هَرِمْنابسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ,
إن الناظر لواقع الأمة اليوم بعين البصيرة والحقيقة يتعين عليه جيدا أن يفكر ويتدبر !! ولما لا وقد خاطب الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم قلوب الخاشعين وتدبر العاقلين ولب المتفكرين !! فلقد هرمنا ونحن نسمع البراهين والأدلة وكلام الخطباء والعلماء ..وبقينا نحن كما نحن .. لم نتحرك إلى الأمام .. عشقنا الأشخاص , الأهواء , الآراء والأفكار ولم نخشع حقيقة لكلام الله وكلام نبيه محمد صلوات ربي وسلامه عليه ..شاهدنا أفواجا وجماعات تلهث خلف المهرجانات والحفلات وبقيت المساجد خاوية إلا من صف أو صفين !! هرمنا ونحن نلهث خلف كل هذا الضياع !! أما آن الأوان لنبدأ من جديد .. هل آن الأوان لنجرب منهاج الكتاب والسنة أم أن الوقت لم يحن بعد!!؟ .. فلقد جربنا الوطنية ..القومية..الديمقراطية..الديكتاتورية ..العلمانية ...الخ ولم نجرب حقيقة إتباع الكتاب والسنة كما يريده الله ورسوله ... هل قدمت لنا تلك المسميات ما نسمو إليه !!؟ هل ستدخر لنا تلك المسميات أعمالنا في الآخرة كرصيد رابح عند رب الأرض والسماوات ؟؟ أخي اعرني قلبك قليلا !!؟؟ لماذا لم يحتفل محمد اشرف الخلق أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه بالانتصارات .. بالغزوات ..بموعد انطلاق هجرته ..بمولده ...!!؟ لماذا ؟؟ اجبني بالله عليك ؟ لماذا ؟ لأنه في الحقيقة ديننا دين عمل وليس دين مهرجانات وكلمات وعبارات حارة وجياشة !! أما كان سيدنا لا ينطق عن الهوى ؟؟ هل نحن افهم وأكثر عقلانية مما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ حاشا وكلا !!؟؟ أخي إن هذه الدنيا ملعونة خاوية فلنستعد لما هو آت !! عقارب الساعة مضت مسرعة فلقد هرمنا من الغفلة ..غفلنا عن حقيقة وجودنا وغفلنا عن ما هو مطلوب منا !! هرمنا في فعل الأخطاء ..في ارتكاب المعاصي ... في عدم الالتزام بما جاء به حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ...في عدم الوقوف عند حدود الله .. وأصبحنا ندخل المقابر ونخرج منها ولا مبالاة إلا من رحم ربي فالخير موجود في هذه الأمة إلى يوم القيامة ولكن كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الواقعة "وقليل من الآخرين" .والسؤال الحقيقي : هل نحن مستعدون لأن نبدأ من عند أنفسنا " وأنا أولكم " هل نحن كذلك ؟؟ الجواب يرجع لنا فلقد هرمنا من السؤال !!؟