الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه , والصلاة والسلام على نبينا محمد وءاله ,, أما بعد ..
فهذه أحكام عن الأضحية والعيد أكتبها لكم إخواني في الله , الذين يريدون القيام بهذا العمل العظيم وهذه القربة الطيبة , وسوف نوردها تباعا إن شاء الله تعالى , حتى لا أطيل عليكم بوضعها جميعا في يوم واحد , وأرجو عدم المشاركة حتى انتهاء الموضوع حتى لا نقطع تسلسله خاصة لمن سيقرأه في العام القادم إن شاء الله , وجزاكم الله خيرا .
تعريف الأضحية وحكمها
الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة نتذكّر فيها توحيد الله ونعمته علينا وطاعة أبينا إبراهيم لربه وفيها خير وبركة كان لا بدّ للمسلم أن يهتم بأمرها ويعظّم شأنها وفيما يلي نبذة عن هذه الشعيرة العظيمة:
الأضحية: هي ما يذبح من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم) تقرباً إلى الله تعالى - في البلد الذي يقيم فيه المضحي - من بعد صلاة عيد النحر إلى آخر أيام التشريق (وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة) بنية الأضحية، قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر:2] وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام:162]، ({وَنُسُكِي} أي ذبحي) وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [سورة الحج:34] .
ولقد اتفق العلماء على أن ذبح الأضحية والتصدق بلحمها أفضل من التصدق بقيمتها لأن رسول الله ضحى ولا يفعل إلا الأفضل ,
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله في يوم أضحى : ( ما عمل آدمي في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحما توصل ) , والحديث في سنده ضعف لكن ذكرناه للاستشهاد فقط .
حكم الأضحية:الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، ذكر في جواهر الإكليل شرح مختصر خليل، أنها إذا تركها أهل بلد قوتلوا عليها لأنها من شعائر الإسلام. (رسائل فقهية للشيخ ابن عثيمين ص 46).
وقد انقسم العلماء في حكمها إلى قسمين:
أ - أنها واجبة، قاله الأوزاعي والليث وأبو حنيفة وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ، قال به شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو أحد القولين في مذهب مالك أو ظاهر مذهب مالك واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
1- قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2] ، وهذا فعل أمر والأمر يقتضي الوجوب.
2- حديث جندب رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما قال: قال رسول الله : «من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم الله» [رواه مسلم 3621].
3- قوله : «من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا» [رواه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال في فتح الباري ورجاله ثقات].
ب-أنها سنة مؤكدة، قاله الجمهور وهو مذهب الشافعي ومالك وأحمد في المشهور عنهما لكن صرح كثير من أرباب هذا القول بأن تركها للقادر يُكره واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
1- حديث جابر رضي الله عنه في سنن أبي داود حيث قال: «صليت مع رسول الله عيد الأضحى فلما انصرف أتى بكبشين فذبحه فقال: بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي». (سنن أبي داود بشرح محمد شمس الحق أبادي، 7/486).
2- ما رواه الجماعة إلاّ البخاري من حديث: «من أراد منكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره وأظافره». قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعدما انتهى من سرد القائلين بالوجوب والقائلين بأنها سنة مؤكدة والأدلة تكاد تكون مكافئة، وسلوك سبيل الاحتياط ألا يدعها مع القدرة عليها لما فيها من تعظيم الله وذكره وبراءة الذمة بيقين. (رسائل فقهية ص 50).