مسؤول فى الـ«CIA» : بن لادن اصابنا بأمراض ارادها هو ؟
مسؤول فى الـ«cia»2010-09-18 355 am
فى الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر فتح أحد كبار ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «cia» النار على إدارة الرئيس باراك أوباما متهماً إياها بالخضوع للضغوط الإسرائيلية بما لا يجعل بينها وبين إدارة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، «أى فارق على الإطلاق» على حد تعبيره. جاء ذلك فى سياق الحوار الذى أدلى به مايكل شوير، رئيس وحدة بن لادن فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً للإعلامى البارز يسرى فودة وأذيع كاملاً أمس فى برنامج «آخر كلام» على قناة «أون تى فى»،
وفيما يلى نص حوار يسرى فودة مع مايكل شوير، رئيس وحدة بن لادن فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً:
■ أين نحن الآن بعد تسع سنوات على أحداث 11 سبتمبر؟
- لا أستطيع مقاومة التفكير فى أن أسامة بن لادن، ومعه قواته التى يقودها ويلهمها، لا بد أن يكون مسروراً بالتقدم الذى أحرزه، فأمريكا تخسر حربين وهى غارقة فى الديون وجيشنا واستخباراتنا استهلكت طاقاتها إلى أبعد حد. فى الواقع، وبالتحديد، نحن نعانى من الأمراض التى أراد بن لادن لنا أن نعانى منها.
■ أصوات أخرى تقول العكس، وهو أن القاعدة الآن مشردة ولا تستطيع شن هجوم كبير ولم نسمع من بن لادن منذ فترة؟
- لقد سمعنا منه مرتين فى مطلع هذا العام، كما سمعنا من أعوانه، كباراً وصغاراً، بشكل منتظم. أخشى أن الرئيس أوباما ومعظم قادة أوروبا الغربية يتحدثون فقط عما يريدون أن يصدقوه لا عما يحدث فعلاً. وعلى أى حال فإن تأثير أسامة بن لادن بعد أحداث 11 سبتمبر صار أقوى وأكثر انتشاراً مما كان عليه قبل الأحداث.
■ أين بن لادن الآن؟
- أعتقد أنه الآن فى مكان ما قرب الحدود الأفغانية الباكستانية شمالى جلال آباد، وهو مكان منعزل، ربما يكون أبعد مكان فى المنطقة. إنه المكان نفسه الذى أراد أن يتوجه إليه قبل تلقيه دعوة من نظام طالبان للاستقرار فى قندهار. هو أيضاً مكان يتسم بالروحانية الدينية من وجهة نظره فلقد كان لأصحاب الدعوة السلفية السعوديين نشاط واسع هناك. هذا مجرد تخمين. لست متأكداً ولكن لو أتيحت لى فرصة فسأبحث هناك أولاً.
■ السؤال الأهم: هل تريد الإدارة الأمريكية حقاً الوصول إلى بن لادن؟
- أنت تعرف أنه لم يعد فى استطاعتى أن أجيب عن هذا السؤال، لأسباب أولها أننى لم أعد أعمل فى الإدارة الأمريكية. ورغم هذا فأنا على ثقة من أن وكالة الاستخبارات المركزية تحاول أن تعرف وعازمةٌ على أن تعرف مكانه كى تمسك به أو تقتله، خاصة بعد مقتل عملاء لها على أيدى القاعدة فى خوست فى ديسمبر الماضى.
■ أنت الأب الروحى لما يسمى «برنامج الترحيل غير العادى»، الذى منحت أمريكا نفسها بمقتضاه حق القبض على أى أحد لا يعجبها فى أى مكان فى العالم وترحيله إلى معتقلات سرية فى دول أجنبية على رأسها الدول العربية.. كيف جاءت فكرته؟
- لقد صدرت لى الأوامر فى صيف 1995 بالبدء فى تحييد القاعدة من خلال إلقاء القبض على المقاتلين البارزين فيها، فى البلاد الموجودين فيها ثم إعادتهم إلى البلاد التى هم مطلوبون فيها كمجرمين. تم هذا من منتصف 95 حتى منتصف 99 أثناء عهد الرئيس كلينتون، الذى لم يشأ أن يتعامل مع الأشخاص الذين يُلقى القبضُ عليهم. ومن ثم أخذناهم إلى بلدان أخرى معظمها كانت دولا عربية. وبعد 11 سبتمبر، ولبعض الأسباب، قرر الرئيس بوش أن نتعامل مع هؤلاء الأشخاص بأنفسنا، وبقية القصة معروفة، فأصبح لدينا جوانتانامو، وكانت عندنا أماكن أخرى. وباختصار، كان هذا تاريخا، وكان هذا البرنامج مصمماً كى نكون قادرين على إلحاق الهزيمة بالأعداء، ولم يكن مصمماً إلا لكى يكون عرضاً جانبياً، ولكن بما أن الجيش الأمريكى والحكومة الأمريكية لم يكونا مستعدين للقتال فإن برنامج الترحيل غير العادى انتقل إلى واجهة المسرح فى السياسة الأمريكية لمكافحة الإرهاب.
■ هل أنت نادم على ضلوعك فى برنامج كهذا سيئ السمعة منافٍ لكل الأعراف والقوانين والأخلاقيات مما سمعناه فى معتقلات أمريكية أو عربية أنت تعرف سمعتها جيداً؟
- كلا.. لم أندم على الإطلاق.. عملى هو حماية الولايات المتحدة، ونحن لم نفعل شيئاً، سواء عندما كنت رئيساً للوحدة أو بعد ذلك، دون تصديق من المستشارين القانونيين للحكومة الأمريكية، سواء فى عهد بوش أو فى عهد كلينتون.
■ بعد 11 سبتمبر قال الرئيس مبارك إنه حذر الولايات المتحدة، وأن الأمن المصرى أرسل كثيراً من المعلومات المؤكدة إلى نظرائه فى واشنطن. عن أى معلومات نتحدث وهل كان من الممكن أن تساعد فى منع وقوع الهجمات؟
- لا أعتقد أنه كان يمكن لأى معلومة تؤدى إلى قتل بن لادن أو القبض عليه قبل 11 سبتمبر أن تمنع وقوع الهجوم. لقد عملت على درجة فائقة من القرب مع الجهات الأمنية المصرية لعقد من الزمان تقريبا، وكانوا يبادرون بإمدادنا بمعلومات أفادتنا جداً فى التخطيط لعمليات ضد بن لادن. لم ألتق الرئيس مبارك لكنه أعطى تعليماته بالموافقة على التعاون. ولكن فى نهاية المطاف: أى معلومات تحتاجها أكثر من رؤية شخص يقف على الملأ يوم 27 أغسطس 1996 كى يعلن الحرب عليك؟ إن لم يحْظَ هذا باهتمامك فربما لن تحظى بأى كمية من المعلومات الاستخباراتية.
■ إلى أى مدى استفادت وكالة الاستخبارات المركزية من المعلومات المصرية ومن الفهم المصرى؟
- كان الدور المصرى أساسياً فى عملياتنا، فقد اتسم المصريون بالمبادرة منذ البداية، وكانوا أكثر الناس فهماً. قالوا لى: «يا سيد مايكل، لماذا لا تقبضون على بن لادن أو تقتلونه كى تضعوا حداً لهذه المشكلة قبل أن تتحول إلى ما لا نستطيع السيطرة عليه، ولن يكلفكم ذلك سوى التخلص من شخص واحد؟» لقد كانوا على حق منذ البداية.