إن أقواما غرهم ستر اللهقال عمر بن عبد العزيز لخالد بن صفوان : عظني وأوجز . فقال خالد بن صفوان ، يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله ، وفتنهم حسن الثناء فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك ، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين وبثناء الناس مفتونين ، وعما افترض الله علينا متخلفين ، والي اللهو مائلين . قال : فبكي ثم قال : أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوي .
ودخل عليه مرة أخري فقال له :عظني يا خالد . فقال : إن الله لم يرض أن يكون فوقك أحد فلا ترضي أن يكون أحد أولي بالشكر منك . قال : فبكي عمر حتى غشى عليه ثم أفاق . فقال : هيه يا خالد لم يرض أن يكون أحد فوقي . فوالله ولأحمد له حمدا يكون ذلك كله غاية طاقتي . و لأجتهدن في العدل و النصفة والزهد في فاني الدنيا لزوالها والرغبة في بقاء الآخرة ودوامها ، حتى ألقي الله عز وجل ، فلعلي أن أنجو مع الناجين ، وأفوز مع الفائزين ، وبكي حتى غشى عليه