قصة رائعة قرأتها وأحببت أن تشاركوني فيها وللعلم هي منقوووووووووولة من أحد المنتديات فإليكم القصة :
قال الله تعالى : (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا) (البقرة:273)
لقد كان حالها مثل أولئك: فهي امرأة متعففة، تعيش وحيدةً بلا زوج بعد أن طلقها زوجها؛ لعدم قدرتها على إنجاب أطفال - سوى طفل وحيد منه -، ولأنه فقير لا يستطيع الجمع بين زوجتين؛ ولأنها تحتاج إلى الاطمئنان على ابنها الوحيد؛ فإنها ترسل له بعض ما يكفل له عيشة كريمة؛ فهي تعمل في الدوحة هنا عملا عاديا، تقتسم منه ما ترسله إلى وليدها عند أبيه، وتعيش بالباقي. تسأل عن أهلها؟ وهنا تكتمل الصورة؛ فهي ابنة لرجل ليس يُعرَف له أقارب، وقد تزوج زوجته -أمها-، وعاشا في بلد آخر غير بلده، وأنجب ثلاث إناث، هي إحداهن، وتُوفِّي الرجل وتزوجت الفتيات كل واحدة في بلد، وماتت الأم بعد ذلك. فحصل من هذا أن المرأة لا تعرف لها أهلا إلا الأختين اللتين تعيشان في بلدين مختلفتين. اعتبِرْها وحيدةً إذن من كل علائق الدنيا؛ فليس يسيرا عليها أيُ تواصل مع أختيها المشتركتين في ظروف متشابهة! ومن كان هذا حاله فلا يُلام إن انكفأ على ذاته؛ حيث غاية مناه ألا يضطر لطلب المساعدة من الناس. وبالرغم من كل هذا البؤس، وضيق ذات اليد، وغياب السند من البشر؛ فإن هذه المرأة سَمَت بنفسها فوق ذاتها، وارتفعت بهمتها على ظروفها، ولامست بقامتها السحاب.
لمَّا حدث ما نعلمه لإخواننا في غزة تفاعلت المرأة مع الحدث، وأرسلت مع أخرى -انتبه لانشغالها- بقرطها الوحيد الذي لا تملك زينة غيره؛ ليُباع في مزاد خيري لصالح غزة مع غيره من حُلِّي النساء الكريمات المتشبهات بفاطمة وعائشة( رضوان الله عليهن ) في الجود وحب الخير. وكان من الممكن أن يمر الأمرُ دون أن ينتبه لذلك أحدٌ، لكن الطريف أن الأخوات -وبذكاء فطري- استفدن من الموقف، فعرضن القُرْط مع بيان ظروف صاحبته، فتفاعلت الحاضرات، وزايدنَ عليه، حتى بلغ عشرات أضعاف سعره الحقيقي، ثم أخيراً أهدته مَن اشترته -وبعد دفع المال- إلى صاحبته مرة أخرى! فسبحان الله، انظر كيف تتحرك النفوس، وتسمو، وتعلو في لحظات الشدة والضيق!! إنه موقف واحد يمثل في الحقيقة عشرات المواقف المشابهة، وآلافَ النفوس الراقية التي تفاعلت مع هذه الأحداث ومع غيرها، سمعنا عن رجال تخلوا عن ملابسهم -في هذا البرد- التي لا يملكون غيرها، ونقل لنا ما تصدَّقَ به أطفال بألعابهم وحلواهم!! لن تضيع أمة فيها هذا التكافل، وتسودها تلك المشاعر. إنها من دروس تلك المحن، أن يستخرج الله -تعالى- من النفوس نفائسَها، ومن الأخلاق عاليَها، ومن الانكسار لله أعلاه، ومن البر بالخلق أعظمَه. فاللهَ -تعالى- نسأل أن يحفظ علينا وعلى إخواننا أجرَ الأعمال، وأن يُديم علينا حالَ الإيمان، ويبعدَ عنا العجزَ والكسلَ... آمين.