بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
هذه مقتطفات من كتب العلماء , فيها فوائد و عظات , أسأل الله أن ينفع بها
*****
===احفظ الله يحفظك===
ابن رجب/ جامع العلوم و الحكم
وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهمِّ أمور الدين ، حتى قال بعض العلماء :
تدبرتُ هذا الحديثَ ، فأدهشني وكِدتُ أطيشُ ، فوا أسفي من الجهل بهذا الحديث ، وقِلَّةِ التفهم لمعناه .
***
ومَنْ حفظ الله في صباه وقوَّته ، حفظه الله في حال كبَره وضعفِ قوّته ، ومتَّعه بسمعه وبصره وحولِه وقوَّته وعقله .
كان بعض العلماء قد جاوز المئة سنة وهو ممتَّعٌ بقوَّتِه وعقله ، فوثب يوماً وثبةً شديدةً ، فعُوتِبَ في ذلك ، فقال : هذه جوارحُ حفظناها عَنِ المعاصي في الصِّغر ، فحفظها الله علينا في الكبر.
وعكس هذا أنَّ بعض السَّلف رأى شيخاً يسأل الناسَ ، فقال : إنَّ هذا ضيَّع الله في صغره ، فضيَّعه الله في كبره .
***
وقد يحفظُ الله العبدَ بصلاحه بعدَ موته في ذريَّته كما قيل في قوله تعالى :
{ وَكَانَ أَبُوْهُمُا صَالِحاً } : أنَّهما حُفِظا بصلاح أبيهما .
قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدنَّ في صلاتي مِنْ أجلِك ، رجاءَ أنْ أُحْفَظَ فيكَ ، ثم تلا هذه الآية
{ وَكَانَ أَبُوْهُمُا صَالِحاً }.
وقال عمرُ بن عبد العزيز : ما من مؤمن يموتُ إلاَّ حفظه الله في عقبه وعقبِ عقبه .
وقال ابن المنكدرِ : إنَّ الله ليحفظُ بالرجل الصالح ولدَه وولدَ ولده والدويرات التي حوله فما يزالونَ في حفظ من الله وستر
***
النوع الثاني من الحفظ ، وهو أشرف النوعين : حفظُ الله للعبد في دينه وإيمانه ، فيحفظه في حياته من الشبهات المُضِلَّة ، ومن الشهوات المحرَّمة ، ويحفظ عليه دينَه عندَ موته ، فيتوفَّاه على الإيمان
****
ابن الجوزي/ صيد الخاطر
وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه!
فمتى رأيت معاقبًا؛ فاعلم أنه لذنوبٍ.
***
قال صاحب الموضوع : و كم رأيت من شيخ كبير وهن عظمه و اشتعل رأسه شيبا و لا زال منهمكا في الذنوب , فأشفق عليه حتى أكاد أتهم القدر , فلما قرأت هذا الحديث و كلام العلماء , زال عني الاشكال و علمت أن الله لا يظلم أحدا , وأن ذلك بسبب تضييع حدود الله, فاحذر أن يضيعك الله في دينك و في شيخوختك
منقول ----