كعادتى اسيقظت على صوت والدتى توقظنى لكى لا انسى موعد محاضراتى فى الجامعه قمت وتوضأت ثم صليت الصبح قضاء كالمعتاد لانى لا استيقظ فى الفجر نظرا لسهرى لاوقات متاخره من الليل لاستذكار ما اخذته من محاضرات, بخلاف مشاهده التليفزيون.
اشعر بخجل كثير وانا اصلى مما افعله فى حياتى من معاصى ولكن سرعان ما يزول هذا الاحساس عندما ابتعد من سجادة الصلاه وادخل فى متاهات الدنيا .
يجب على الان الاستعداد للذهاب , ارتدى ملابسى وهى على احدث الموديلات
وقصه شعرى ايضا مناسبه ولا انسى لمسات المكياج السحريه فهى تعطى وجهى نضاره
على مدار اليوم المجهد ما بين حركتى بين وسائل المواصلات ومحاضرات متعدده
تتخللها فترات لانشطه جامعيه مشتركه بين الطلاب ولقاءات وحوارات وهذه من متطلبات دراستى , أو بالاحرى متطلبات التميز الذى انشده .
كثيرا ما اشعر بالنشوه عندما أرى و اسمع نظرات وكلمات الاعجاب من حولى
انا هكذا احب ان اكون دائما بؤره اعجاب الجميع ولا احتمل المعاملات الباهته الغير مباليه
هذا اليوم و بعد عودتى الى المنزل وقفت امام المرآة لأذيل بقايا المساحيق من وجهى وانا اتأمل هذا الوجه بدونها و اتسائل هل استطيع يوما الخروج هكذا , لا لا مستحيل فانا اضعف من هذه المواجه كما انى ماذلت صغيره على ارتداء هذا الزى المقيد ربما افعل ذلك بعد ما اتزوج , على الان الذهاب للنوم فانا منهكه جدا , وعندما استيقظ اقضى ما فاتنى من صلوات فانا الان متعبه ولا استطيع . وهكذا ينقضى يومى كما سبق وانقضى غيره !!!
ولكن هل استطيع ان افعل معها هذا دوما ؟ ولماذا هى تؤلمنى ولا تتركنى استمتع بما افعله؟
دوما هى نفسى منغصه لى , والان عقلى ايضا يلح على ويبدو انه حدث بينهما اتفاق ما
فهو يشعرنى بتفاهه ما افعله قائلا لماذا عليكى ان تفعلى ما يراه غيرك جميلا , فهذا العام الموديلات البسيطه التى تبرز انوثتك والعام السابق كانت الموديلات الضيقه التى تبرز مفاتنك والعام السابق له كان شىء اخر !!!!!!!!!!!! هذا العام الشعر الطويل موضه
وماذا تفعلى بعد ما قصرته على حسب موضات الاعوام السابقه !!!!!!!!!!
الالوان الفاتحه تبرز جمال بشرتك هذا ما يقال هذا العام بخلاف ما اكده خبراء التجميل العام الماضى, اللوان البشره هى ايضا موضه فهذا العام اللون الابيض بينما كان البرونزى سابقا
اللوان العدسات , طلاء الاظافر...........................................
ما هذا أالى هذا الحد انت العوبه فى ايديهم ؟؟؟!!! اين انتى مما تفعلى؟
انت تجتهدين لكى تكونى محط اعجاب الجميع ؟؟!! وها انتى كذلك ....!! وماذا بعد ؟؟!!!
بالامس كنت بالمدرسه محاطه بالكثيرمن زملاءك ممن يرمقونك بنظرات وكلمات الاعجاب
وكثير من الاوراق المعطره بابيات الشعر الغزلى
والان انتى تفعلى نفس الشىء فى الجامعه ولكن بدرجات متقنه فقد اكتسبتى خبره سابقه
وغدا ستفعلى نفس الشىء عندما تعملين وهكذا عندما ترتقى فى العمل والمجتمع
اذاً انتى تابعه لهؤلاء المعجبين وليس العكس فأنت من تجتهدى للحصول على هذا الاعجاب
وهم يتمتعون به جاهزاً..!! انك تراهنين على حصان خاسر فبين يوم وليله يخفت بريق جمالك , وتلتفت هذه الأعين إلمنبهره الى غيرك ؟؟؟!!!
وعندها سوف تتسائلين بندم !!! هل كانت تستحق هذا العناء؟؟؟!!!!!
انظرى حولك أليست هذه اقل منك جمالا وهذه اخرى تفوقك جمالا طبيعيا لماذا لا يفعلون مثلك ألا يحبون ان يكونوا مبهرين ألا يريدون سماع اجمل الكلمات في وصفهم
لماذا لا يفعلون مثلك بل هم يزيدون في إخفاء ما لديهم .
ألا تتسائلين لماذا يفعلون ذلك ؟؟!!!!
انهم يعرفون من يتبعون !!! انهم لا يتبعون أهواء بشر مثلهم !! بل يتبعون خالقهم وخالق جميع البشر, قواعد ثابته لا تبديل فيها , متعتهم ليست في إبهار البشر بل إبهار أنفسهم ,
نعم يجدوا متعتهم بالثقه فى النفس التى يجدونها فى طاعه الله
أليس الله هو من خلقك على هذه الشاكله أبهذه الالوان التى تضعينها تكونى اجمل مما خلقكى الله عليه , من تخدعين !!! ؟؟إنك لا تخدعين غير نفسك بهذه النظرات والكلمات وتفرحين بها وهى أكذوبه من صنع يديك وسرعان ما تتحول الى عبارات و نظرات مؤلمه فى جوهرها .
ألا تتذكرين عندما أطررتى الى الذهاب بدون ميكياج إستحياء فى شهر رمضان !!!!
الجميع استغرب هذه الملامح بل اكدوا على مرضك نظراً لهذه الصوره الباهته التى بدوت عليها بخلاف ما اعتادو عليه منك , أنت من فعلت هذا بنفسك !!!!
تسهرين الليل للمذاكره ولاتكلفى خاطرك بقراءه فى كتاب الله الكريم , وتستيقظين صباحا للذهاب للجامعه وليست للصلاة فهى من السهل قضاءها , وتتكبدين هذه المشقه من اجل الحصول على شهاده جامعيه وربما قادك طموحك لدرجات دراسيه اعلى واعلى
وبهذه الشهاده تحصلين على عمل وشهره اكثر ومن هذا العمل تكسبى الاموال ,,,,,,
لا احتاج الى تخمين فهذه الشهره و الاموال سوف تذهب الى من تتبعينهم فى أهواءهم
يالكى من غبيه غبيه غبيه !!!!!
لكن الوقت لم يفت بعد بدلى اولوياتك المقلوبه , كونى من الفريق الفائز دائما وثقى فى ان
الله معك فهو لم يشأ ان يتركك فى ملهاتك وسلط عليكى نفسك وعقلك لكى يضىء لك الطريق
ها انا قد فعلت ما فى وسعى واترك مشيئه الله تفذ
حسنا ً حسنا ً سأقوم الان لاتوضأ ثم اصلى ركعتين لأشكر الله لمنحى إياكما وفضله على كثير
وادعوه جل فى علاه أن يعيننى إلى ما فيه الخير فى دينى ودنياى
وحسنا ً ما ستفعلين فهذا هو النور الذى سيضىء وجهك وطريقك