هذه الأحرف كتبت بواسطة إحدى الأخوات .
طفلة أبحث عن دفء
شفتاي تفتقدان الكلام
وقلبي تـائه في الحطام
نظرات عيني منكسرة
وأنفاس صدري مكبوتة
ليست سيئة هي الحياة
ففيها كل ما تمنيت أو أكثر مما حلمت به ورجوت
لا أخفي أن هناك فقدان
ولكنه بأي حال لا يعني الوفاة !
إن رغبت بوصول وصلت بتوفيق من الله .
وهو لن يتم إلا بحسن اختيار الهدف ومناسبته لنفسي .
ما أعانيه .. أن الآخرين دوماً يسألونني :
ألم تملي يومكِ وأنت بلا وظيفة ؟
ولسان حالهم كذا .. [ ودون زوج ] ؟
يصرخون فيّ بصوت عالٍ ..
حياتكِ فراغ ووجودكِ هامشي .. كيف تعيشين ؟!
أجيب .. بابتسامة تسبق الكلمات:
هل عندكم وقت زائد فتقدمونه لي كي أعيش يومي كما أريد ؟
صادقة أنا في طلبي وإن عانيت في بعض الأيام من فقدان الإنجاز وعدم وجود الهدف ..
جاء الأمر الرباني لنا نحن النساء هكذا :
[ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ..] {الأحزاب:33}
فلماذا هذا الاحتجاج إن اتبعت ما أمرني الله به؟
فإن يسر الله لي حسن الحال والكفاية في المعاش اليومي
وأتم علي أن أطلب العلم من خلال الشبكة العنكبوتية .
فلماذا يجب عليّ أن أخرج ؟!
ولِمَ أُسأل كل مرة من قبل المجتمع رجاله ونساءه :
لماذا لا تبحثين لكِ عن وظيفة ؟
أنا وإن كنت قوية كما عرفت .. سأضعف وسط الضغط
يقال دوماً :
[ كثر الدق يفل الحديد ]
وأنا مجرد أنثى !
قلب ومشاعر .. لحم ودم
أخواني وأخواتي :
ما أكتبه ليس معاناة بقدر ماهو طرح لقضية مهمة تعاني منها المرأة المسلمة ..
فالسؤال دوماً لكل امرأة لا تعمل خارج منزلها .
لماذا لا تعملين ؟
اخرجي غيري جو .. وسعي صدرك
إن بقيتِ على هذه الحال ستعانين الفراغ ..
وسيقتلكِ الهم !!
وأسأل أنا هنا :
هل هي أشتكت قبل أن تبذل عليها كل هذه الأسئلة والنصائح ؟
هل قالت : أني فقيرة لا أجد قوت يومي ؟
وليس لي أنيس أتحدث معه وأبث له همي ؟
وتذمرت .. يومي يمر علي بحزن كئيب ؟
إن لم تقل هذه الشكاوي المؤلمة ..
لماذا نسقيها إياها حتى تصدقها وتتشربها نفسها ..
لنراها بعد مرات أخر وقد ذبلت منها الحياة وغارت العينين
وخرجت تبكي وتشكو لنا :
أنا لا وظيفة ولا زواج
قتلني الفراغ !!
.
.
وهذا الأمر دائماً ما أفكر به
فهو يتحدث عن شريحة كبيرة من نساء مجتمعنا المسلم ..
وأراها قضية أساسية نعاني منها في المجتمع
الذي أثقل في طلباته على البنات وجعلهن أسرى الهَمّين
زواج ووظيفة
إن لم تتحقق فعليها أن تسجن ذاتها في البكاء والحزن وتعلن كل ثانية أنا أعاني الفراغ .
ويغيب عنا أن نبين للبنات أنهن خلقن لغاية أكرم وأجل
هي حسن عبادة الله سبحانه وتعالى
التي لن تتأتى إلا من خلال العلم الشرعي أولاً
والعمل الدعوي ثانياً
وهذا قادرة عليه ولو بقيت في بيتها وحيدة
وإن عدم عنها وجود الانترنت
فهذه المقاييس الجديدة أدت إلى انقلاب المعايير الاجتماعية والأسس الثقافية ..
لذا أصبح لزاماً على كل امرأة أن تخرج من البيت للعمل سواء كانت عزباء أو متزوجة.. فإن عدمت الوظيفة للمرأة .. فإن للمجتمع الحق الكامل بوصفها عالة عليه ..
ما أرغب أن نحققه وسط هذا الأمر المستحدث في المجتمع المسلم أن نعيد إلى الأسرة استقرارها الحياتي وأخصه الرضا ببقاء المرأة في البيت إن رغبت هي بعدم الخروج من أجل الوظيفة ..
وكذلك الرضا بما كتبه الله لها إن لم ترزق بزوج
وأن لا يكون فقدان هذين العنصرين
عار يلاحق النساء حتى الموت
وفقني الله وأياكم جميعاً لما يحب ويرضا
بقلم أختكم