تعليق على "حوار مع الأمين العام للإخوان المسلمين حول أحداث الصومال"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد،
أجرى موقع "إخوان أون لاين" حوار مع الدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين حول أحداث الصومال، وإليك أهم ما ورد فيه من أسئلة وإجابة الدكتور محمود عزت عليها.
س: ما رأيكم في البيان الذي صدر موقعاً من الدكتور محمد علي إبراهيم - المراقب العام للإخوان المسلمين السابق في الصومال - باسم تجمع المنظمات الإسلامية، والذي انتقد فيه بشدة موقف الإخوان المسلمين بالصومال وعدم تأييدهم صراحة للمحاكم الإسلامية؟
جـ: للإخوان أسباب في عدم تأييدهم للمحاكم الإسلامية لأن هذه المحاكم تمثل طيفاً واسعاً من المشاركين فيها، الذين ليسوا بالضرورة إسلاميين بالمعنى الذي يتبادر إلى الذهن، وأن الأحكام التي تصدرها المحاكم الشرعية ترتبط بأفكار المشاركين في هذه المحاكم، فهي تتباين من قبيلة إلى قبيلة ومن موقع إلى موقع، فيمكن أن تجد فيها أفكاراً غير إسلامية، وبعضهم يحمل أفكاراً إسلامية متنوعة، ولذلك فهي قد تكون إسلامية معتدلة، وقد تكون قبلية بحتة، وقد تكون غير ذلك حسب ظروف ومكان ونشأة كل محكمة.
أما قضية تطبيق الشريعة فهي أمر بلا شك ينادي به الإخوان، فالتشابه في الأسماء ليس هو الفيصل في عملية التأثير، الواقع نفسه هو الذي يجعل الإخوان يؤيدون أو يسكتون عن التأييد.
س: من وجهة نظركم لماذا تصر أمريكا على تدخلها في شئون الصومال ومحاولتها إرسال قوات أجنبية إلى هناك؟ وهل ذلك لأن أمريكا تريد رد الصاع صاعين للصوماليين بعد الهزيمة التي منيت بها في التسعينيات في الصومال؟!
جـ: لا شك أن محاولة أمريكا الهيمنة المباشرة على العالم أمر لا يخفى على أحد، فهي لا تكتفي بأن تكون الدولة الأقوى التي توجه السياسة العالمية ولكن تريد أن تكون الحاكم المباشر في كل قطر من الأقطار، خصوصاً بلد مثل الصومال التي كانت سبباً في نظرة العالم لأمريكا أنها ضعيفة ومهزومة بعدما حدث لها في التسعينيات.
س: ما هو تقييمكم لموقف جامعة الدول العربية من أزمة الصومال وما يدور فيها من أحداث متوالية؟
جـ: لا شك أن للجامعة العربية دوراً إيجابياً في الأزمة الصومالية، ولكن هذا الدور محكوم بسياسة الدول الأعضاء في الجامعة، فالأمين العام يقوم بجهود، وتظل هذه الجهود لا وزن لها ما لم تدعم دول الجامعة العربية - مثل مصر والسعودية وغيرها من الدول العربية الكبرى - جهود الأمين العام لها.
س: هل يوجد تنسيق بين الإخوان في المواقف والمحاكم الإسلامية إزاء الأحداث الجارية؟
جـ: كما قلت أن المحاكم طيف واسع من الأفكار والمواقف والأهداف، فيصعب أن يكون هناك تنسيق في المواقف، ولكن لا خلاف على قضية وحدة أرض الصومال، وأن الشعب الصومالي شعب مسلم من حقه أن يبني دولته على أساس من الإسلام الحنيف، وكذلك رفضه لأي وجود أجنبي غير إسلامي سواء من الأمريكان أو من دول الجوار.
------------------------------------------
وكم كنا نتمنى لو استطعنا أن نوجه هذه الأسئلة إلى الدكتور محمود عزت لتكتمل الفائدة:
ذكرتم سببين لعدم تأييد الإخوان للمحاكم الشرعية:
الأول: أنهم أطياف شتى وقد توجد فيهم أفكار إسلامية غير معتدلة بل وأفكار قبلية محضة.
الثاني: أن الواقع هو الذي يجعل الإخوان يؤيدون أو يسكتون عن التأييد.
وبالنسبة للسبب الأول نود أن نسأل هذه الأسئلة:
1-أيد الإخوان من قبل الثورة الإيرانية الشيعية الخومينية وهى تشتمل على أفكار إسلامية غير معتدلة سواء من جهة العقائد الشاذة التي يؤمنون بها، اذا كان هذا هو المقصود بالتطرف، واذا كان المقصود استخدام القوة في حل المشكلات فهم أيضاً في هذا الباب في غاية التطرف فما الفرق؟
كما أنها تشمل دعوة قومية فارسية بغيضة وما إصرارهم على تسمية الخليج العربي بالفارسي عنا ببعيد.
2-لقد أيد الإخوان من قبل المسلمين في البوسنة رغم وجود الجهل بالعقيدة الإسلامية وشيوع كثير من المنكرات ـ وأيدناهم نحن كذلك نصرة للمسلم على الكافر لا سيما إن كان يؤذى بسبب إيمانه ـ وحال الصومال أحسن حالاً من البوسنة فالصوماليون أكثر فهماً للإسلام ولقضية لزوم تطبيق الشريعة من البوسنيين.
3-بل الأشد من ذلك أن:
الإخوان رشحوا بعض النصارى على قوائمهم الانتخابية ودخلوا في تحالفات فيها تمثيل للحزب الشيوعي المصري ولحزب التجمع في كل مرة يرفض التجمع البقاء هو والإخوان تحت مظلة تحالف واحد، وفي الواقع أن كلمة "أطياف شتى" هذه كلمة في غاية النشاز عن منهج الإخوان التجميعي الذي أعلن نظريته الأستاذ البنا بقوله "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه" وطبقته عملياً الجماعة في حياة الأستاذ البنا رحمه الله، وطبقته بدرجات أكثر توسعاً في الآونة الأخيرة.
إنك عندما تقرأ التحليل تخال نفسك أن تقرأ تحليل لرجل سلفي وليس للأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، ولكن بعد التأمل فستجد أن السلفيين أنفسهم، يرون نصرة المسلم المقصر الذي عنده قصور في فهم تطبيق الشريعة، أو الذي عنده عصبية لقوم، إذا كان الأمر متعلقاً بالحرب مع الكفار، وأما تعليل رفض مشاركة الإخوان مع المحاكم الشرعية أو حتى تأييدهم أو حتى التنسيق معهم بأن الواقع هو الذي يجعل الإخوان يؤيدون أو يسكتون عن التأييد، فنود أن نسأل سؤلاً خاصاً:
4-أي واقع هو الذي فرض على الإخوان هنا السكوت عن التأييد؟
هل هو واقع المحاكم الشرعية أم الواقع العالمي؟
- وسؤال آخر: نريد توضيحاً حول كلمة السكوت عن التأييد، ماذا تعني؟
وهل تشبه السكوت عن الإدلاء بالصوت في الانتخابات، حينما يرى الإنسان أن الداخلين إلى الانتخابات أطياف شتى، وحتى المرشحين على قائمة الإسلام هو الحل أيضاً أطياف شتى وربما كان منهم نصارى؟
- بالنسبة لجزئية أن أمريكا تريد أن تكون الحاكم المباشر في كل قطر من الأقطار. أليس لهذه الحقيقة تأثير على موقف الإسلاميين من الديموقراطيين بعد أن أدركوا أنه في ظل النظام العالمي الجديد فإن سيادة الحكم في أي بلد ليست بكفيلة لإعطاء صاحبها سلطة الإصلاح الذي يريد وما موقف حماس منا ببعيد.