[align=center]
لأكثر من عشرين عاما شاهت مرارا و تكرارا القدرة على التشافي عن طريق الدموع
فالدموع هي صمام تحرير الجسم من الضغوط و التوتر و مشاعر الأسى
إنني ممتن لأني أستطيع البكاء فهذا يجعلني أشعر بالنقاء و الطهارة داخلي
...
من فوائد الدموع أنها ترطب عينيك و تحميها من الهيجان و الإحمرار و تقلل من هرمونات التوتر و تخلص الجسم منها
و كذلك تحتوي على الأجسام المضادة التي تحمي العين من الميكروبات
و يوجد ثلاثة أنواع من الدموع
الدموع الإنعكاسية و هي التي تنتج عندما يدخل جسم غريب العين فتحاول طرده
و الدموع التي ترطب العين
و الدموع الإنفعالية المرتبطة بالعواطف
الدموع الإنفعالية العاطفية لها فوائد عدة منها أنها تساعد على إنتاج الإندروفين المسؤول عن الإحساس الجيد و هو من المسكنات الطبيعية في الجسم أيضاً
فالبكاء يجعلنا نشعر بشكل أفضل و لذلك أشعر بالحزن عندما يقول لي مريضي " اسمح لي أن أبكي فأنا أحاول ألا أفعل لأن ذلك يظهرني بالضعف و لكن لا أستطيع " !
أنا أرفض الأفكار التي زرعها المجتمع بخصوص الربط بين البكاء و الضعف
فالرجل الواعي و المرأة الواعية على حد سواء لا يجدون مشكلة في البكاء ..
هؤلاء يثيرون إعجابي حقاً
فلنحاول التخلي عن هذه المعتقدات التي عفا عليها الزمن و لنعتنق هذا الإعتقاد الصحي جدا أن البكاء أمر صحي يساعد على التشافي السريع حتى نستطيع العيش بقلوب دافئة سليمة
ولذلك عندما يبكي مريضي و تتساقط دموعه على الأشياء و الأرض و يعتذر أقول له دموعك باركت المكان لا يوجد ما تعتذر عنه
!!
و حدث ذات مرة أن كنت أستمع لمريضة فبكت فإبتسمت و كان هذا مسجل فيديوياً فلما رأوه زملائي في المشفى قالوا أن هذا التصرف غير مناسب .. فقلت لهم أني لم أكن أبتسم لأسى مريضتي بل أبتسم لأنها وجدت أول الطريق للتشافي و هو البكاء
أنا أحب أن أبكي كلما تثاقلت الهموم .. أشكر الله أن هيأ لنا هذه القدرة
د. فري
أستاذ الطب النفسي
جامعة كالفورنيا
[/align]