الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
إنها حكاية قديمة.. مفادها أن شركة أسماك أجنبية قامت بتصدير أسماكها لبلادنا، وقد كتبت على أكياس السمك.. ((حلال.. ذبح على الطريقة الإسلامية))!!!
إنها عمليات الكذب الصريح والاستغفال المريع .. والتزوير المنمق ..
وحيث تعوّد القوم أن يفعلوها معنا في لحومهم المصدرة بأنواعها.. فقد ظنوا السمك داخلا في الحكم الشرعي !!
وبالمثــل ..
فلقد باتت الديباجة الثابتة لكل خطوة تخطوها العلمانية في بلادنا نحو تغريب المرأة هي:
(وفق الضوابط الشرعية)..!
وزاد فحيح القوم.. أن شاركي يا نصف المجتمع المعطل في مسيرة التنمية والحضارة.. ولا تخافي.. فلا عليك.. فالضوابط الشرعية قنطرتك!
وها قد أضحينا اليوم نقرأ عبارة وفق الضوابط الشرعية، لعمل النادلة في المطعم، والمضيفة والقائدة في الطائرة، وغيرها من الوظائف النسائية المحرمة.
بل والأعجب من هذا وذاك. هو ذلك الاختزال المتعمد لمفهوم هذه الضوابط الشرعية حتى اُختـُزلت في قطعة من القماش تلف حول رأس المرأة .. أو في نقاب صغير يغطي بعض وجهها!!
ثم ماذا بعد هذا؟ وأين بقية الضوابط؟!!
أين الاختلاط المحرم بالرجال في ميدان العمل؟!
أين التبرج والسفور؟!
أين الصداقات والزمالات المحرمة مع الرجال مما تقتضيه ضرورة العمل؟!
أين السفر بدون محرم للمرأة؟!
أين مراعاة طبيعة العمل المناسب لطبيعة المرأة؟!
أين تضييع الحقوق والواجبات المنزلية؟!
وأين وأين وأين؟!
نحن لا نحرم عمل المرأة إن كان حقًا "بالضوابط الشرعية"
لكن السؤال الكبير:
ما هي هذه الضوابط وأين هي من أرض الواقع؟!
والأدهى والأمر من ذلك أن تتحول الضوابط الشرعية.. من حكم شرعي إلى عادات وتقاليد وأعراف!!
حيث يقول أحد أولئك وهو يردد الديباجة المعروفة:
((ووفق الضوابط الشرعية المخصصة التي تحكمها العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية))
عجيب مكر أنصار الشيطان، ومضحك تخبطهم!!
كيف تكون ضوابط "شرعية" تحكمها "عادات وتقاليد وأعراف"؟
إنها محاولة غبية لإلباس ضوابط الشرع في عمل المرأة لباس العادات البالية والتقاليد البائدة..
تمهيدًا لنزعها من أساسها ورميها كما رمي غيرها!! ولإبدالها بمزبلة التحضر ونتن الحضارة!!
أيها الأفاضل في أمة العفاف:
إن مثل هذه المهازل وذلك الهراء لم يعد مستغربًا في ظل تغييب أهل العلم والحكمة عن مواقع الحل والربط والقرار.. وإنما المؤلم أن أولئك المستغربين باتوا يضحكون منا.. وعلينا، في رابعة النهار!
إنما .. ومع كل هذه المهازل اليومية المتلاحقة فإنه لا يخالجنا شك في غلبة الله تعالى على أمره وقهره فوق عباده وتمكينه لأوليائه
فيا أخت العقيدة الصافية.. ويا روعة الإباء السامية
إنه جهادك أيتها المجاهدة في معركة الأفكار.. وإنه ميدانك الحقيقي في وجه أرباب الضلال وأئمة الدمار.. فكوني كالرواسي الشوامخ لا يزلزلها الإعصار.
وإنك - أيتها غاليـــة - إما بوابةً لأذناب الشياطين.. وإما حصنٌ لأمتنا حصين.. فاختاري ما به تسعدين.. في دنيا وفي ودين
فإن الشيطان سلط أوليائه وهاهم يجمعون مكرهم وما زالوا يكيدون.. ولله أولياؤه عن دينه يذبون وعليه يثبتون.. فكوني منهم وثقي بأن ربك هو خير الماكرين
فأجيبي من يستدرجك إلى الهاوية:
لا لن أمزقَ يا خبيثُ حجابي
فبِه أُمِرتُ بِسُنَّةٍ وكتابي
بل إنني سأصونه وأحوطه
بعنايتي سيكون من آدابي
سأمزق الفساق إمَّا حاولوا
إيذاء ديني وسنتي وكتابي
يا فاجراً جعل الرذيلة نهجه
وسعى لنيل لذائذٍ ورغاب
أتريد مني يا خبيث تبذلاً
وتهتُّكاً لأكون طعم كلاب؟
أتريد مني أن أمزق عفتي
وأثور كي تستمتعوا بشبابي
قُطِعت يداك خسئت يا مَن هالَه
أني على ديني أَعضُّ بنابي
أنا بنت إسلامي العظيم ولم أزل
أَلقى بإسلامي كريم طلابي
أنا لست في شؤم ولست أعيش في
ليل كزعم المارد الكذاب
أنا لست في قبر ولست ذليلة
بل عزتي ملأت عليّ إهابي
ورددي ياغالية :
ومما زادني شرفا وتيها .. وكدت بأخمصي أطأُ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي .. وأن صيرت أحمد لي نبيا
والله من وراء القصد
كتبته/ أم الأحرار
منقول