يُعتبرُ منْ أهمِّ الأســاليبِ التـي ركزَّ عليْها الذكـرُ الحكيمُ
والذي يتجلَّى في أمْرِ الباري عزّ وجلَّ لرسولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ بِقصِّ مـا أوحِيَ إليْهِ علَى النـاسِ:
"فاقصُصِ القَصَصَ لعلَّهُمْ يتفكَّرون"[سورة الأعراف:176].
[URL="
إنَّ النــاظِرَ في القصَّةِ، ليَجدُها مِنْ أقربِ الوسائلِ التَّربويّةِ إلى فِطرةِ الإنسانِ
وأكثرِ العواملِ النفسيَّةِ تأثيرًا فيهِ، وذلِكَ لِمـا فيها منَ المُحاكاةِ لحالةِ الإنسانِ نفسِهِ،
فترى المُتلقِّي يعيشُ بكُلِّ كِيانِهِ أحْداثَ القصَّةِ وكأنَّهُ أحدُ أفرادِها، بلْ وكأنَّهُ بطلُها والشاهِدُ على أحداثِها،
فَيرَى منْ خِلالِهَا كُلاًّ مِنَ السَّابقِ إلى الخَيراتِ والظالمِ لنفسِهِ، مـا في النفسِ منْ أحاسيسَ
ومـا يجري في خُلدِهِ منْ خواطـرَ، كلُّ ذلكَ منْ خِلالِ تفاعُلِهِ معَ تلكَ القصَّةِ.
لِهذا فقدْ بلَغتِ القصَّةُ منَ التأثيرِ والجـاذِبيَّةِ ما لمْ تبلُغْهُ أيَّةُ وسيلةٍ أُخرى منَ الوسائِلِ الدَّعويةِ
أو التربَويّةِ أو التعليميَّةِ لا سِيمــا إنْ كــانتْ بأُسلوبٍ شيِّقٍ وبيانٍ رائقٍ لها.
وهذا ما جعلَها تُصبِحُ مَدخلا طبِيعِيَّا مُيسَّرًا يَدخُلُ منهًُ أصحابُ الرسالاتِ والإيديولوجياتِ،
والقادةُ والدُّعاةُ إلى كِيانِ المُتلقِّي ولُبّهِ، ليُلقُوا فيهِ بِما يوْردُونَهُ عليهِ منْ مُعتقداتٍ و أفكــارٍ.
::
[COLOR="DarkOrchid"]فكانتِ القصَّةُ وسيلةَ اعتبارِ واتِّعاظٍ منْ خِلالِ النظرِ في سُنَّةِ اللهِ النَّافذَةِ في عِبادِهِ،
وكــانتْ و ما تزالُ سببًا في إخراجِ النَّاسِ منْ ظُلمةِ الذُّنوبِ إلى نُورِ الإيمــانِ،
بلْ وتُعتبرُ صمَّامَ أمــانِ لعِبادِ اللهِ الصَّالحينَ ووسيلةً ناجعةً لتثْبيتِ قُلوبِهمْ علَى الدِّينِ.
وحسبُنـا أنَّهـا منهجٌ ربــّانــيٌّ "نحنُ نقُصُّ عليكَ أحسنَ القصَصِ"[يوسف:3]،
منْ هُنــا ارتأَتْ حمْلةُ الفضـيلَةِ أنْ تجْعلَ منْ هذا النّهجِ الرَّبــانِيّ سبيلا لها للدَّعوةِ إلى اللهِ جلَّ و علا،
لكــنْ هذهِ المرّة لن نَكــونَ لوحدِنــا ، بلْ ستكــونُ أنتَ عزيزي القارئُ الداعيَةَ الأوّلَ
والعُنصرَ الأهَمَّ في هذا النَّهجِ المُقترحِ ، كيــــــــــفَ ؟؟
مــا عليكَ إلا أنْ تبْعثَ لنَــا بقصَّــةِ التزامِكَ أو التِزامِ أحدِ أصْدقائكَ الذينَ عايشْتَ هدايتَهُمْ عنْ قُربٍ،
لتقُـومَ الحملةُ إنْ شاءَ اللهُ ببَلورةِ هذهِ القصصِ بأسلُــوبٍ شيِّقٍ وجذَّابٍ - معَ مُرعاةِ خُصوصِيَّةِ صاحِبِ القصَّةِ
أوْ صاحِبتِهَا- لِتكُــونَ موضوعًا في الأعدادِ المُقبلَةِ من مجلَّةِ الفضيلَةِ .
فراسِلنـا عبرَ الخاصّ و قُمْ بإيداعِ مُشاركتِك لتكــونَ نِبراسًا للغافِلينَ
وتثْبيتًا لقُلوبِ عبادِ اللهِ الصَّالحيــنَ.
ملحــوظة : يتمُّ تسليمُ المواضيعِ في أجلٍ أقصاهُ أُسبوعانِ منْ تاريخِ اليومِ.[/color]