طرد ابنه وهو يبكي!!
للكاتب : د/ محمد فهد الثويني
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وأمرنا بالبر والخير والصلاة والسلام على رسولنا الأمين الذي ذاق طعم اليتم ولكنه سطر أرقى أنواع وأشكال البر والحب والحنان وقال: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع الرفق من شيء إلا شانه» [صحيح مسلم]
وهنا موقف واقعي عجيب، فيروي واحد من الرجال قصته مع والده الذي كان يحبه حباً جماً وكان الابن يأنس من علاقته بوالده ويحب الجلوس معه والخروج معه ومشاركته حياته بسعادة، على عكس الكثير من الشباب هذه الأيام الذين يشعرون بالسعادة خارج البيت.
الأهم أن هذه العلاقة القوية والعجيبة كادت تنتهي في لحظة والسبب (الصلاة) لأنها عنوان المفارقة بين الإسلام والكفر كما بين الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فحرص هذا الأب الكبير في حبه لابنه وقبله لله عز وجل على حث ابنه على صلاة الجماعة فكان الابن لا يصلي وإذا صلى قضاها في البيت مع النساء، وهذا أمر يؤرق الكثير من الآباء، المهم أن هذا الأب صبر على ابنه 15 سنة ناصحاً وموجهاً: يا ابني يا حبيبي لا تفوت صلاتك لا ترتكب جرماً يباعد بينك وبين الله تعالى لا تختم حياتك بأمر يبغضه الله وقد تدخل نفسك النار، والابن يقول لأبيه:" إن شاء الله حاضر ولكن دون أن يعمل منذ كان ابن الخامسة عشرة حتى بلغ سن الثلاثين.
ثم اتخذ الأب قراراً بعد أن شعر أن الأمر استفحل، وكان قراره هو طرد ابنه من البيت ولا يعود له إلا إذا التزم بصلاته، وفي يوم من الأيام تقوى الأب وأعد نفسه لينطق بكلمة لا يطاوعه قلبه أن يقولها ولا عقله ولكنه تجسر وتلقى ابنه عند باب البيت ثم قال له عند عقب الباب بعد أن وضع كفه على صدر ابنه " يا ابني لا تدخل البيت" وبدأت دموعه تنهمر لأنه ابنه وصديقه وحبيبه ولكن حب الله أكبر، أخرج يا ابني ولا تدخل حتى تلتزم الصلاة، فقال الابن ما هذا الأمر الذي تطردني من أجله؟ قال له إنها الصلاة أهم ما في حياة الإنسان وعلاقته مع الله تعالى فانهمرت دموع الابن، ودار في نفسه سؤال، هل هناك أمر يستدعي أن أخسر علاقتي مع أبي؟ ما هذا الأمر المهم الذي أبكى أبي وفرق بيني وبينه؟
فما كان من الإبن بعدها إلا أن التزم الصلاة ولم يفارق المسجد منذ ذاك الحين وحافظ على صلته بالله تعالى وحبه وبره وحياته مع أبيه الغالي.
هل نحن بحاجة أن نطرد أبناءنا حتى يلتزموا بالصلاة؟
هل نتركهم متى ما اهتدوا؟
هل نحفزهم؟
هل نعاقبهم؟
كيف نعالج هذه القضية؟
عزيزي ولي الأمر، القارئ: إن الصلاة عمود الدين وأهم عمل في حياة الإنسان والرابط الحقيقي بينه وبين الله الصلاة، والجميل أن الأبناء قد اعتادوا نسبيا الصلاة في رمضان سواء ذهاباً مع الآباء إلى المساجد لإقامة فرض العصر أم المغرب أم العشاء ثم التراويح والمشاركة فيها وأغلب الناس يذهبون للمسجد لإقامة صلاة الليل، قيام الليل الراقي والجميل.
فآن الآوان لنحافظ على هذا الجو الجميل، مواظبة، خشوعاً، فيشب ناشئ الفتيان على ما عوده أبوه.. فلنستثمر هذه الفرصة ولنحفز الأبناء على التالي:
1- استماع الأذان في البيت كأن تحول على الفتاة أثناء الأذان وتشجيع على استماعه.
2- نذكر الأبناء بأنه قرب موعد الصلاة.
3- نوقظ النائم منهم.
4- ندعوهم للذهاب معنا ونرافقهم في الطريق.
5- نسألهم إذا كانوا قد أدركوا الصلاة أم لم يدركوها دون تعنيف.
6- نحفزهم بالنصيحة وبيان أثر الصلاة في الدنيا والآخرة عليهم.
7- نحفزهم ببعض الأعطيات أو الهدايا أو الحوافز المادية إذا سبقوا إليها.
8- ندعو لهم بحضورهم بعد أداء الصلاة.
9- نعرفهم على أصحابنا أثناء تواجدنا في المسجد.
10- نستغل الطريق بالحوار الجميل والقصص أثناء السير للمسجد.
11- نمسك أو نشبك أيدينا أثناء السير في الطريق إلى المسجد.
12- ندعو الله بالهداية والتوفيق للخير ولا نمل بل نصعد ونستمر حتى نرى الهداية ظاهرة بإذن الله تعالى.
(مجلة ولدي ـ العدد (61))