بسم الله الرحمن الرحيم
فراسة الأنبياء وذكاؤهم
مقتطف من كتاب الأذكياء لابن الجوزي.
· وعن علي رضي الله عنه قال:
لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بدر وجدنا عندها رجلين: رجلا من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط. فأما القرشي فأفلت, وأما مولى عقبة فأخذناه, فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول:هو والله كثير عددهم, شديد بأسهم. فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه, حتى انتهوا به الى النبي صلى الله عليه وسلّم, ثم إن النبي صلى الله عليه وسلّم سأله: كم ينحرون من الجزر؟
فقال: عشرا لكل يوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: القوم ألف, كل جزور لمائة وتبعها.
· ومن المنقول عن عيسى عليه السلام: أن إبليس جاء إليه, فقال له: ألست تزعم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك؟ قال: بلى. قال: فارم بنفسك من هذه الجبل, فانه إن قدر لك السلامة تسلم.فقال له: يا ملعون, إن لله عز وجلّ أن يختبر عباده, وليس للعبد أن يختبر ربّه عز وجلّ.
· قال ابن عباس: لمّا شبّ إسماعيل تزوّج امرأة من جرهم, فجاء إبراهيم فلم يجد إسماعيل, فسأل عنه امرأته فقالت: خرج يبتغي لنا.ثم سألها عن عيشهم فقالت: نحن بشر في ضيق وشدّة, وشكت إليه, فقال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له: يغيّر عتبة بابه.
فلما جاء أخبرته فقال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك, الحقي بأهلك.
· ومن المنقول عن سليمان عليه السلام: عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: خرجت امرأتان ومعهما صبيّان, فعدا الذئب على أحدهما, فأخذتا تختصمان في الصبي الباقي, فاختصمتا الى داود عليه السلام, فقضى به للكبرى منهما, فمرّتا على سليمان عليه السلام, فقال ما أمركما؟ فقصّتا القصّة. فقال: ائتوني بالسكين أشق الغلام بينكما. فقالت الصغرى: أتشقه؟ قال: نعم. قالت: لا تفعل, حظي منه لها. فقال: هو ابنك. فقضى به لها.